«سوذبيز» تقدم فنون عصر النهضة واللوحات الخالدة في مزاد هذا الأسبوع في لندن

يشمل 3 أعمال نادرة من عصر النهضة

من المعروضات ضمن مزاد الأعمال الخالدة في سوذبيز ولوحة للفنان «رافيلو سانزيو» تحمل اسم رافييل (1483 – 1520) (أ.ب)
TT

ضمن معروضات مزاد «اللوحات والأعمال الخالدة» الذي تقيمه دار «سوذبيز» في لندن يوم الأربعاء القادم 5 ديسمبر (كانون الأول) تبرز ثلاثة أعمال هامة من عصر النهضة وهي: لوحة للفنان «رافيلو سانزيو» تحمل اسم رافييل (1483 – 1520)، إضافة إلى مخطوطتين مزخرفتين بالصور التوضيحية ترجع إلى القرن الـ15، جرت كتابتهما في مقاطعة «فلاندرز» البلجيكية لأحد اثنين من أهم رعاة الأدب والفكر في عصرهما.

وتتراوح القيمة التقديرية لمجمل الأعمال المعروضة في المزاد، التي ناهز عمرها الـ500 عام وأنتجت خلال 60 عاما، بين 17 – 26 مليون جنيه إسترليني. وتعود ملكية هذه الأعمال إلى مجموعة «ديفونشير» الفنية المعروفة والتي يحتضنها منزل «تشاتسورث» التاريخي في مقاطعة «ديربشير» في لندن.

وتشكل لوحة رافييل: رأس التلميذ (في إشارة إلى تلاميذ المسيح) المرسومة بالصخور الكلسية «الطباشير» علامة هامة في مسيرة رافيلو المهنية، والتي وظف فيها طراز الرسم الكرتوني المساعد والتي استخدمها أيضا في أحد أهم لوحاته على الإطلاق «التجلي». وجاءت لوحة رافييل بناءً على طلب من الكاردينال جيليو دي ميديسي في عام 1516. وتقبع اللوحة حاليا في متحف الفاتيكان في العاصمة الإيطالية روما.

ويستحوذ عرض هذه اللوحة في مزاد علني على جانب كبير من الأهمية، نظرا لظهور لوحتين مماثلتين على نفس الدرجة من الأهمية فقط من أعمال رافيلو خلال الـ50 عاما الماضية. وقد سجلت كل من اللوحتين أرقاما قياسية على صعيد اللوحات الفنية الخالدة.

ولفت «جريجوري روبنشتن»، المدير الدولي للوحات الفنية الخالدة في سوذبيز، قائلا: «أشعر بسعادة بالغة لإدارتي مزادا يضم لوحة بهذه القيمة الفنية والجمال الاستثنائي، وأنا شخصيا أعتبر ذلك إضافة نوعية إلى حياتي المهنية. حقا إنها لحظات نادرة يقف فيها التاريخ ليعيد التعريف بسوق اللوحات الفنية».

وفي سياق الحديث عن المخطوطات المعروضة، قال الدكتور «تيموتي بولتون»، خبير المخطوطات الغربية: «تعطي المخطوطات المشاركة في المزاد نظرة وافية عما كانت عليه المخطوطات بصورة عامة في القرون الوسطى، فهي غنية بالرسومات التوضيحية المزخرفة. وجرى تأليف هاتين المخطوطتين لإحدى اثنتين من أكبر المكتبات في العصور الوسطى، وتحملان تاريخا محددا ومؤرشفة ضمن مقتنيات المكتبتين مع احتفاظهما بحالة جيدة. وتعج المخطوطتان بكثير من صور الفرسان والمبارزات والمعارك والقلاع وغيرها، فضلا عن أنساب العائلات المالكة والطبقات النبيلة من دوقات المقاطعات في تلك الفترة. يُشار إلى أن آخر مرة شوهدت فيها هذه المخطوطات كانت قبل 200 عام تقريبا».

وتتراوح القيمة التقديرية للمخطوطة الأولى «لغز الانتقام» بين 4 – 6 ملايين جنيه إسترليني. وجاء تأليفها بناء على طلب من دوق بيرجندي، فيليب الصالح (1396 – 1467)، أحد أهم رعاة الفن والثقافة في نهاية العصور الوسطى.

وتحتوي المخطوطة على 20 صورة مزخرفة تعرض لقصة مسرحية تقع في جزأين باللغة الفرنسية، والتي جرى تمثيلها أيضا أمام فيليب الصالح نفسه.

وتنتمي المخطوطة الثانية التي تحمل اسم «رومانسية الفرسان»، إلى أدب الخيال الفرنسي وأعمال الفروسية للسير جيليون دي ترازيجنيز في الأرض المقدسة. وألفت هذه المخطوطة لصالح لويس دي جراذيس (1422 – 1492) عام 1464، وهو أحد أكثر المقربين من فيليب الصالح، ويعد جراذيس أعظم مقتني الكتب في هولندا في العصور الوسطى. وتحتوي المخطوطة على 8 صور كبيرة و43 أخرى صغيرة وتحتفظ بحالة جيدة. وتحكي المخطوطة التي تتراوح قيمتها التقديرية بين 3 – 5 ملايين جنيه إسترليني قصة جيليون التي تقوم على ثلاثية: رومانسية العصور الوسطى، الفرسان والمبارزات ورؤى خيالية تصورية لبلاط السلطان، إذ يتعرض جيليون للأسر في طريق عودته من الحج إلى الأرض المقدسة ويجري اقتياده إلى القاهرة. ومن المتوقع أن يتم إجراء جولة للأعمال المشاركة في المزاد في نيويورك، هونغ كونغ والعاصمة الفرنسية باريس قبل عرضها في لندن.