50 قطعة تعكس دقة الفنون الفرنسية تعرضها دار «كريستيز»

تعكس الأساليب الفنية التي كانت سائدة في القرنين السابع عشر والثامن عشر

خزانة سكرتير يابانية لامعة مزخرفة بصفائح ذهبية اللون صنعت في عام 1755 (إ.ب.أ)
TT

داخل دار «كريستيز» بحي ساوث كنزنغتون تقبع مفاجأة لمحبي المفروشات القيمة، حيث تعرض مجموعة من المقتنيات القيمة من الأثاث والأعمال الفنية السائدة في القرن الثامن عشر التي تعود لمجموعة المقتني الإيراني الشهير جانغير رياهي. وفي عالم الفنون الفرنسية يعد اسم رياهي مرادفا لأفضل تصاميم الأثاث والأعمال الفنية السائدة في القرن الثامن عشر، التي قام بجمعها وانتقائها على أعلى المستويات.

رياهي عاش في باريس في الخمسينات، وقام بتكوين مجموعة فنية نادرة عبر 50 عاما ركز فيها على القرن الثامن عشر وهي الفترة التي يعتقد أنها «تمثل لحظة التوازن والكمال في التصميم والمواد والتنفيذ».

وتضم المجموعة التي تعرضها الدار للبيع يوم الخميس 6 ديسمبر (كانون الأول) الحالي 50 من القطع الفريدة التي تعكس الأساليب الفنية التي كانت سائدة في القرن السابع عشر والثامن عشر.

وخلال جولة مع تشارلز كاتور رئيس قسم الفنون الزخرفية والأثاث لدى «كريستيز» استعرض مجموعة من أهم القطع المعروضة في المزاد. وكان من أهم تلك القطع خزانة سكرتير يابانية لامعة مزخرفة بصفائح ذهبية اللون صنعت في عام 1755 وتعود إلى مجموعة «مدام بومبادور» الشهيرة. وحسب كاتور فالقطعة لم تتنقل كثيرا بين الملاك، إذ انتقلت بعد وفاة مدام بومبادور إلى حوزة السفير البريطاني في باريس في عام 1765 حيث بقيت حتى انتقلت إلى حوزة رياهي في عام 1993. القطعة تعتبر فريدة في تصميمها حسب ما يشير كاتور ويوجد لها شبيه وحيد ضمن المجموعة الملكية البريطانية في داخل الغرف الخاصة بالملكة إليزابيث بقلعة ويندسور.

يشير كاتور إلى قطعة مجاورة أيضا كانت ضمن مجموعة مدام بومبادور وهي لنفس الصانع جوزيف بومهور صنع في 1756 وتحمل نفس التفاصيل من الألواح اليابانية اللامعة، ويقدر له سعر بين 3.2 مليون و4.8 مليون جنيه إسترليني. ويعد المكتب من القطع النادرة والفريدة ويوجد مثال آخر له في متحف اللوفر.

إلى جانب آخر في غرفة العرض نرى مجموعة متميزة من المزهريات الخزفية بديعة التصميم. يقول كاتور إن فترة صنعها تعود إلى الفترة من 1750 وأخرى 1770، وتحمل تقنية عالية في التذهيب وإضافة الحليات التي تجملها مثل السلاحف الذهبية الصغيرة التي تحمل إحدى المزهريات على ظهرها والزخرفات التي تحيط بالقاعدة المذهبة للثانية.

المعروضات تمثل الجزء الثاني من مقتنيات رياهي التي تباع في المزاد، وقد بيع الجزء الأول في مزاد بنيويورك عام 2000 حصد 40 مليون دولار ويضيف كاتور: «المجموعة الأولى غطت فترة زمنية أوسع، أما هذه المجموعة فتعود إلى فترة زمنية محددة ما بين 1745 - 1775».

ولا بد من أن يتبادر تساؤل لدينا حول سبب بيع مثل هذه القطع النادرة وهو ما يثير نقاشا حول قيام بعض المقتنين المشاهير ببيع مجموعاتهم كاملة وليس بغرض الأعمال الخيرية وإنما لسبب آخر تماما. يعلق كاتور قائلا: «في كلمة ألقاها بنيويورك قال رياهي بأنه يشبه صياد اللآلئ وأنه قام بنظم عقد باهر من اللؤلؤ وأتقن في صنعه، وأنه الآن سيقوم بإلقاء العقد في البحر مرة أخرى ليجمع الناس هذه اللآلئ ليعيدوا نظمها بأشكال أخرى».