الشارقة تنافس دبي بعروض سينمائية على الماء هي الأولى في المنطقة

واجهة المجاز المائية تعزز جاذبية الإمارة السياحية والثقافية

TT

في الحديث عن الأماكن السياحة التي تزخر بها الإمارات العربية المتحدة فإن لدبي حصة الأسد من الأضواء، لكن إمارة الشارقة أيضا مليئة بالمواقع الأثرية والوجهات الترفيهية، لكنها تدخل المنافسة هذه المرة بقوة من خلال واجهة المجاز المائية التي تعتبر من أجمل الواجهات المائية في الإمارات والأحدث والأكثر شمولية في المنطقة فهي تشكل حديقة غناء شاسعة تملأها تشكيلات إبداعية من الإزهار والنوافير وتقدم عروض سينمائية على الماء هي الأولى من نوعها في المنطقة في عرض يستمر لمدة 22 دقيقة، بتقنية ثلاثية الأبعاد عالية الأداء تعطي انطباعا بصورة حقيقية، وتشد انتباه المئات ممن يحتشدون لمتابعة هذه الأفلام التي ترتسم على «نافورة الشارقة».

وقدمت إدارة الواجهة المائية عرضا سينمائيا على نافورة المياه الموجودة في واجهة المجاز يعتبر الأحدث والأطول في المنطقة حيث استمر العرض لمدة 22 دقيقة وهو عبارة عن فيلم وثائقي حمل اسم «الشارقة الماضي والحاضر والمستقبل» بتقنية الأبعاد الثلاثية تجعلك تشعر كمشاهد وكأن الحصان الذي يظهر في الفيلم يركض فوق الماء حقا، والصقر يحوم فوق البحيرة، حيث تتضافر الإضاءة المتقنة مع التقنيات الحديثة في إضفاء هذا العرض المبهر، بينما يقول القائمون على هذا الموقع الترفيهي إن باستطاعة النافورة أن تعرض أي نوع من الأفلام.

وتعتبر نافورة الشارقة التي تم إطلاق عروضها نهاية شهر فبراير الماضي، إحدى أضخم النوافير من نوعها في المنطقة، إذ يبلغ ارتفاعها 100 متر، ويصل عرضها إلى 220 مترا، وتضم أيضا شاشتي عرض مائيتين كبيرتين، فضلا عن تزويدها بأحدث تقنيات هندسة الصوت والضوء، وآخر ما وصلت إليه المؤثرات الخاصة بفنون عروض الليزر، وتقدم مساء كل يوم عروضا موسيقية حية تحيل منظر البحيرة إلى لوحات فنية رائعة الجمال تحمل المشاهدين إلى عالم متألق يلامس أطراف الخيال، وتعرض على شاشتيها المائيتين أفلاما سينمائية متنوعة تم إعدادها خصيصا لزوار الشارقة كان آخرها عرض فيلم للمسلسل الكرتوني الإماراتي الشهير «فريج».

وبات من المعروف لدى سكان الشارقة ومن حولها أن واجهة المجاز المائية هي إحدى أبرز مناطق الجذب السياحي وتعتبر أهم متنفس لسكان الإمارة خاصة في أيام العطل فهي تغص بمئات العائلات في نهاية الأسبوع على اعتبار أنها تقع في أكثر المناطق حيوية بقلب مدينة الشارقة على بحيرة خالد، ويقدر عدد السكان القاطنين في محيطها بأكثر من 100 ألف نسمة، بحيث تمتد هذه الواجهة على مساحة تبلغ 231 ألف قدم مربع ووصلت تكلفة بنائها إلى 120 مليون درهم إماراتي.

