معرض للتراث الكردي في بغداد ينسي الزوار خلافات السياسيين

منظمة لـ«الشرق الأوسط»: لا علاقة لنا بما يجري بينهم

TT

بعيدا عن الأزمة السياسية والخلافات المحتدمة ما بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان، اختزلت التحف الأثرية النادرة والبسط والأزياء الكردية الملونة التي افترشت مساحة واسعة من قاعات وزارة الثقافة العراقية في بغداد أمس قصة الروابط الفنية والثقافية التي تحرص على رعايتها المؤسسة الثقافية عبر نشاطات مستمرة لـ«دار الثقافة والنشر الكردية» التابعة للوزارة.

وشهد المعرض الذي سيتواصل على مدى أربعة أيام حضورا لافتا من الجمهور الذي احتفى بالمعروضات التي تجاوز عددها ألف قطعة يعود بعضها إلى أكثر من 400 عاما، جمعها وحرص عليها الباحث الفلكلوري هردويل كاكه يي، منظم المعرض، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إنه جمعها من مناطق عدة منها منطقة كركوك وأطرافها على مدى 30 عاما. وحول دور الفنون والأدب في إذابة الجليد ما بين المركز والإقليم قال: «الخلافات هي بين السياسيين فقط والشعب الكردي له علاقة وطيدة مع الشعب العربي في عموم المحافظات العراقية، كما أن الفن هو أفضل رسالة للسلام والمصالحة».

وعن المعرض يقول حامد الراوي، المستشار الثقافي لوزارة الثقافة العراقية، إن «العالم اليوم يراهن على التراث بشقيه المادي والمعنوي.. وهذا المعرض يعد حافظة لذاكرة تراثية تكتنز معايير التراث الاجتماعي والفكري والفلكلوري بما يحكي قصة حضارة ضربت جذورها بعيدا في الأرض».

بدوره، أكد الدكتور حبيب ظاهر العباس مدير عام «دار الثقافة والنشر الكردية» أن «إقامة مثل هكذا فعاليات دليل حي على أن علاقة الشعبين ما تزال قوية وأن خلافات السياسيين تهمهم وحدهم ولا يمكن لها أن تعيق المراكز والمؤسسات الثقافية عن الاحتفاء بتأريخهم وحضارتهم وفنونهم». وأضاف: «المعرض يحمل سمات الشعب الكردي ويشكل حجر الأساس لتاريخه، والشعوب التي لا تحترم الفلكلور والتراث ليس لها تاريخ».

وتتضمن المعروضات ملابس تقليدية رجالية ونسائية وصناديق قديمة وحلي وأواني خشبية ونحاسية والمهد المسمى بالـ(كاروك) للأطفال والمدك والسلات المتنوعة المصنوعة من الخوص وسروج الخيول، وأدوات الزراعة والري القديمة، إضافة إلى عرض مجموعة منوعة وملونة من الخزفيات.