حفل تكريم الفنانة تارا الجاف يتحول لمهرجان للموسيقى الكردية بلندن

قالت لـ«الشرق الأوسط»: الفكرة كانت مجرد أمسية لتوقيع ألبومي الموسيقي الجديد

تارا الجاف تتوسط آزاد زهاوي (يمين) وحميد نيسي في حفل تكريمها(«الشرق الأوسط»)
TT

تحول حفل تكريم الفنانة الموسيقية الكردية العراقية تارا الجاف، عازفة على القيثارة (الهارب) إلى مهرجان حقيقي للموسيقى والغناء الكردي، إذ شارك فيه فنانون من أكراد العراق وإيران وتركيا تعبيرا عن اعتزازهم بإنجازات تارا وما تقدمه للموسيقى الكردية، كما تولت كل من شيرين شازاد صائب، وميديا زهاوي، وهما باحثتان كرديتان، مهمة التعريف بالفنانة المحتفى بها وبالفرق والفنانين المشاركين.

الحفل الذي أقامه مركز الأكراد في المنفى (كيا) في منطقة بورتوبيلو في لندن والذي ازدحم بعدد كبير من الجالية الكردية المقيمة في العاصمة البريطانية، خصص الجزء الأول منه لفرق وعازفين ومطربين أكراد ولكلمات بعض المهتمين والمتتبعين للإنجاز الموسيقي للفنانة الجاف. إذ غنت المطربة الكردية الإيرانية المعروفة شاهين طالباني تحية لتارا، كما اشتركت الفنانة الكردية التركية سونا آلان بأغنيتين مع تارا.

الآلات الموسيقية الكردية التقليدية مثل التار والدف والناي تناغمت أصواتها مع قيثارة الجاف، والقيثارة الغربية (الكيتار) التي عزف عليها كل من آرام طه ومنصور عزت بنا، وحسب إيضاح الفنانة تارا فإن «القيثارة والناي متلازمتان في الموسيقى والشعر الكلاسيكي الكردي والفارسي حتى أن مولاي الرومي يذكرهما باستمرار، وتسمى القيثارة باللغتين الكردية والفارسية (جند) وهي آلة أساسية في الموسيقى الكردية والفارسية ومنذ قرون طويلة وتختلف عن القيثارة السومرية وإن كانت السومرية التي عمرها أكثر من خمسة آلاف عام هي الأصل».

وقالت الجاف لـ«الشرق الأوسط» متحدثة عن حفل تكريمها «كانت مفاجأة بالنسبة لي فالفكرة كانت أمسية لتقديم ألبومي الموسيقي الجديد أسوار (تحفة) الذي أنجزته في طهران مؤخرا بمرافقة عازف الناي فردين لاهور بور، كردي إيراني، وزوجته عازفة التمباك (الطبلة) سمية عباسي، إيرانية، لكنني فوجئت بأن أصدقائي حولوا الفكرة إلى حفل لتكريمي وتشجيعي ودعوا أصدقائي الموسيقيين ليقدموا معزوفاتهم وأغانيهم وكلماتهم وأسعدت كثيرا كما تأثرت بهذه الخطوة، علما بأن أصدقائي من تحملوا نفقات كل الحفل وأنا اشكرهم وسعيدة بهم».

تارا وقعت على ألبومها الجديد أسوار الذي يضم 11 مقطوعة موسيقية كلاسيكية، وهو الألبوم الثاني بعد أن أصدرت العام الماضي ألبوم (قلب مجنون) الذي يضم قصائد كردية تراثية مغناة بصوتها ومن ألحانها وعزفها على القيثارة.

جمهور الحاضرين تفاعل مع عزف حميد نيسي على آلة التار، وعزف هاوار زهاوي على آلة الدف، وآزاد زهاوي وآري زكري على آلة التمباك (الطبلة)، وآوات روشان على الناي، وبالإضافة إلى معزوفاتهم المنفردة، شاركوا في الجزء الثاني من الحفل الذي خصص لعزف تارا على القيثارة وأدائها بعض الأغاني التراثية معتمدة على التراث الهورامي شعرا وتأثرا بموسيقى هذه المنطقة المهمة من كردستان العراق وإيران.

الكاتب خالد القشطيني تحدث في حفل التكريم قائلا «ربما كان الهارب أقدم آلة موسيقية وترية اهتدى إليها الإنسان. وكان ذلك قبل خمسة آلاف سنة في أرض الرافدين، التي تحدرت منها تارا الجاف. صدفة طريفة. وهناك الآن رسوم آثارية تصور المرأة البابلية تعزف على الهارب. ثم اقتبس الآشوريون في الشمال هذه الآلة لموسيقاهم، اختفى الهارب من الشرق واتخذ موطنه في غرب أوروبا. ولكن تارا ألقت القبض على الهارب اللاجئ في أوروبا لتعود معه إلى العراق»، مشيرا إلى أن «تارا الجاف فنانة واعية سياسيا أيضا ومهتمة بتراث شعبها الكردي كما عرفته من منطقة أهلها في حلبجة». كما أشاد الكاتب والباحث الكردي الإيراني أنور سلطاني بما تقدمه الفنانة تارا الجاف للموسيقى الكردية في عموم العالم.