وإلى جانب نافورة الشارقة تضم واجهة المجاز المائية الكثير من المرافق الترفيهية منها 10 مطاعم ومقاه عالمية مطلة جميعها على نافورة الشارقة في واحدة من أجمل الإطلالات على مستوى الإمارات والمنطقة إلى جانب حديقة الألعاب المائية «سبلاش بارك» للأطفال، كما تضم واجهة المجاز المائية أيضا مناطق مغطاة مخصصة للفعاليات الترفيهية والثقافية والفنية، ومساحات خضراء للتنزه ومسجدا بطراز معماري مميز، إضافة إلى أكشاك للوجبات الخفيفة والمشروبات وممرات للمشاة ومرافق عامة، و1000 موقف للسيارات.

وانطلقت الأعمال في هذا المشروع منتصف عام 2010 بهدف استحداث وجهة سياحية ترفيهية وفق أعلى معايير المواصفات العالمية، وتجاوز عدد زوار واجهة المجاز المائية - خلال النصف الأول من العام الجاري حاجز المليون زائر من مختلف الجنسيات والأعمار بالإضافة إلى سياح عرب وأجانب من جنسيات عدة وفقا لأرقام هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق».

ويرى أحمد عبيد القصير المدير التنفيذي للعمليات في هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» أن «ذلك الإقبال الكبير يرجع إلى الموقع الحيوي للمشروع في قلب إمارة الشارقة والطبيعة الجميلة والأجواء العائلية التي تميز واجهة المجاز المائية وتعدد وتنوع الخيارات الترفيهية، إضافة إلى تعدد الفعاليات وتنوعها بما يناسب ويرضي الشرائح والأعمار كافة».

وتستضيف الواجهة المائية بشكل دوري حزمة من العروض والفعاليات المختلفة أسهمت في رفع سقف عدد الزوار وتعزيز موقع الوجهة «لديهم» كخيار مفضل للعائلات كما أن العروض الموسيقية والسينمائية المائية الخلابة تشكل أحد المحاور الرئيسية في رفع عدد زوار الواجهة إذ توافدت الآلاف من العائلات التي صممت على ألا تفوتها العروض الاستثنائية التي تقام طيلة أيام الأسبوع فيما تحظى المناسبات والعطلات بعروض متعددة كي يتمكن جميع من يزور الواجهة من متابعتها والاستمتاع بها.

وحول مشروع واجهة المجاز المائية حديقة متواضعة نسبيا إلى وجهة ترفيهية رائعة وتقع واجهة المجاز المائية بين شارع جمال عبد الناصر وكورنيش بحيرة خالد. وتتصل الحديقة بشكل مباشر ببحيرة خالد وتضم مضمارا لممارسة رياضة المشي، وأماكن مخصصة للنزهات، ومركزا للرعاية النهارية، وحدائق للمنحوتات والفنون، حيث تقع حديقة مرايا للفنون في الجهة الغربية من واجهة المجاز المائية، وهي مخصصة لإقامة المعارض الفنية والثقافية، وتتوفر فيها تجهيزات تقنية خاصة لعرض الأعمال الفنية في الهواء الطلق التي تحيط بها المسطحات الخضراء.

في الحديقة أيضا ملعب صغير لرياضة الغولف ويتيح هذا الملعب المصغر فرصة لاكتساب مهارات لعبة الغولف الشهيرة بطريقة ممتعة وسلسة لجميع أفراد العائلة، كل ما سيحتاجونه هنا هو التركيز والتحكم والتسديد السليم وكذلك التعرف على قواعد اللعبة، فملعب الغولف المصغر يحتوي على 18 مسارا مرقما بالتسلسل.

وبات بإمكان العائلة في الشارقة أن تحضر طعامها وشرابها وكل ما يلزم لقضاء يوم في الهواء الطلق وتتجه مع بداية العطلة إلى واجهة المجاز المائية لتحظى بيوم كامل مليء بالكثير من الفعاليات والنشاطات للكبار والمتعة والفرح للصغار، علما أن ما يزيد روعة المكان في هذه الأيام اعتدال درجات الحرارة في الإمارات.