12-12-12 تطابق تاريخي لن يتكرر قبل ألف عام

المصريون يفضلون مثل هذا اليوم لمناسباتهم الخاصة.. ودبي تحظر «هندسة» الولادة

TT

يتكرر الرقم (12) في تاريخ يوم واحد، وهو مصادفة لا تحدث إلا نادرا، فتطابق الأرقام في تاريخ 12-12-2012، تجعل من هذا اليوم مناسبة مختلفة حيث لا ينسى من الذاكرة لسهولة حفظه، ورغم تكرار الأرقام في السنوات الماضية مثل 11-11-2011. 10-10-2010. 9-9-2009..، فإن تطابق الأرقام هذا العام يعد مختلفا، كونه اليوم الأخير في تطابق الأرقام في القرن الأول من الألفية الثالثة، ولأن الرقم (12) يحمل الكثير من الدلالات الرقمية، فهو يرتبط بعدد شهور السنة، وأرقام الساعات، وتقويم الليل والنهار، و«الدستة» كمقياس تساوي 12 قطعة، وفي الحضارات القديمة كان رقما روحيا، كما ارتبط ببعض الجوانب الأخرى في التراث والعلم.

غير أن انتشار الشائعات عبر أجهزة التواصل الاجتماعي أن يوم 12 - 12 2012 هو نهاية العالم أو يوم 21 من نفس الشهر لم يؤد إلى الحد من حماس الكثير من السكان لاستغلال هذا اليوم في مناسبة سعيدة ففي دبي أصدرت هيئة الصحة في دبي بيانا أعلنت فيه عدم الاستجابة للحوامل اللائي يردن «هندسة» تاريخ ولادتهن ليوافق يوم 12-12- 2012 باعتباره آخر يوم متطابق في الألفية الثالثة كما نشرت الصحف المحلية أن العمليات القيصرية لن تجرى إلا للحالات التي تتطلب ذلك من الناحية الطبية.

انتقلت عدوى الأرقام المميزة إلى الأرحام، حيث أصبحت الحوامل يرغبن في هندسة يوم الولادة ليوافق تاريخا مميزا، لذا سارعت هيئة الصحة في دبي إلى قطع الطريق على الحوامل الساعيات للإنجاب قسرا يوم 12 - 12 - 2012 لكونه آخر رقم متطابق في الألفية الثالثة، بحسب البيان.

> وفي هونغ كونغ نشرت الصحف المحلية وجود أكثر من 696 طلبا للزواج في 12 ديسمبر (كانون الأول) الذي يعتبر رمز الحب وهو ما يوازي كما ذكرت وسائل الإعلام المحلية، أربع مرات تقريبا معدل الطلبات اليومي في مثل هذا الوقت من السنة كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

> وفي سنغافورة حيث ينتمي أكثر من ثلاثة أرباع السكان إلى العرقية الصينية، سيعقد 270 شخصا قرانهم يوم 12 ديسمبر وهو ما يتعدى بثماني مرات العدد المسجل عادة. إلا أنه أقل من معدل الزواج في المناسبات المميزة السابقة، فقد تزوج 1002 ثنائي في هونغ كونغ يوم 11-11-2011 الذي يرمز إلى «الحب الأبدي» و859 يوم 2010-10-10 الذي يرمز إلى «الكمال». وقال سامي آو - وهو من معلمي طائفة فن فينج شوي الصيني القديم الذي يقوم خصوصا على التنجيم: إن رقم 12 المتكرر ثلاث مرات هو يوم «حظ سعيد» لا أكثر.

وأوضح لصحيفة «ذي ستاندارد» المجانية أن يومي 18 و31 ديسمبر يحملان حظا أكبر.

ومع ذلك اختار البعض تاريخ 12-12-2012 للزواج قبل 21 ديسمبر الذي يتزامن مع نهاية حقبة كبيرة في روزنامة المايا (بعض الباحثين يعطون تاريخ 23 ديسمبر)، وهو حدث يربطه البعض بنهاية العالم. وقال أحد المقبلين على الزواج لصحيفة «مينغ باو» الصادرة باللغة الصينية «أريد أن أتزوج قبل نهاية العالم».

> وفي القاهرة لن يمر مثل هذا اليوم كسواه من أيام هذه السنة التي تلملم أوراقها وتستعد للرحيل، فوسط سماء ملبدة بالغيوم السياسية ما بين صراعات وانتخابات على مدار أيام العام، يحاول كثيرون الخروج من هذا الواقع السياسي بتوفيق مناسباتهم الخاصة مع هذا اليوم، فتاريخ 12-12-2012 اختاره كثيرون لكي يكون موعدا لحفلات زفافهم أو عقد قرانهم أو خطوبتهم، كما تأمل كثيرات من السيدات أن يضعن مواليدهن في هذا اليوم.

ورغم أن يوم 12 - 12 - 2012 هو اليوم الأخير في تطابق الأرقام، فإن مصر تعد البلد الوحيد الذي ظهر فيه تاريخ آخر مميز هو 13 - 13 - 2013. ففي واقعة شهيرة حذر أحد الإعلاميين المصريين مشاهديه من وجود مخطط ضد البلاد سوف يتم تنفيذه في هذا التاريخ، ورغم استدراك الخطأ، فإن طريقة أدائه وتأكيده على اليوم (13 - 13 - 2013) جعل منها واقعة طريفة تتردد كثيرا خاصة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر».

