نصير شمة يفوز بجائزة عالمية للسلام عن مؤلفاته الموسيقية «التي تسهم بخير البشرية»

قال لـ«الشرق الأوسط»: سأعزف مقطوعة تحية لدولة فلسطين في حفلتي بمانيلا غدا

الموسيقار نصير شمة أمام لوحة الفائزين بجائزة كوسيه للسلام هذا العام وشمة يسير خلف العلم العراقي محييا حرس الشرف في حفل تسليم الجائزة بمانيلا أول من أمس («الشرق الأوسط»)
TT

حصل الموسيقار وداعية السلام العراقي نصير شمة على جائزة «كوسيه الدولية للسلام» (GUSI PEACE PRIZE)، التي تمنحها الفلبين سنويا لأبرز الشخصيات التي تقوم بإنجازات تتعلق بإسعاد البشرية وتسهم بإحلال السلام في العالم، حسبما جاء في توصيفها.

وجرى أول من أمس حفل ضخم في العاصمة الفلبينية مانيلا جرى خلاله تكريم 20 شخصية، بينهم علماء وأطباء وموسيقيون وشعراء وكتاب وأساتذة جامعيون وناشطون في مجالات حقوق الإنسان والسلام من جميع أنحاء العالم، وبحضور أكثر من 4 آلاف ضيف، حيث تم منح هذه الشخصيات جائزة «كوسيه للسلام» في نسختها الحادية عشرة، وأصبح من بين الحائزين على الجائزة، ولأول مرة في تاريخها، اثنان من الشخصيات العربية، الموسيقار نصير شمة من العراق، والشيخة حصة الصباح لجهودها في إحلال السلام بالعالم.

واستهل استقبال الموسيقار شمة بأحد أعضاء حرس الشرف وهو يرفع العلم العراقي متقدما شمة الذي سار وسط فرقة حرس الشرف الفلبينية متوجها إلى مقعده على منصة الجوائز: «لقد شعرت بمسؤولية كبيرة وبفخر وزهو وأنا أرى علم العراق، يرتفع في هذا المحفل الدولي وأمام مئات الآلاف من المشاهدين الذين كانوا يتابعون الحدث من خلال شاشات التلفزيون، كانت لحظة تاريخية بالتأكيد» حسب وصف شمة.

وأضاف الموسيقار الذي حقق مكانه عالمية باعتباره مؤلفا وعازفا متميزا على آلة العود، قائلا لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مانيلا أمس: «عندما سرت وسط حشود الضيوف وبين فرقة الحرس الشرف، وأمامي يرتفع علم بلدي، تذكرت كم قَدَّم العراق من الضحايا من أجل أن يحل السلام، وتمنيت أن ينعم شعبي وكل شعوب العالم العربي والعالم بالاستقرار وأن يحل السلام، وهذا الموضوع هو شاغلي باستمرار، وفي ذات الوقت، فكرت في عمق المسؤولية التي أتحملها ويجب أن أكون جديرا بها»، مشيرا إلى أنه يهدي هذه الجائزة «لكل أبناء شعبي في العراق من العرب والأكراد والتركمان وبمختلف أديانهم ومذاهبهم، وإلى كل أبناء شعبنا العربي، وخاصة إلى أبطال الربيع العربي وأبناء شعبنا في سوريا وهم يقاتلون من أجل نيل حريتهم».

وهنأ الموسيقار شمة «كل الفلسطينيين والعرب، بل أهنئ نفسي لولادة دولة فلسطين واعتراف العالم بها»، وقال: «من الغريب أن يعترف العالم اليوم بفلسطين الموجودة في الواقع منذ آلاف السنين، وهي مهد الحضارات والأديان، لكن اعتراف دول العالم اليوم بها كدولة في الأمم المتحدة يمنحنا الأمل بأن تعود فلسطين مثلما كانت بحدود عام 1967 وعاصمتها القدس»، كاشفا عن أن «أول مؤلفة موسيقية سأعزفها في الحفل الموسيقي الكبير الذي سيقام في مانيلا بعد غد (غدا) سيكون تحية لدولة فلسطين وللفلسطينيين ولأرواح الشهداء في غزة».

