ملتقى «ألوان السعودية» للتصوير الفوتوغرافي يعكس تطور العدسة النسائية ومنافستها للرجل

«نواعم فوتوغرافية» تتخطى مشاركتهن حاجز الـ30% على الرغم من حداثتها

إحدى صورها.. أحلام العنزي فازت بالجائزة الخامسة والأمير سلطان بن سلمان أثناء افتتاح ملتقى «ألوان السعودية» وصورة بعدسة لجين ميرزا حصلت على الجائزة العاشرة
TT

في تجمع هو الأول من نوعه، تحتضن العاصمة السعودية الرياض هذه الأيام ملتقى «ألوان السعودية» وهو أول ملتقى متخصص للتصوير الفوتوغرافي وتنظمه هيئة السياحة والآثار السعودية وأطلق فعالياته أول من أمس الأمير سلطان بن سلمان رئيس هيئة السياحة والآثار. الملتقى حظي بمشاركة نسائية تجاوزت 30 في المائة، الأمر الذي اعتبرته المصورات السعوديات فرصة للتواصل مع الجمهور وعرض أعمالهن والوقوف على نتاجهن على الرغم من حداثة دخول المرأة لمجال التصوير «الفوتوغرافي» في السعودية.

وأزاحت مجموعة من المصورات الفوتوغرافيات السعوديات المشاركات في المعرض المصاحب لـلملتقى، الستار عن أعمالهن بصفته فرصة قيمة لهن للوقوف عند آراء الجمهور وانطباعاتهم؛ حيث فازت 8 مشاركات نسائية من أصل 40 مشاركة الأمر الذي يعتبر مؤشرا صريحا لقدرة المرأة على خوض غمار التصوير الفوتوغرافي كمهنة وليست كهواية فقط. وأسهبت جميلة القاضي إحدى المهتمات في المجال الفوتوغرافي في حديثها عن تطور نظرة المجتمع بشكل عام حول التصوير الفوتوغرافي النسائي، مبينة أنه لا مجال للمقارنة بينها وبين النظرة السائدة حتى وقت قريب.

واعتبرت القاضي أن زيارة رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وتوقيعه على أحد أعمالها محفزا ورسالة لكل «فوتوغرافية» باهتمام جميع القطاعات ومنها هيئة السياحة والآثار بالمرأة السعودية لتطوير قدراتها بشكل أكبر والمساهمة في عملية التنمية الشاملة.

من جهتها أوضحت لجين ميرزا إحدى الفائزات بمسابقة ألوان السعودية أن المرأة لم تمتهن حتى اللحظة التصوير الفوتوغرافي وما تقدمه عبارة عن هواية واجتهاد، مبينة أنها إحدى القلائل ممن تخصصن ودرسن وقمن بتدريس التصوير الفوتوغرافي. واعتبرت ميرزا فوز ثماني مصورات من أصل أربعين جائزة في المسابقة نسبة مبشرة وتعكس تطور العدسة النسائية ومنافستها لعدسة الرجل، مبينة أن الملتقى شكل انطلاقة رسمية للعدسة النسائية وهو محفز لها لتطوير أدائها بما يرقى لتطلعات الجهات المنظمة وبما يخدم السياحة في المملكة بالشكل الأمثل.

من جانبها قالت بسمة الشنيفي: «أفخر بأن أكون من خريجات الدفعة الأولى على مستوى الجامعات في التصوير الفوتوغرافي والتصميم»، لافتة النظر أن مشاركتها في المعرض المصاحب لملتقى ألوان السعودية أضاف لها الكثير.

وأشارت الشنيفي، إلى ضرورة تكثيف الحملات الفوتوغرافية لتعريف أولياء الأمور بقيمة وأهمية التصوير الفوتوغرافي ورسالته السامية في الكثير من المجالات ومنها الترويج للمناطق السياحية في السعودية، متمنية استمرارية الملتقى بشكل سنوي وتوسيع رقعة المشاركة لتشمل دول الخليج ثم التأسيس لملتقى عالمي.

أما ألماسة مساعد وهي فوتوغرافية مشاركة في المعرض ترى أن «ألوان السعودية» أبرز بصمة المرأة في مجال التصوير الفوتوغرافي، من خلال تحقيق عدد من الفوتوغرافيات مراكز متقدمة في المسابقات، منوهة إلى أن نسبة المشاركة النسائية في ملتقى ألوان السعودية بلغت أكثر من 30 في المائة.

وأضافت مساعد: «تنوع حضور المرأة في التصوير الفوتوغرافي في عدد من القطاعات مثل التصوير الإعلامي وتصوير المنتجات وتصوير الأماكن السياحية وهناك مجالات بدأت تطرقها الفوتوغرافية حاليا كانت سابقا للرجال فقط»، مؤكدة أن «المصورة» أصبحت تلقى الدعم من الأهل والأصدقاء وأصبحت هناك ثقافة في المجتمع حول «التصوير النسائي».

وفي ذات السياق أرجعت أماني القرني إحدى المشاركات في المعرض انتشار الأقسام المتخصصة في التصوير النسائي في الكثير من الجامعات السعودية لزيادة الطلب على هذه التخصصات بالإضافة إلى الوعي الاجتماعي بأهمية التصوير الفوتوغرافي. يشار إلى أن ملتقى ألوان السعودية شهد إقبالا جماهيريا كبيرا في اليومين الأول والثاني وقدر عدد الزوار بأكثر من 35 ألف زائر، وسيستمر الملتقى حتى يوم الخميس الموافق 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.