لم تتخل أيام السينما الأوروبية في دورتها الجديدة عن محاولات الوصول إلى الجمهور التونسي في المدن التونسية الداخلية، ويتسع نطاق عرضها من سنة إلى أخرى لتضم مدنا جديدة فيما يشبه الاكتساح لجماهير الفن السابع. فخلال الدورة التي انطلقت فعالياتها يوم الثلاثاء من المنتظر أن تشمل عروض الأفلام الأوروبية 8 مدن تونسية وسيكون فضاء تلك الأفلام في عددها الأكبر بمدن صفاقس وسوسة والقيروان والمنستير والكاف وقفصة.
ولم تكن العروض عند انطلاق تلك الأيام تتجاوز مدن تونس العاصمة وصفاقس ونابل في أقصى الحالات، لكن خلال الدورات اللاحقة سعى المنظمون إلى مزيد من الانتشار في المدن الداخلية وازداد عدد المدن التي تستقبل الأفلام الأوروبية التي تعرض كلها، إما مباشرة باللغة الفرنسية أو عبر الترجمة النصية التي ترافق أحداث الفيلم. واستطاعت خلال 19 سنة مضاعفة عدد المدن التونسية التي تستقبل الأفلام الأوروبية والوصول إلى شرائح اجتماعية تونسية متنوعة خاصة من الفئات الشابة. وتتجه هيئة تنظيم أيام السينما الأوروبية نحو عرض مجموعة من أفلامها في 4 مبيتات جامعية بكل من مدن الكاف وقابس وصفاقس وقفصة.
ومن المنتظر خلال هذه الدورة التي انطلقت في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري إلى يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل أن يقع عرض 40 فيلما ستعرض في مرحلة أولى بقاعتي السينما «الكوليزي» و«الحمراء» بالمرسى وكلاهما في تونس العاصمة وهي أفلام تعرض لأول مرة في تونس.
وأشارت لورا باييزا سفيرة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في ندوة صحافية خصصت للحديث عن أيام السينما الأوروبية إلى أن سعر الدخول لمشاهدة الأفلام الأوروبية لن يزيد على دينار تونسي واحد (الدولار الأميركي يساوي دينارا ونصف دينار تونسي تقريبا) وذلك في تونس العاصمة ولن يتجاوز حدود نصف دينار تونسي بالنسبة لبقية المدن التونسية.
وفي حديثه عن نفس المظاهرة السينمائية، قال المخرج التونسي إبراهيم اللطيف الذي يسهم في تنظيم تلك الأيام أن المهرجان سيخصص ثلاث جوائز تتعلق بجائزة أفضل فيلم طويل، وجائزة أفضل فيلم قصير، وجائزة الجمهور، وفتح منظمو أيام السينما الأوروبية الأبواب أمام ثلاثة شبان من طلبة معاهد السينما للمشاركة في لجنة التحكيم.
وقد افتتحت العروض بقاعة «الكوليزي» بالعاصمة بفيلم إيطالي تحت عنوان «شباب مطلق» من إيطاليا وهو للمخرج بوبي آفاتي وتعرف المظاهرة مشاركة تونس والمغرب والجزائر وليبيا وفرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة الأميركية وتشيكيا وبلغاريا والمجر وبولونيا. ويتضمن البرنامج ندوات إعلامية ونقاشات حول السينما من بينها مائدة مستديرة حول «الثورة في السينما التونسية» إلى جانب لقاء بين السينمائيين المحترفين والسينمائيين الهواة.