وعن ترشيحه للجائزة، قال: «لجنة الجائزة هي التي رشحتني، وبعد أن تداولت مع السفير العراقي في مانيلا السيد وديع بتي وأجرت بحوثا عن إسهاماتي من أجل إحلال السلام، وإنجازاتي الموسيقية اتصلوا بي ليبلغوني منحي الجائزة، ووجهوا لي الدعوة لحضور حفل تسليم الجائزة؛ إذ إن أهم شرط في هذه الجائزة الدولية، التي تعادل جائزة نوبل للسلام، اعتمادا على أسماء الشخصيات التي حصلت عليها، حضور الشخصية الفائزة بالجائزة، وتسلمها شخصيا، ولا تمنح إلا للأحياء، مع ملاحظة أنها بلا جائزة مالية، أي جائزة تكريمية وشرفية»، مشيدا بـ«دور السفير العراقي في الفلبين، وبطاقم السفارة؛ فعلى الرغم من قلة عددهم؛ 5 دبلوماسيين فقط، فإنهم يبذلون جهودا كبيرة لإظهار اسم العراق بصورة مشرفة، وهذا حال غالبية الدبلوماسيين العراقيين الذين التقيتهم في دول العالم».

وأضاف الموسيقار شمة قائلا: «إن إضافة اسمي واسم بلدي العراق، وباعتباري عربيا، إلى جانب الشخصيات الغربية الأخرى التي حصلت على هذه الجائزة، يمنحني شرفا كبيرا، ويدفعني بقوة لأن أنفذ مشاريعي وبرامجي الكثيرة من أجل مساعدة اللاجئين السوريين في المخيمات خارج سوريا، إذ سأقيم حفلا موسيقيا في القاهرة بعد عودتي، وسيخصص ريعه كاملا للاجئين السوريين في مخيم الزعتري في الأردن، كما سأقيم الشهر المقبل حفلا موسيقيا ولأول مرة في حياتي بالكويت، مستهلا جولة عربية سيخصص كامل ريع حفلاتها للاجئين السوريين»، مشيرا إلى أن «برامجي لا تتوقف عند مساعدة اللاجئين السوريين فقط، بل مساعدة الأطفال في كل مكان بعالمنا العربي أولا».

وأكد شمة الذي كان قد زار العراق مؤخرا بعد ما يقرب من 20 عاما أمضاها في المنافي قائلا: «أنا عدت لأهلي وشعبي، وليس للحكومة أو لأي شخصية سياسية أو حكومية، لهذا لم ألتقِ بالسياسيين ولا بالحكومة، وتنقلت بسيارة متواضعة تعود لابن أختي، وتجولت بين الناس في الأسواق والشوارع، حيث رفضت مقترح تخصيص مجموعة لحمايتي، وقلت: ممن تحمونني؟! من أهلي ومن الناس الذين جئت من أجلهم؟!»، موضحا أنه «قبل الوصول إلى العراق كنت قد زرت اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري بالأردن، وكنت أول فنان على الإطلاق يزور هذا المخيم، حيث أقمنا حملة تبرعات تحت اسم (كرفان لكل عيلة) أو (عائلة) حسب اللهجة الشامية، ومهمتها هي التوسط بين المتبرعين وشركة تصنيع الكرفانات من غير أن نتسلم أي أموال، بل نشرف على نجاح الحملة التي وفرت حتى الآن عددا من الكرفانات للعوائل السورية اللاجئة لمساعدتهم في هذه الظروف الجوية القاسية».

وعن إنجازاته الموسيقية، قال شمة: «من مؤلفاتي الجديدة هي (عود السلام) و(بغداد كما حب) فأنا على الرغم من أني شاهدت بغداد وقد سادها الخراب، إلا أني احتفظت بروحها وصورتها الزاهية أبدا، وكلي أمل أن يعيد أهلي في العراق المجد لهذه المدينة العظيمة، وهناك مؤلفة (لامست القمر) و(فينوس) وقطعة باسم (دلال)»، كاشفا عن أن «ألبومي الجديد سوف يصدر في إسبانيا بعد أيام ويحمل عنوان (رحلة الأرواح) وهو الألبوم رقم 12، وتحمل الألبومات الخمسة الأخيرة أسماء (حرير) و(حالي به يحلو) و(مقامات زرياب) و(حالة وجد) إضافة إلى (رحلة الأرواح)».