السينما الهندية ضيف شرف المهرجان الدولي للفيلم بمراكش

المخرج البريطاني جون بورمان رئيسا للجنة تحكيم الفيلم الطويل

ملصق الدورة الـ12 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش
TT

تتميز الدورة الـ12 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش التي انطلقت أمس (الجمعة) بحفل افتتاح باذخ، بنكهة خاصة، حيث ستكرم السينما الهندية، التي تتمتع بشعبية لافتة في مدينة مراكش، يصل، أحيانا، درجة الهوس.

وتأكيدا لهذا العمق الذي يربط السينما الهندية بالمغاربة، بشكل عام، والمراكشيين، بشكل خاص، برمج المنظمون موعدا مع الجمهور كل ليلة بساحة جامع الفنا من خلال عروض في الهواء الطلق، لأفلام هندية جديدة. كما ينتظر أن يجري الاحتفاء بالسينما الهندية خلال حفل تكريمي، يستضيف، اليوم (السبت)، وفدا من الممثلين والمخرجين والمنتجين الهنود يقوده النجم أميتاب باتشان.

ويتوج المنظمون، من خلال هذا التكريم، ثراء وحيوية السينما الهندية خلال السنوات الأخيرة وعمق العلاقات التي جمعت المغاربة بالسينما الهندية.

وتترجم مبادرة تكريم السينما الهندية توجها رافق الدورات الثماني الأخيرة للمهرجان، إذ تم تكريم السينما المغربية (2004)، والسينما الإسبانية (2005)، والسينما الإيطالية (2006)، والسينما المصرية (2007)، والسينما البريطانية (2008)، والسينما الكورية الجنوبية (2009)، والسينما الفرنسية (2010)، والسينما المكسيكية (2011). كما يكرس تكريم السينما الهندية حضورا متواترا لنجوم السينما الهندية، خلال الدورات السابقة للمهرجان، التي استضافت كوكبة من مشاهير السينما الهندية، من قبيل أميتاب باتشان وجايا باشكان وأمير خان وشاشي كابور وسيف علي خان وإيشواريا راي وشاروخان.

وأعلنت إدارة المهرجان، الذي ستنطلق دورته الجديدة يوم الجمعة المقبل، أن المخرج وكاتب السيناريو والمنتج البريطاني جون بورمان سيرأس لجنة التحكيم، التي ستضم في عضويتها كلا من المخرج وكاتب السيناريو والممثل المغربي الجيلالي فرحاتي، والممثلة البريطانية جيما أرتيرتون، والممثلة الكندية ماري جوزي كروز، والممثل الإيطالي بيير فرانشيسكو فافينو، والمخرج وكاتب السيناريو والمنتج الأميركي جيمس غراي، والمخرج وكاتب السيناريو والمنتج الكوري الجنوبي جيون سو إيل، والممثلة الهندية شارميلا تاغور، والممثل الفرنسي لامبيرت ويلسون.

وأخرج بورمان أول أفلامه الروائية الطويلة «أنقذ من استطعت» سنة 1965، وأتبعه بعدد من الروائع، منها «نقطة اللاعودة» (1967)، «الجحيم في المحيط الهادي» (1968)، «ليو الأخير» (1969)، «خلاص» (1972)، «زاردوز» (1973)، «إكسكاليبور» (1981)، «غابة الزمرد» (1985) «الأمل والمجد - حرب السنوات السبع» (1987)، «الجنرال» (1997).

وتعكس أفلام بورمان افتتانا بكل ما هو أسطوري وبالطبيعة، كما يغوص في أغوار علم النفس الفردي والجماعي لشخصيات تبحث عن نفسها، مقدما تصوره لمستقبل الحضارات. وسبق لبورمان أن حصل على عدد من الجوائز، منها جائزتان لأحسن إخراج في مهرجان «كان» عن فيلميه «ليو الأخير» عام 1970، و«الجنرال» سنة 1998، فضلا عن خمسة ترشيحات لـ«الأوسكار». كما سبق له أن تولى، لمدة سبع سنوات، إدارة المعهد البريطاني للسينما، كما ترأس الاستوديوهات الوطنية للسينما بآيرلندا. وحظي بورمان بالتكريم، في عام 2004، من قبل الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون عن مسيرته الفنية المتميزة، وهو يقيم، منذ أربعين عاما، في آيرلندا، حيث تبنى سبعة أطفال وزرع 5000 شجرة. وقال بورمان، معلقا على اختياره رئيسا للجنة تحكيم الدورة الـ12 لمهرجان الفيلم بمراكش «إن الأهم في كل مهرجان ليس هو لجنة تحكيمه، بل الأفلام التي تم اختيارها في مسابقته. أنتظر بشوق كبير مشاهدة الأفلام المختارة، لا سيما تلك القادمة من أفريقيا. كمخرج سينمائي، أعلم جيدا مدى صعوبة إنجاز فيلم، وأكثر من ذلك أن يكون فيلما جيدا. أحيي كل الذين استطاعوا أن يجدوا لأنفسهم طريقا إلى مراكش».

ويؤكد اختيار بورمان رئيسا للجنة التحكيم مواصلة مهرجان الفيلم بمراكش مسيرة تكريم فن الإخراج. إذ سبق للمخرج الصربي أمير كوستوريكا أن ترأس لجنة تحكيم الدورة الـ11 للمهرجان، فيما ترأس المخرج الأميركي جون مالكوفيتش لجنة تحكيم الدورة العاشرة، بينما ترأس المخرج الإيراني عباس كياروستامي لجنة تحكيم الدورة التاسعة، والمخرج الأميركي باري ليفنسون لجنة تحكيم الدورة الثامنة، والمخرج التشيكي ميلوس فورمان لجنة تحكيم الدورة السابعة، والمخرج البولوني رومان بولانسكي لجنة تحكيم الدورة السادسة، والمخرج الفرنسي جون جاك أنو لجنة تحكيم الدورة الخامسة، والمخرج الإنجليزي آلان باركر لجنة تحكيم الدورة الرابعة، والمخرج الألماني فولكر شلونورف لجنة تحكيم الدورة الثالثة، والممثلة الفرنسية جان مورو لجنة تحكيم الدورة الثانية، والممثلة الإنجليزية شارلوت رامبلين لجنة تحكيم الدورة الأولى.

وكشف المنظمون عن قائمة الأفلام الخمسة عشر المشاركة في مسابقة الفيلم الطويل، حيث يحضر المغرب في المسابقة الرسمية بفيلمين، هما «يا خيل الله» لنبيل عيوش و«زيرو» لنور الدين الخماري، إلى جانب الفيلم التايواني «لمسة الضوء» لتشانك جونك، و«اختطاف» (الدنمارك) لتوبياس ليندهولم، و«الهجوم» (فرنسا، لبنان، قطر، مصر، بلجيكا) لزياد دويري، و«شاحنة» (كندا) لرافاييل أويلي، و«مثل الأسد» (فرنسا) لصامويل كولاردي، و«محتوم» (كوريا الجنوبية) للي دون كو، و«براعم الزهور» (التشيك) لزدينيك جيراسكي، و«هوية» (الهند) لكمال ك.م، و«رحلة صيد» (الأرجنتين) لكارلوس سورين، و«جمع الفطر» (إيستونيا) لتوماس يوسار، و«يا ولد» (ألمانيا) ليان أولي كيرستر، و«طابور» (إيران) لوحيد فاكيليفار، و«ليلة واحدة» (الولايات المتحدة، بريطانيا، كوبا) للوسي ميلوي.