برنامج «انستغرام» التطبيقي أحدث مسوق إلكتروني لمشروعات السعوديات

سيطر على أجواء معرض «بوتيك 2» في مدينة الخبر

جانب من معرض «بوتيك 2» لمشروعات سيدات الأعمال الذي افتتح بمدينة الخبر هذا الأسبوع («الشرق الأوسط»)
TT

تابعي بقية منتجاتنا في «الانستغرام»: «تجدين تشكيلة أكبر في (انستغرام)». هذه الجمل هي الأكثر حضورا في معرض «بوتيك 2» الذي انطلقت فعالياته في مدينة الخبر، وسط مشاركة مجموعة من المشروعات النسائية الشابة، إذ سحب برنامج «انستغرام» التطبيقي البساط من بقية وسائل التسويق الإلكتروني بصورة لافتة، وسيطر على أحاديث صاحبات المشروعات وزائرات المعرض، الذي شهد نحو 50 ركنا متنوعا، ما بين الملبوسات النسائية والحقائب والأطعمة والأشغال اليدوية.

وتوضح موضي الضيفي، المشاركة في المعرض، أن معظم زبوناتها تم استقطابهن من برنامج «انستغرام»، مضيفة بالقول: «أنا أسوق لماركة ماكياج عالمية، وأضع صور المنتجات في (الانستغرام)، لتراها الكثير من الفتيات ويتعرفن عليها، والآن خلال مشاركتي في المعرض وجدت أن غالبية الحضور هم من الشريحة التي استهدفتها في (انستغرام)، وأعتقد أن البرنامج عمل تسويقا ناجحا لمنتجاتي».

وتتفق معها مشاعل البنعلي، التي شاركت أيضا في معرض «بوتيك 2» من خلال عرض مجموعة متنوعة من حقائب المجوهرات وأكياس حفظ الماكياج، وتوضح ذلك لـ«الشرق الأوسط» بقولها: «هذه الحقائب أصنعها يدويا في المنزل، وكثير منها عرضته في برنامج (الانستغرام)، ووجدت إقبالا كبيرا نتيجة ذلك، وما زلت أستقبل طلب الزبونات من خلال (الانستغرام)».

وتشاركهن الرأي معظم صاحبات الأعمال التي كن يتبادلن حسابهن في «الانستغرام» مع حاضرات المعرض، إذ دخل برنامج تبادل ومشاركة الصور الشهير في خط المنافسة كوسيلة ونافذة للإعلان والتسويق وترويج المنتجات عبر الهواتف الذكية، خاصة بالنسبة للمشروعات الحديثة، وكان هذا التطبيق المجاني قد انطلق في أكتوبر (تشرين الأول) 2010 على متجر التطبيقات «ابستور» الخاص بـ«أبل»، وأصبح متوافرا على متجر «غوغل بلي» لأنظمة «أندرويد»، ليصبح وسيلة جديدة لإعلان وتسويق وترويج المبيعات بطريقة سهلة وبسيطة وممتعة وغير مكلفة في الوقت ذاته.

وعودة للمعرض الذي شهد في اليوم الأول لافتتاحه حضورا فاق 600 سيدة، فلقد ضم تشكيلة واسعة من منجزات مصممات الأزياء والعباءات، والأركان الأخرى التي تضمنت أعمالا وأشغالا يدوية، وأركانا للحلويات والشوكولاته، إضافة إلى ركن مخصص للاستشارات حول المشروعات الصغيرة وانطلاقتها كمشروع مبتدئ.

ووفقا لبيان صحافي تسلمته «الشرق الأوسط» أمس، توضح لمياء العجاجي، وهي منظمة المعرض ومديرة مؤسسة الانطلاقة عاليا، أن «أهمية المعرض قائمة على مدى اتساع مشاركة المرأة في المشهد الاقتصادي، لا سيما أن الدور الذي تقوم به المرأة فاعل في تحريك الاقتصاد». وتتابع بقولها: «المعارض ذات أهمية للمرأة السعودية، في ظل دخولها مجالات جديدة في الاستثمار، ما يسهم في تفعيل دورها كشريك اقتصادي».

وتضيف العجاجي: «ما لوحظ على المشاركات في المعرض أن حاجتهم للمعارض تفوق حاجتهن للإعلانات، خصوصا أن أي مشروع تجاري يتطلب تسويقا بما فيه من دعاية وإعلان بصورة تتناسب مع ماهية المشروع، فالإعلان التجاري ذو تكلفة عالية وأقل تأثيرا على المستهلك، علما بأن الإنفاق الإعلاني نما في السعودية 11 في المائة خلال العام الحالي، وسجل إجمالي الإنفاق الإعلاني نحو 4.42 مليار ريال، كل ذلك يستنزف ميزانية المشروعات الصغيرة ورأسمالها، فالتوجه نحو المعارض يقلل من التكاليف العالية».

وأشارت العجاجي إلى أن «المعرض يتضمن أركانا متنوعة، وهو فرصة لتبادل الخبرات والاطلاع على تجارب الآخرين والاستفادة منها، كما يسهم المعرض في تسهيل عملية التوقع أو التنبؤ بالتطورات المستقبلية لحركة السوق على الصعيد المحلي والإقليمي، وربما تمتد إلى العالمي في ظل تنوع وسائل التواصل الاجتماعي»، حسب قولها.

وتؤكد العجاجي على أهمية التركيز على التعريف بالمشروعات النسائية، متابعة بالقول: «تقارب نسبة استثمار النساء السعوديات 21 في المائة من حجم الاستثمار الكلي في القطاع الخاص، وبلغ عدد السجلات التجارية 1.5 مليون سجل تجاري لسيدات أعمال على مستوى المملكة، كل هذه المؤشرات تشير إلى أهمية تحصين المشروعات الصغيرة والمتوسطة، لأنها أصبحت عصب الاقتصاد الوطني».

وأشارت العجاجي إلى أن مصممات الأزياء السعوديات مشاركتهن كانت الأبرز في المعرض، لما يشكل ظهورهن بصورة متنامية ظاهرة صحية في المجتمع، من شأنها أن تغير مفهوم هذه المهنة ونظرة المجتمع إليها، بحسب قولها، وتضيف: «الموهبة وحدها لا تكفي من دون دراسة وتبادل خبرات واطلاع مستمر، ومعرفة وافية بكيفية إنجاز العمل، فعالم الأزياء يتطور باستمرار، ولا بد من معرفة مجريات التطور من خلال المشاركة في المعارض».