«دبي السينمائي» يستبعد 3 أفلام سورية من إنتاج «مؤسسة السينما» الحكومية

قال إنه لا يحتفي بهذه الأفلام تحت وطأة الدم السوري النازف مهما كانت مضامينها

TT

أعلن مهرجان دبي السينمائي الدولي أول من أمس استبعاده لثلاثة أفلام سورية بسبب مواقف صانعيها المؤيدة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يقود حربا دامية ضد انتفاضة شعبية منذ عامين، واعتبر القائمون على المهرجان أنه «تحت وطأة الدم السوري النازف، والقتل المتواصل، والتدمير الشامل، لا يمكن الاحتفاء بأي من فيلم (مريم)، و(صديقي الأخير)، و(العاشق)، مهما كانت مضامين هذه الأفلام، طالما أن لواقع المخرج والمنتج في الحياة، وفي الموقف، ما لا يتفق مع ذلك، وطالما لم يتبين لنا خلافه».

وقالت إدارة المهرجان إن «مهرجان دبي السينمائي الدولي» لم يكن يوما إلا مع الإنسانية بمعناها الأوسع والأشمل، تماما بما يضمن الحرية والكرامة والعدالة للناس جميعا. وإذا كان شعار المهرجان «ملتقى الثقافات والإبداعات»، فإن هذا ليس إلا أرضية لتلاقي البشر من مختلف الأعراق والأديان والاتجاهات الفكرية والآيديولوجية، على قاعدة احترام حق الإنسان في الحياة أولا، وحقه في الاختلاف ثانيا، وحقه في تكوين الرأي والتعبير عنه، ثالثا.

وأضاف بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه: «إن السينما التي يراها المهرجان، ويحتفي بها، ويسعى إلى دعمها، هي تلك السينما التي تحترم إنسانية الإنسان، والتي لا تنفصل عن شؤون الناس وشجونهم، وآلامهم، وآمالهم، وأحلامهم بغد أفضل».

موضحا أن «مهرجان دبي السينمائي الدولي» عندما استقبل مجموعة من الأفلام السورية، بما فيها الأفلام التي أنتجتها «المؤسسة العامة للسينما» التابعة للحكومة السورية «نظر إليها بداية باعتبارها نصوصا سينمائية لصانعيها، تتضمن خطابها وقولها وأفكارها ورؤاها، وتذهب إلى ما تريد تقديمه بصدد الواقع السوري المعاصر، بما يحمل من تعقيدات دامية»، لافتا إلى أن «هذه الأفلام، في مضامينها، تقدم أشكالا متفاوتة من مقاربة الواقع السوري الراهن، يصل بعضها إلى مستوى النقد، بالتصريح أو التلميح، لما اعتمل في أحشاء المجتمع السوري، عبر عقود ماضية من الزمن، أدت في النهاية إلى المآلات المأساوية التي نشهد فصولها في كل مدينة وبلدة وقرية سورية، اليوم».

وأكدت إدارة المهرجان أنها «لن تستطيع الفصل بين القول والفعل، بين الأداء الفني والمواقف الحياتية، خاصة لدى الانتباه إلى أن بعض المخرجين من صانعي هذه الأفلام السورية، سبق لهم أن شاركوا بالتوقيع على (بيان سينمائيي الداخل السوري)، الصادر في شهر مايو (أيار) 2011. والذي نادى بـ(الإصلاح) تحت قيادة (رئيس الجمهورية)، دون أن يطرأ أي تغيير أو تعديل في هذا الموقف، رغم نهر الدم المنساب على الأرض السورية».