كارلا بروني: لست نسوية بل برجوازية

صححت تصريحا سابقا تسبب في جدل ساخن على «تويتر»

TT

اختارت كارلا بروني مجلة «إيل» النسائية الواسعة الانتشار لتوضيح عبارة كانت قد أدلت بها لمجلة «فوغ» وتسببت في ثورة نسائية ضدها على «الإنترنت». ورغم أن عددي المجلتين لن ينزلا إلى المكتبات قبل الاثنين المقبل، فإنه قد كشف النقاب عن استدراك كارلا الذي أكدت فيه أن العبارة المنقولة عنها هي هفوة «لا تعبر عن أفكارها بشكل صحيح».

المغنية وعارضة الأزياء الإيطالية السابقة التي احتلت موقع سيدة فرنسا الأولى بسبب اقترانها بالرئيس السابق نيكولا ساركوزي، قالت في مقابلتها مع «فوغ» إن بنات جيلها لم يكنّ يشعرن بحاجة للانتماء إلى الحركة النسوية. وأضافت أن هناك رائدات شققن الطريق، لكنها لم تنشط مع النسويات «الفمنيست» ولم تكن نسوية بل شابة برجوازية.

ولأن المواقع الإلكترونية تسبق الريح وتستبق صدور المطبوعات الدورية، فقد ضايقت صراحة كارلا فئة واسعة من المناضلات والأعضاء النسويات في الجمعيات النسائية والمشتغلات بالسياسة ممن يعتبرن معركة المساواة بين الجنسين في قلب الصراع السياسي الراهن في العالم ولم يطوها الزمن بعد. وللرد على المغنية البرجوازية التي تنحدر من أسرة صناعية ثرية، هرعت النسويات إلى شاشاتهن وملأن الفضاء الإلكتروني برسائل وردود تتراوح بين التعليق الهادئ والشتيمة السافرة. ودعت إحدى الجمعيات جموع الفرنسيات إلى «التغريد» عبر «تويتر»، من خلال نداء يقول: «أنت أيضا، اشرحي لكارلا بروني لماذا يحتاج جيلك إلى الحركة النسوية». وعلى الفور لبت النداء آلاف النساء، من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية.

أبرز الردود جاءت من الناشطة كلير سيركومب، التي ذكّرت كارلا أن 75 امرأة بالغة تتعرض للاغتصاب، سنويا في فرنسا، و«هو رقم يكفي لإقناع الأجيال بحاجتها للحركة النسوية»، حسب المغردة. ونقل موقع صحيفة «ليبيراسون» التغريدة التي تلقت أكثر من 200 تعليق مؤيد، خصوصا أن عبارة كارلا جاءت بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي لمحاربة العنف ضد النساء.

ودخلت السياسيات الحلبة فقالت نجاة بلقاسم، وزيرة حقوق المرأة والمتحدثة باسم الحكومة الفرنسية، في مقابلة إذاعية، أول من أمس: «نحتاج لأن نكون جميعا نسويات». وأضافت أن الحركة النسوية صراع من أجل المساواة وليس من أجل تسلط جنس على آخر. أما لورنس روسينيول، النائبة الاشتراكية في مجلس الشيوخ، فقالت في رسالة تخاطب فيها زوجة ساركوزي: «عزيزتي كارلا بروني. ما دام الناس ما زالوا يسألونني إن كنت معاونة النائب، فإن الجيل المقبل سيكون محتاجا للحركة النسوية». وكتبت كورين لوباج، النائبة في البرلمان الأوروبي والوزيرة السابقة: «عزيزتي كارلا، ما دامت المرأة لا وجود لها في اللجنة الاقتصادية للمفوضية الأوروبية، فإننا نحتاج للنسوية».

ولوقف سيل الانتقادات، سارعت كارلا إلى إعطاء مقابلة لمجلة «إيل»، على سبيل التوضيح الذي يشبه الاعتذار، عبرت فيها عن تفهمها للجدل وللصدمة التي أثارتها عبارتها، قائلة إنها كان يجب أن تصاغ على الشكل التالي: «لم أشعر، شخصيا، بالحاجة لأن أكون ناشطة نسوية». وأضافت أنها ليست امرأة منخرطة بشكل فعال لكنها تتصور نفسها من نصيرات حقوق المرأة، بشكل طبيعي، لأن الحركة النسوية تعني الدفاع عن الحرية. كما أعادت التذكير بأنها ناصرت قضايا نسائية عديدة وما زالت تتخذ مواقف من ذلك النوع، كلما دعت الضرورة.

تصريحات سيدة فرنسا الأولى السابقة، شوشّت على موقف كانت قد أعلنته، مؤخرا، تؤيد فيه زواج المثليين. وهو موقف لا يتفق، حسب رأيها، مع آراء محافظي اليمين والفريق السياسي لزوجها. كما أيدت المغنية المعروفة بتحررها منح الحق في تبني الأطفال للثنائيات المكونة من جنس متماثل، قائلة في مقابلتها مع «فوغ» إن لديها أصدقاء وصديقات كثرا من هذه الفئة ولا ترى سببا لأن تكون عائلاتهم منحرفة أو غير مستقرة.

وبمعزل عن جدل التصريحات والتغريدات المضادة، ظهرت كارلا في حملة إعلانية لسماعات للموسيقى، انطلقت هذا الأسبوع. وصورت سيدة فرنسا الأولى السابقة فيلما قصيرا، لهذا الغرض، أخرجه فيليب ستارك. وجاء في الموقع الإلكتروني للشركة المنتجة للسماعات أنهم يدعمون برنامج «موسيقى للجميع» الذي تتبناه مؤسسة كارلا بروني للعمل الإنساني.