الكاتب الصيني مو يان يتحدى «رماة الحجارة» في خطابه عن جائزة نوبل

أديب صيني يصفه بأنه «لا يزال خادما» للنظام الصيني ومدافعا عن الرقابة

الأديب الصيني مو يان خلال محاضرته في الأكاديمية الملكية السويدية بمناسبة تسلمه جائزة نوبل في الأدب (إ.ب.أ)
TT

رد الكاتب الصيني حائز جائزة نوبل في الأدب مو يان على هجمات «رماة الحجارة ودعاة التشهير» الذين قالوا إنه كان هادئا للغاية في ما يتعلق بموضوع الرقابة التي تفرضها الصين وموضوع المنشق السجين ليو شياوبو.

وقد وصف الفنانون والكتاب المنشقون والنشطاء الحقوقيون في الصين والخارج ومن بينهم اي ويوي، الناقد البارز للنظام، مو يان بأنه مدافع عن النظام الشيوعي. وفي المحاضرة التي ألقاها مو، الذي كان يرتدي بدلة ماو ذات اللون الغامق، في الأكاديمية السويدية، قال إنه وسط عاصفة الجدل التي أحاطت به شعر وكأنه يشاهد نفسه كشخصية في مسرحية. وأضاف «مو» في محاضرته في استوكهولم «في البداية ظننت أنني المستهدف بهذه الخلافات، لكنني وبمرور الوقت أدركت أن الهدف الحقيقي هو شخص لا يمت لي بصلة». واستطرد «رأيت حائز الجائزة متوجا بإكليل من الزهور ومحاصرا من قبل رماة الحجارة ودعاة التشهير». وأضاف قائلا «إنني ككاتب فإن أفضل طريقة للتعبير عن نفسي هي الكتابة، وستجدون كل ما أحتاج أن أقوله في أعمالي».

وكانت الأكاديمية قد اختارت مو فائزا بالجائزة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث أشادت بأسلوب رواياته المميز التي تدور في الريف الصيني. وقد كثرت الضغوط بصورة سريعة على مو للتحدث عن الكاتب الصيني ليو المسجون الفائز بجائزة نوبل للسلام عام 2010 الذي صدر ضده حكم بالسجن لمدة 11 عاما في ديسمبر (كانون الأول) 2009 لدوره في كتابة وثيقة «08» التي تدعو للإصلاح الديمقراطي.

وبعد إعلان فوزه بالجائزة قال مو إنه يأمل أن يتمكن ليو من «استعادة حريته في أقرب وقت ممكن»، وهي التعليقات التي اعتبرها بعض المعارضين غامضة بشكل متعمد. وعندما سئل مرة أخرى في مؤتمر صحافي في السويد الخميس الماضي عن ليو قال مو إنه «لن يتم إجباري للإعراب عن وجهة نظري» مجددا. وردا على سؤال عن الرقابة قال مو في المؤتمر الصحافي إنه لم يثن أبدا على نظام الرقابة «ولكن أعتقد أنه في كل دولة في العالم توجد رقابة». وأضاف «الفرق الوحيد في الدرجة وأسلوب الرقابة».

وقال الفنان البارز والمنشق اي ويوي، إن مو «يدافع عن نظام شيطاني» للرقابة في الصين. وأضاف مو، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية «إنهم يزجون بالعديد من الكتاب والفنانين في السجون أو يهددون بسجنهم». وقال «باعتباري فائزا بجائزة نوبل، ومدافعا عن مثل هذا النظام، أعتقد أنه أمر لا يمكن تخيله».

وقال الكاتب يو جيو، الذي يعيش في المنفى، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية «مو دافع علنا عن الرقابة التي يفرضها الحزب الشيوعي، مثلما فعل الكتاب الألمان أثناء إشادتهم بهتلر ووزير إعلامه غوبلز».

وتابع الأديب، الذي غادر الصين إلى الولايات المتحدة في يناير (كانون الثاني) الماضي بعد شكواه من فرض إقامة جبرية عليه واحتجازه بصورة غير قانونية وتعذيبه «مو يان فاز بجائزة نوبل لكنه لا يزال خادما».

وقال باتريك بون، رئيس مكتب هونغ كونغ لمركز القلم الصيني المستقل للكتاب، إنه «خائب الأمل للغاية» جراء تصريحات مو في استوكهولم. وأضاف بون لوكالة الأنباء الألمانية «أعتقد أنه يتعين أن يسأل كل منا نفسه لماذا يستحق كاتب مثل هذا أرفع جائزة أدبية في العالم».

وفي محاضرته أول من أمس الجمعة بعنوان «رواة القصص»، قال مو إنه ككاتب كان ملهما بكل من ويليام فوكنر وغابريل غارسيا ماركيز، وكلاهما فاز بجائزة نوبل. وتذكر مو كيف استهوته رواية القصص في سنين عمره الأولى، وكيف تطور من عملية إعادة رواية القصص إلى كتابة القصص الخاصة به.