وتشهد الأندية والقاعات المخصصة لإقامة حفلات الزفاف والخطوبة، وكذلك الفنادق المصرية على اختلاف درجاتها، وأيضا البواخر النيلية إقبالا كبيرا وتزاحم الحجوزات في يوم 12-12، حيث تسابق كثير ممن يستعدون للزواج في حجز هذه القاعات منذ شهور طويلة، كما زادت الطلبات على محلات بيع الزهور في هذا اليوم تحديدا، كذلك بدأت التحضيرات المبكرة من جانب «منظمي الأفراح» في تقديم برامج خاصة تتناسب مع هذا اليوم المميز.

أيضا يفضل كثيرون ممن يستعدون لـ«عقد القران» أن يكون كتابة العقد أو إشهاره في هذا التاريخ الاستثنائي، فكثير من الأسر على اختلاف طبقاتهم وشرائحهم الاجتماعية زاد طلبها على عقد القران في المساجد والقاعات الملحقة، حيث يتم تأجير هذه القاعات لمدة 60 دقيقة فقط يتم خلالها إبرام عقد الزواج على يد المأذون وسط عدد من أهالي وأصدقاء العروسين، وتشهد قاعات كثير من المساجد الكبرى في القاهرة في هذا اليوم عقد عشرات من عقود الزواج، وأبرزها مسجد النور، والشرطة، والرحمن الرحيم، والسيدة زينب، وآل رشدان.

شريف أشرف، شاب عشريني، أحد الذين اختار مع خطيبته أن يتوافق عقد قرانهم مع يوم 12-12-2012، يقول: «أشعر بالسعادة الكبيرة وبأني محظوظ لاختيار هذا اليوم تحديدا لعقد قراني، فهو يوم يخلد بالذاكرة ولا يمحى منها، وما يزيد من سروري أنني أجد ردود فعل إيجابية ممن حولي عندما يعرفون هذا الموعد». ولا تخفي خطيبته «سمر» سعادتها هي الأخرى، قائلة: «سوف نحفر هذا التاريخ على دبلتينا، سيكون يوما مختلفا سوف نحكي عنه لأبنائنا في المستقبل».

وامتد اختيار هذا التاريخ المميز للزواج إلى بعض المشاهير المصريين، مثل المطربة المصرية ريهام عبد الحكيم الذي اختارته لتدخل فيه عش الزوجية.

وللتشجيع على الأعمال الخيرية، اختار بعض الشباب هذا اليوم لعمل أكبر حملة توعوية في مصر لثقافة التبرع بالدم، حيث تقوم مبادرة «ينابيع الحياة» بحملة تبرع بالدم على مستوى البلاد لصالح أطفال السرطان وأنيميا البحر الأبيض المتوسط، ومرضى الفشل الكلوي، ويأمل القائمون على الحملة أن يصل عدد المتبرعين على مستوى الجمهورية إلى آلاف المتبرعين بالدم.

السياسة أيضا لم تغب عن هذا اليوم لدى المصريين، حيث دعت بعض القوى السياسية إلى أداء صلاة الغائب على أرواح الشهداء الذين سقطوا في الاشتباكات والأحداث المتتالية في مصر عصر ذلك اليوم، وكذلك تلاوة ترانيم في نفس التوقيت على الشهداء المسيحيين. كما ظهرت دعوات أخرى لالتفاف المصريين وترك خلافاتهم السياسية في هذا اليوم، داعين إلى مظاهرات لأجل استعادة مدنية الدولة.

> وفي مدينة الدار البيضاء عاصمة المغرب الاقتصادية يستعد السكان لاستقبال «وافد جديد» يوم 12 ديسمبر الجاري. واختار مجلس بلدية كبرى المدن المغربية أن تكون انطلاقة الترام الأربعاء يوم 12 من شهر 12 من عام 12 حسب التقويم الميلادي، وحدد سعر بطاقة الترام بمبلغ 6 دراهم (ثلثي دولار أميركي).

وبعد أشهر من العمل المتواصل الذي أربك الحياة اليومية لسكان المدينة، يعد سكان المدينة العدة لاستقبال الوافد الجديد من خلال تعبيد الشوارع وطلاء واجهات المنازل التي سيمر أمامها الترام، كما شرع القائمون على المشروع بإجراء تدريبات سائقي الترام وسائقاته، بالإضافة إلى حملة توعية واسعة، خاصة وسط الأحياء التي سيمر فيها الترام، لتعريفهم بطرق التكيف مع «الوافد الجديد».

> أما في الجزائر العاصمة فقد اختار المسؤولون تنظيم المؤتمر الجزائري الأول لتقاسم وترقية الأفكار «فكرة»، يوم 12 ديسمبر الجاري ومشاركة وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة شريف رحماني الذي سيخصص محاضرته الأولى لتنمية الإبداع وروح المقاولاتية في الجزائر إلى جانب مجموعة متنوعة من كبار رجال الأعمال وعلماء من أوروبا وأميركا والشرق الأوسط وخبراء جزائريين بارزين في منظمات تابعة للأمم المتحدة وإعلاميين إلى جانب محاضرين عالميين كبار من الصف الأول في العالم.

إلا أنه من غير المعروف عما إذا كان المسؤولون قد اختاروا اليوم بمحض الصدفة أم أنهم تعمدوا اختيار مثل هذا اليوم المميز.

وحرص القائمون على المبادرة الأولى من نوعها في الجزائر، على التأكيد أن المؤتمر يندرج ضمن الخطوط الكبرى للاستراتيجية المستقبلية للحكومة الجزائرية.