انتحار ممرضة كيت ميدلتون التي وقعت ضحية الخدعة البشعة

بعد يومين من تلقيها اتصالا من مذيعين أستراليين انتحلا صفة ملكية

الرئيس التنفيذي في مستشفى الملك إدوارد السابع أدلى ببيان بخصوص وفاة الممرضة جاسينتا سالدانا (رويترز)
TT

وجدت صباح أمس جاسينتا سالدانا ممرضة دوقة كمبردج كيت ميدلتون، ميتة بالقرب من مكان عملها في مستشفى الملك إدوارد السابع في لندن، حيث كانت تتلقى الدوقة العلاج بسبب حالة الغثيان الناتج عن الحمل.

لسوء حظ سالدانا أنها وقعت ضحية لخدعة حمقاء قام بها المذيعان الأستراليان مايكل كريستيان وميل غريغ اللذان يعملان في إذاعة «توداي إف إم» الأسترالية في سيدني، بانتحالهما صفة ملكية، إذ قامت المذيعة بالادعاء بأنها الملكة في حين لعب المذيع دور ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز، وعلى الرغم من لكنة المذيعين غير المقنعة، ظنت الممرضة أن الاتصال هو فعلا من قبل الملكة إليزابيث الثانية وابنها تشارلز.

ومنذ أن انتشر خبر الخدعة على الإنترنت وتم نشر التسجيل على شبكات التواصل الاجتماعي وموقع «يوتيوب»، أصبحت المحادثة المسجلة التي دارت ما بين الممرضة سالدانا والمذيعين أضحوكة حقيقية، وقد يكون هذا هو السبب وراء موت الممرضة الذي وصفته تقارير الشرطة الأولية بأنه على الأرجح نتيجة انتحار.

ففي تمام الساعة التاسعة و30 دقيقة من صباح أمس، وجدت الممرضة جاسينتا سالدانا غائبة عن الوعي في منزل في شارع ويموث القريب من المستشفى الذي تعمل فيه منذ أربع سنوات، وحاول المسعفون إنقاذها، ولكن سرعان ما فارقت الحياة.

وورد في بيان أصدرته إدارة مستشفى الملك إدوارد السابع بأن الممرضة جاسينتا من الممرضات ذوات الكفاءة العالية في المستشفى، وكانت تتمتع بشخصية محببة جدا ويحترمها جميع العاملين معها في القسم، وأظهرت الإدارة أسفها الشديد لفقدان سالدانا، بعد أن وقفت بجانبها منذ أن وقعت ضحية للخدعة البشعة من قبل المذيعين الأستراليين.

وأفاد تقرير الشرطة بأن موت الممرضة سالدانا «لا يمكن تفسيره»، ولكن ليس هناك ما يدل على وجود شكوك تشير إلى أنها جريمة، إلا أن المؤشرات المتوفرة تدل على أن الوفاة هي على الأرجح «انتحار». وتم استدعاء سيارة إسعاف، إلا أن سالدانا كانت قد فارقت الحياة.

الاتصال الهاتفي الذي قام به كريستيان وغريغ وضع إدارة مستشفى الملك إدوارد السابع في حالة حرج شديدة، خاصة أن هذا المستشفى يستقبل أفراد العائلة المالكة، وعولج فيه مؤخرا دوق أدنبره الأمير فيليب زوج الملكة، وتأسف حينها متحدث باسم المستشفى بسبب الخدعة الحمقاء، قائلا إنه سيعاد النظر في حماية الأمن في المستشفى، الذي يسعى دائما إلى الحفاظ على سلامة وأمن وخصوصية المرضى.

من سوء حظ الممرضة سالدانا أنها تلقت الاتصال الهاتفي الكاذب، وردت على أسئلة المذيعين وأعطتهما معلومات عن حالة كيت ميدلتون الصحية، وعن وضعها الحالي، وردت أيضا على سؤال كريستيان الذي انتحل شخصية الأمير تشارلز عما إذا كان الأمير ويليام لا يزال في المستشفى، فأجابت بكل براءة: «لا، الأمير ويليام ترك المستشفى عند التاسعة والنصف مساء والدوقة نائمة حاليا، وكانت ليلتها هادئة، وتم إعطاؤها سوائل لتفادي جفاف جسمها من الماء».

ولكن الغريب في الأمر هو أن الممرضة صدقت الاتصال الكاذب على الرغم من رداءة تمثيل المذيعين، خاصة أن الملكة سألت عما إذا كان باستطاعتها المجيء لرؤية كيت، طالبة من ابنها تشارلز أخذها إلى المستشفى، فالاتصال كان غير مقنع، ولكن ولسوء حظ الممرضة التي كانت تظن أنها تتكلم إلى أفراد العائلة المالكة، وقعت ضحية لأضحوكة أمست مبكية، أدت إلى خسارة حياة ممرضة كانت تقوم بعملها.