افتتاح حزين لمهرجان القاهرة السينمائي.. والنجمات يرتدين الأسود ويرفضن السجادة الحمراء

يقام على بعد خطوات من ميدان التحرير.. ودقيقة حداد على أرواح شهداء الثورات العربية

وزير الثقافة د. صابر عرب في لقطتين تذكاريتين مع جمهور المهرجان من الفنانين والفنانات على هامش حفل افتتاح المهرجان و .. ومع رئيس المهرجان الفنان عزت أبو عوف يحييان الجمهور
TT

خيم الحزن على حفل افتتاح الدورة الخامسة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي انطلقت فعالياته أول من أمس «الأربعاء» على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، حيث رفضت الكثير من النجمات السير على السجادة الحمراء كما رفضن ارتداء ملابس سهرة بألوان مبهجة وارتدين ملابس سوداء. وكانت أبرزهن سوسن بدر وليلى علوي وإلهام شاهين ويسرا ورجاء الجداوي اللائي دخلن المسرح الكبير من الباب الرئيسي للمسرح دون المرور على السجادة الحمراء والتقاط الصور أمام عدسات المصورين، وذلك حزنا على أرواح الشهداء والظروف السياسية الصعبة التي تمر بها البلاد والاضطرابات التي تشهدها وحالة الغضب وسط الليبراليين والكثير من القوى والتيارات السياسية من محاولة هيمنة التيار الإسلامي على وضع الدستور ومقاليد الحكم في مصر.

واختفت الألعاب النارية وأيضا تم إلغاء الفقرة الاستعراضية في بداية حفل الافتتاح، وزادت حالة الحزن بعدما بكى الفنان عزت أبو عوف، رئيس المهرجان على خشبة المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، حيث قال: «زملائي وزميلاتي وأحبائي وكل حاجة لي في الدنيا، اعذروني لم أكن أتخيل أن أقف في نفس هذا المكان مرة أخرى»، وأضاف أنه يهدي هذه الدورة لشهداء ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، الذين ضحوا بحياتهم من أجل حياتنا.

وحضر حفل الافتتاح أيضا وزير الثقافة محمد صابر عرب، الذي بدا عليه الارتباك الشديد في إلقاء كلمته حيث نسي الكثير من الفقرات الموجودة في الورق المكتوب أمامه وحاول تدارك الخطأ بأن عاد مرة أخرى إلى الميكروفون قائلا: «نسيت أن أوجه الشكر إلى عزت أبو عوف وسهير عبد القادر مدير المهرجان، ووزارة السياحة وأيضا دار الأوبرا المصرية لمجهودهم الكبير في إقامة المهرجان، ثم كاد الوزير يغادر المسرح قبل أن يذكره بعض الحاضرين بضرورة إعلان انطلاق المهرجان، ليعود ثانية ويقول: «نعلن افتتاح الدورة الـ35 لمهرجان القاهرة السينمائي».

وحضر حفل الافتتاح أيضا المخرج خالد يوسف ولوسي وماجد المصري وعايدة عبد العزيز وغادة إبراهيم ونيرمين الفقي وأروى جودة، وجلال الشرقاوي ووائل نور، وأيضا النجمات اللبنانيات مايا دياب وإيمان ساركسيان، والنجم الأردني منذر رياحنة.

قدم الحفل الفنانة حورية فرغلي، والفنان عمرو يوسف، الذي طلب الوقوف دقيقة حدادا على أرواح شهداء الثورات العربية، وتم تقديم أعضاء لجان التحكيم الدولية والعربية وأفلام حقوق الإنسان ومنهم: محمود عبد العزيز ومنة شلبي، وخالد أبو النجا، وبشرى وكندة علوش، والناشطة الحقوقية غادة شهبندر، والمخرج الفلسطيني غالب شعث، وكاتب السيناريو الدكتور مأمون حسن والفنانة الهولندية كاتارزينا كاواداسكا، والمخرج الأميركي هانز كريستيان. وتم إلغاء الفقرة الاستعراضية في بداية حفل الافتتاح والاكتفاء بعرض لقطات من أفلام قديمة بها ملامح ثورية مثل «شيء من الخوف» و«الناصر صلاح الدين»، وعقب حفل الافتتاح تم عرض الفيلم المصري «الشتا اللي فات» بطولة الفنان عمرو واكد وفرح يوسف.

وقبيل انطلاق فعاليات المهرجان بساعات معدودة أعلنت شركة «أفلام ميدل ويست» Middle West Films رفض عرض فيلمها «البحث عن النفط والرمال» بالمهرجان اعتراضا على الاعتداءات العنيفة لقوات الأمن المصرية ضد المتظاهرين في ميدان التحرير.

وصرح المخرج المصري وائل عمر، وهو أحد مخرجي الفيلم، بأنه في ظل عدم استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية في القاهرة، فإن شركة «أفلام ميدل ويست» قررت عدم عرض فيلمها ضمن فعاليات المهرجان، وأضاف عمر «أرفض المشاركة في مهرجان سينمائي يتبع وزارة الثقافة، بينما الحكومة المصرية تقوم بسحل شعبها في الشوارع لاعتراضه على إعلان دستوري يتيح للرئيس المصري صلاحيات مطلقة وغير مسبوقة في أي دولة ديمقراطية».

جدير بالذكر أن حفل الافتتاح تم تأجيله لمدة يوم واحد حيث كان من المقرر أن يقام يوم الثلاثاء الماضي لكن تم تأجيله إلى أول من أمس الأربعاء نظرا لوجود مظاهرات مليونية حاشدة في ميدان التحرير وبقية المحافظات اعتراضا على الإعلان الدستوري الأخير الذي أصدره الرئيس المصري. هذا، ويشارك في هذه الدورة 66 دولة بـ125 فيلما في المسابقات الرسمية وخارجها، من ضمن 450 فيلما اختارتها لجان المشاهدة في المهرجان، وينظم المهرجان ثلاث مسابقات، يتنافس على جائزة المسابقة الدولية 19 فيلما روائيا طويلا من 19 دولة. ويتنافس 12 فيلما في المسابقة العربية، وفي مسابقة حقوق الإنسان يتنافس 15 فيلما من 15 دولة أجنبية، بالإضافة إلى قسم خاص لثورات الربيع والسينما الأفريقية وأفلام من الجزائر وتركيا، إلى جانب قسم التسامح والتعصب.