المرأة المصرية تحارب العنف بتوثيقه فنيا وإطلاق حملات إلكترونية لصده

الحركات النسوية تطرح حلولا واقعية لمواجهته

TT

بهدف مواجهة العنف ضد المرأة المصرية؛ تسابقت مؤسسات المرأة الرسمية والأهلية في مصر إلى البحث عن أطروحات وحلول واقعية وتفاعلية لمشكلة العنف، وذلك في إطار أنشطتها المستمرة للاحتفال بـ«اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة»، في الوقت الذي أكدت فيه جهات حكومية بالبلاد تعرض النساء للعنف المجتمعي، كالتحرش اللفظي أو الجسدي في الشوارع والمواصلات، إلى جانب العنف الأسري.

فمن جانبه، أطلق المجلس القومي للمرأة على صفحته الخاصة بموقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي حملة «جمع مليون توقيع لمكافحة العنف ضد المرأة»، التي تهدف إلى إبراز مساندة النساء والفتيات المصريات للمجلس القومي للمرأة، للتصدي لظاهرة العنف ضدها والتحرش في الشارع والمواصلات، والوصول إلى مجتمع آمن للمرأة المصرية، وتمتد الحملة على مدار شهر كامل؛ حيث تنتهي بنهاية الشهر الجاري.

يأتي انطلاق الحملة بعد أيام قليلة من مؤتمر «نحو حياة آمنة للمرأة المصرية»، الذي عقده المجلس القومي للمرأة، في إطار «اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة»، الذي يوافق 25 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، والذي أعلن المجلس فيه نتائج استطلاع الرأي الذي أجراه بالمحافظات المصرية لمناقشة الرؤية النفسية والقانونية والدينية لظاهرة العنف ووسائل العلاج؛ حيث أسفرت بعض نتائج الاستطلاع عن وجود نسبة كبيرة من النساء التي تعاني من العنف الأسري، وتنوع هذا العنف ما بين السب والضرب أو الحرمان من التعليم، وهناك نسبة تصل إلى 88 في المائة من النساء اللاتي تعرضن لعملية الختان، إلى جانب نسبة بلغت 38 في المائة تعرضت للإجبار على الزواج المبكر.

وقالت رئيس المجلس القومي للمرأة، ميرفت التلاوي، إن نتائج الاستطلاع أسفرت أيضا عن أن العنف الأسري يرجع مرده إلى العادات والتقاليد التي تحط من قدر المرأة وتنتقص من حقوقها؛ ثم يأتي سوء طباع الرجل، سواء كان الأب أو الزوج. وأكدت التلاوي على ضرورة احترام المرأة ورفع الوعي بحقوقها، وأن إصدار القوانين الصارمة لحمايتها من أهم الوسائل لمنع العنف، إلى جانب زيادة المراقبة الأمنية في الشوارع ووسائل المواصلات والمؤسسات التعليمية، واتخاذ الخطوات العملية للحد من العنف المجتمعي، خاصة التحرش بالإناث في الأماكن العامة؛ بالإضافة إلى أهمية إنشاء وحدات متخصصة في مراكز الشرطة لاستقبال والتحقيق في حالات العنف المنزلي والاعتداء الجنسي، والمزودة بالموظفين المدربين لذلك.

وعلى موقع «فيس بوك» أيضا؛ أطلقت الصفحة الرسمية لانتفاضة المرأة في العالم العربي حملة «احكي قصتك»، التي ترسل خلالها كل امرأة قصة تسرد خلالها ذكرياتها السيئة والمؤلمة مع العنف الجسدي أو النفسي أو الجنسي الذي تعرضت له لكونها امرأة.

ومن المقرر أن تمتد الحملة حتى 10 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، والهدف من الحملة هو تعريف العالم بما تتعرض له المرأة من ظلم واضطهاد وعنف على مدار حياتها، والخروج من دائرة الخوف والعزلة إلى دائرة الضوء.

أيضا وفي إطار فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للقضاء على العنف، تشهد مكتبة الإسكندرية معرضين من أجل المرأة؛ الأول بعنوان «المرأة والتحول الديمقراطي في مصر»، والثاني «1000 امرأة من أجل السلام»، اللذين يهدفان إلى التأكيد على الدور الفعال للمرأة في عملية بناء السلام، وإبراز العنف بشكل ملموس.

مؤسسات وجمعيات المجتمع المدني العاملة في مجال المرأة تواصل هي الأخرى احتفالها باليوم العالمي للقضاء على العنف، حيث نظمت مؤسسة «قضايا المرأة المصرية» احتفالية بعنوان «اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء»، تطرقت إلى العنف الموجه ضد النساء في إطار عملية التحول الديمقراطي بأشكاله المختلفة، بالإضافة إلى معرض للوحات فنية تتناول أكثر أشكال العنف ضد المرأة بصعيد مصر.

كما أقامت مؤسسة «بكرة للدراسات الإعلامية والحقوقية» احتفالية باليوم تضمن حلقة نقاشية مع ناشطات حول العنف الذي تتعرض له المرأة في حياتها، سواء في العمل والشارع والمنزل، وعرض فيلم تسجيلي قصير يوثق أشكال العنف ضد المرأة.