تونس: «خريف الرقص» في قاعة «الفن الرابع»

المدير الفني للتظاهرة: الرقص بأنواعه ما زال غريبا عن التونسيين

TT

على مدى ثلاثة أيام متتالية يحتضن فضاء قاعة «الفن الرابع» بالعاصمة التونسية؛ وهي قاعة لعروض مسرحية يستغلها المسرح الوطني التونسي، تظاهرة «خريف الرقص» المبرمجة تحت إشراف وزارة الثقافة التونسية بالتعاون مع المسرح الوطني التونسي. وقد انطلقت فعاليات التظاهرة يوم 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي لتتواصل حتى أمس 1 ديسمبر (كانون الأول) الحالي بمشاركة مجموعة من الشباب التونسي المهتم بالرقص المعاصر أو الرقص المسرحي، ويرأس لجنة تنظيم هذه التظاهرة التونسي عماد جمعة الذي سعى عبر مجموعة من التظاهرات الثقافية المماثلة إلى تأصيل الرقص في المشهد الثقافي التونسي.

وخلال هذه التظاهرة، قدمت مجموعة من دروس الرقص على امتداد ساعتين مساء كل يوم للراغبين من الفئات الشابة. وكانت العروض مفتوحة للشباب، كما قدمت عروض فرجوية في الرقص المسرحي أمنها مجموعة من المحترفين في هذا المجال؛ ومن بينهم: وجدي قاقي ومروان الروين وكريم توايمة وعماد جمعة. وحملت حصص الرقص عناوين مسرحية على غرار «النهار راح» (عبارة راح في اللهجة العامية التونسية تعني تولى وانتهى) و«سُكات» (أي صمت) و«اليوم الذي اكتشف فيه أبي أنني أرقص» و«وجهان» و«نفق» و«دياري».

حول هذه التظاهرة الثقافية، قال عماد جمعة المدير الفني لـ«خريف الرقص» لـ«الشرق الأوسط» إن الرقص بأنواعه ما زال فنا غريبا عن التونسيين لاعتبارات عدة؛ من بينها الخلط بين الرقص بوصفه ممارسة مسرحية وغنائية، والرقص بوصفه ممارسة لهو وضياع للوقت والمجهود. وقارن جمعة بين ثقافة وتقاليد الأفارقة الذين يتعاطون الرقص «بشكل جماعي مدهش»، على حد تعبيره، والاحتشام الذي يقابل به الرقص المعاصر الذي هو عبارة عن فن الحركة لدى التونسيين. وقال جمعة إن «خريف الرقص» قد اعتمد على المسرح والسينما والموسيقى، وأنه ليس عملا ثانويا لا يحتكم إلى ضوابط فنية. واعتبر الإقبال على مثل هذه التظاهرات الفنية الثقافية مهما للغاية على مستوى التوازن النفسي للفئات الشابة.

واعتبر عماد جمعة أن التربة التونسية صعبة للغاية في مجال التعامل مع الرقص، فقد أسس، كما ذكر، تظاهرة «رقص في الليل» في منطقة جربة بالجنوب التونسي، ودعا مثقفو الجهة إلى رعايتها. كما ذكر تظاهرة مماثلة قد أطلقها سنة 2009 في منطقة الكاف (شمالي غرب تونس) إلا أنها باءت بالفشل.

وعن مشاريعه في المستقبل في ظل هذه التحديات المتنوعة، قال جمعة إن طموحه أن يرفع الرقص المعاصر والرقص المسرحي إلى مستوى تظاهرة عالمية في حجم «أيام قرطاج السينمائية» أو «أيام قرطاج المسرحية».