مشروبات الطاقة تغزو أفغانستان رغم مخاطرها الصحية المحتملة

أصبحت بين جميع طبقات المجتمع بدلا من الشاي الأخضر

TT

لم يعد الشاي الأخضر هو المشروب الأساسي الذي يطفئ ظمأ العطش في جمهورية أفغانستان الإسلامية، حيث شهد العامان الماضيان تصاعدا كبيرا في استهلاك مشروبات الطاقة التي تحتوي على عنصر الكافيين.

وباتت المشروبات الجديدة تسيطر نسبيا على ما عداها من مشروبات، التي تحمل علامات تجارية مثل «بلاك تورو» و«هوت ستار» حيث تستهدف سوق الإناث، وغزت المدن والمناطق الريفية على مستوى جميع الطبقات والقبائل والانتماءات السياسية.

وأوضحت وكالة الأنباء الألمانية أنها أصبحت من المشروبات الأساسية في اجتماعات الحكومة والدوريات العسكرية وفي المحادثات بين شيوخ القبائل والرئيس وفي حرم الجامعة، بالإضافة إلى أنها تزين طاولات حفلات الزفاف الباذخة.

ويقول قائد جماعة متمردين محلية، الملا والي من مقاطعة دشت - ارتش بإقليم قندز بشمال البلاد، إنه مقاتلي حركة طالبان يتناولون مشروبات الطاقة بشراهة وليس الكوكاكولا لإطفاء ظمئهم».

ووفقا لصاحب متجر في كابل، فقد ظهرت 24 علامة تجارية على الأقل في الآونة الأخيرة، مع تفاوت درجات الشعبية.

ويفضل المستهلكون الشباب في المدن المشروب الأسترالي الصنع «ريد بول»، وسعره 1.5 دولار للعلبة، بينما يجذب «كاراباو» التايلاندي العمال الأقل حظا والقرويين، وسعره أقل بمقدار النصف.

ويعتبر «مونستر» (الوحش) هو أكثر مشروبات الطاقة ارتفاعا من حيث السعر، حيث يصل سعر العلبة الكبيرة، 650 ملل، إلى خمسة دولارات.

وتباع العلامات التجارية مثل «بيج بيرش» و«شوك» و«جانجستير» و«شارك» و«جاجوار» و«بوم بوم» و«فايف أور إكسترا إنرجي» في كل مكان تقريبا، بدءا من الفنادق الفخمة إلى المحال الصغيرة وعربات الشارع.

وأصدرت الشركة المنتجة لـ«كوكاكولا» محليا مشروبها الخاص وأطلقت عليه اسم «بيرن». ولم تنشر أرقام المبيعات الإجمالية، ولكن من الواضح أن السوق تنمو بسرعة. وقال نصير أحمد، وهو أحد مديري متجر «جام سوبر ماركت» في كابل، إن مبيعات مشروبات الطاقة تزداد هذا العام بمقدار الثلث تقريبا مقارنة بمبيعات العام الماضي، وأضاف أنهم الآن يبيعون المشروبات الغازية مثل «كوكاكولا» بكثرة. ويقول عبد الواحد وفا، مدير مركز أفغانستان في جامعة كابل، إن عدد العلامات التجارية تضاعف أو أصبح ثلاثة أمثال على مدى العامين الماضيين، ويرجع هذا «لانفلات الأسواق» منذ الإطاحة بنظام طالبان في عام 2001.

وأعرب عن قلقه على صحة المستهلك قائلا: «ليس هناك أي رقابة حكومية.. ولا توجد سياسة موحدة للرقابة على الأغذية والأدوية أو اعتمادها». وسواء شاطروه مخاوفه أم لا فإن المستهلكين يبدو أنهم لا يخشون شيئا.

وذكر تميم، سمسار عقارات (30 عاما)، أن مشروب «ريد بول» يعطيه طاقة لـ«وظيفته المرهقة ذهنيا»، بينما يقول فضل الله شاهين، وهو طالب في جامعة قندز، إنه يستهلك مشروبات الطاقة «لأننا في حاجة إليها بسبب الإرهاق الذي تسببه لنا الدراسة».

ويعتقد على نطاق واسع في كابل، وخصوصا بين الشباب، أن مشروبات الطاقة تعطي قوة جنسية، على الرغم من أن أيا من العملاء الذين تمت مقابلتهم لم يذكر ذلك.

وقال القائد الطالباني والي إنه مولع بـ«مشروبات الطاقة مثل (كاراباو) و(إفكت) ومشروبات أخرى لا يعرف اسمها». وأضاف: «نحن لا نحصل على الطاقة من هذه المشروبات، ولكنها جيدة جدا عندما نعطش». وتابع أنهم لا يمنعون البائعين المحليين من بيع مشروبات الطاقة قائلا: «لا أعتقد أن يحصل الأعداء على ربح عندما نشربها».

وشهد الغرب أيضا زيادة في استهلاك مشروبات الطاقة، وهو أمر أثار نقاشا عاما حول المخاطر الصحية المحتملة، مع رفع دعاوى قضائية ضد الكثير من المنتجين في الولايات المتحدة.

وفي أفغانستان فإن المستهلكين أقل قلقا بشأن الآثار السلبية على صحتهم، ولكنهم أكثر قلقا حيال موقف الإسلام منها، أي هل هي حلال أو حرام، مثل الكحول، وذلك بسبب خصائصه المحفزة.

ويتابع والي حديثه: «نحن نهتم بمسألة هل تحتوي على كحول أم لا وما إذا كانت محرمة في الإسلام أم لا... وأعتقد أنها حلال كونها خالية من الكحول». وقال رجل دين آخر: «وإن لم تكن كذلك ما كانت وزارة الصحة العامة قد سمحت بها». وأشار الملا محمد: «لا أعتقد أنها حرام، فكثير من الناس في الدول الإسلامية يستهلكونها»، مضيفا أنه هو نفسه يتناولها. ثم أردف قائلا إنها «مفيدة جدا عندما يكون المرء عطشان وعندما يكون منهكا».