مزاد مهم في باريس على مخطوطات وحلي وفنون شرقية

عندما اصطاد الرسام ماجوريل أشعة الشمس على ملامح فتاة أفريقية

TT

تستضيف صالة «دروو» للبيع العلني في باريس، في الثانية من بعد ظهر غد (الاثنين)، مزادا مهما على قطع من الفن الإسلامي ومخطوطات لمصاحف ولوحات استشراقية ومنحوتات من البرونز ونسخ من كتب تراثية فارسية مصورة. ويشرف على تنظيم المزاد الذي يضم 300 قطعة، مكتب وكيل المبيعات لوسيان أرقش للتجارة.

وكالعادة في مثل هذه المزادات، جرى تنظيم معرض مسبق لإتاحة الفرصة للراغبين في التعرف على القطع المعروضة للبيع والأثمان المقدرة لها، حيث طبع دليل مصور فخم بالمناسبة. ومن بين الأعمال الفنية التي ستطرح في المزاد لوحتان للفنان الاستشراقي جاك ماجوريل، الأولى يعتبرها النقاد من أكثر أعماله تعبيرا عن الموهبة، وهي بعنوان «الوشاح القرمزي» وتمثل «بورتريه» لشابة سنغالية أنجزها الفنان الفرنسي أثناء إقامة له في داكار عام 1952. وقد عرضت اللوحة في متحف الفنون الجميلة في مدينة «نانسي» قبل سنوات، بمناسبة معرض استعدادي لماجوريل أقيم هناك، وقد قدر للمزاد عليها مبلغ يبدأ بـ120 ألف يورو. واللوحة الثانية بعنوان «أفريقية تحت الأشجار»، وقد رسمها في غينيا بين عامي 1947 و1978. وتتميز اللوحة بقدرة الفنان على تصوير أشعة الشمس المتسللة من بين الأغصان والمنعكسة على الفتاة، وقدر لها ثمن يبدأ بـ60 ألف يورو.

وهناك مخطوطات كثيرة جاءت من مجموعة السيد «س». وهو، حسبما يخبرنا الدليل، جامع تحف فرنسي مارس هوايته في اقتفاء المخطوطات الشرقية طوال 30 عاما. ومن أهم قطعه المعروضة أنطولوجيا شعرية جرى استنساخها وتزويقها في المشغل الملكي في بخارى على يد الخطاط علي رضا الكاتب عام 972 للهجرة، الموافق لعام 1564 للميلاد، بناء على طلب من نعمة الله المشتهر بابن خليفة، ويرجح أنه من جمع القصائد أيضا. وتزين هذه الأنطولوجيا 23 لوحة منمنمة ملونة بشكل بديع، 3 منها تحمل اسم السلطان أبي الغازي بهادر خان، يشير دليل المعرض إلى أنها تتضمن، على الأرجح، توصيات نعمة الله إلى أنصاره. وكان الباحث ملكيان شفراني قد عكف على دراسة هذا المخطوط ونشره في كتاب «رسوم فارسية من المغول إلى القجار». والثمن المقدر للمخطوطة المحفوظة في حالة جيدة، يصل إلى 150 ألف يورو. هذا بالإضافة إلى مجموعة من 8 رسوم منمنمة تمثل النبي يوسف وزليخة وتعود للقرن السابع عشر.

بين القطع الجميلة إطار قماشي للباب، مصنوع من القطيفة المنقوشة بكتابات دينية مطرزة بخيوط الفضة، وأنسجة مطرزة بأشكال نباتية وطيور ملونة، محفوظة بشكل جيد مثل ما هو موجود في المتاحف ومجموعات الفنون الإسلامية، مثل مجموعة «خليل» في لندن، و«الصباح» في الكويت، و«بناكي» في أثينا، فضلا عن قطع عثمانية بينها علب للموسيقى تعلوها عصافير ملونة، وشمعدان فضي من زمن السلطان بايزيد الثاني، وأقراط صحراوية مغربية من الذهب المطعم بالميناء، وأوان وقنان من الخزف المنقوش.