موقع «إنستاجرام» يختبر حدودا جديدة لخصوصية المستخدم ويغضب مشتركيه

شروط جديدة تسمح للشركة ببيع أسماء المستخدمين وصورهم

خدمة تبادل الصور على الإنترنت «إنستاجرام» قام بتغيير قواعد حماية خصوصية بيانات المستخدمين بحيث تسمح للشركة المسؤولة عن هذه الخدمة ببيع صور المستخدمين للمعلنين (أ.ف.ب)
TT

أثار موقع «إنستاجرام» لتبادل الصور غضب الملايين من مشتركيه بعد ما أثير حول نيته بيع الصور المحفوظة عليه لشركات أخرى. وكان الموقع الذي ابتاعته شركة «فيس بوك» في أوائل العام قام بتغيير شروط الخدمة ليضيف إليها عبارة كانت السبب وراء قرار أعداد كبيرة من المستخدمين بإقفال حساباتهم وحفظ الصور الخاصة بهم قبل انتهاء المهلة التي حددتها الشركة بـ16 يناير (كانون الثاني) القادم.

وأثار قرار الموقع الذي يحظى بشعبية جارفة الجدل مرة أخرى بشأن مقدار ما يتعين على المستخدمين التخلي عنه من خصوصية للعيش والمشاركة في عالم غارق في وسائل الإعلام الاجتماعي.

وحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن خبراء قانونيين ومدافعين عن حقوق المستهلك أن «إنستاجرام» بتطبيقها القسري لمجموعة جديدة من شروط الاستخدام ادعت لنفسها بعض الحقوق التي لم يسمع عنها عمليا بين نظيراتها في وسائل التواصل الاجتماعي.

وأمام المستخدمين الذين يرفضون سياسة الخصوصية الجديدة لـ«إنستاجرام» شهر لإلغاء حساباتهم وإلا فسيكونون ملزمين بالشروط الجديدة ويقول الخبراء إن الشروط المعدلة تعكس تحكما صارما جديدا في حقوق المستخدمين.

ومن جانبه علق جاي اديلسون وهو شريك في شركة «اديلسون ماجواير» للمحاماة في بشيكاغو «هذه أرض مجهولة تماما. لو كانت (إنستاجرام) تريد أن تشجع على رفع أكبر عدد ممكن من الدعاوى القضائية وأكبر قدر ممكن من ردود الفعل ضدها فستكون قد نجحت». وفي أعقاب تسوية لدعوى قضائية تشمل «فيس بوك» وقضايا الخصوصية أضافت «إنستاجرام» شروطا لحماية نفسها من دعاوى قضائية مماثلة.

وتقول القواعد الجديدة إن «إنستاجرام» يمكن أن تعرض إعلانات على موقع الخدمة وتتبادل البيانات مع «فيس بوك». ولكن القاعدة الأكثر إثارة للجدل تقول إن أي شركة أو هيئة يمكن أن تدفع أموالا مقابل عرض أسماء المستخدمين وتفضيلاتهم وصورهم أو أي أعمال يقوم بها المستخدمون من دون أي تعويض لهم.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن كلايتون كوبيت المصور الفوتوغرافي وأحد أهم وأشهر مستخدمي خدمة «إنستاجرام» قوله إن الرسالة التي تم وضعها على الموقع بشأن تغيير قواعد حماية الخصوصية تمثل «رسالة انتحار بالنسبة لـ(إنستاجرام)» وقال مستخدمون آخرون بينهم مطربة البوب بينك إنهم سيغلقون حسابهم على هذه الخدمة على أن يتبادلوا صورهم من خلال أي خدمات منافسة.

أما المحلل المعلوماتي ميشال جارتنبرج فقال: إن اتجاه «إنستاجرام» نحو استثمار خدماتها ماليا كان أمرا متوقعا على نطاق واسع لكنه ذهب بعيدا للغاية في هذا الاتجاه.

ودفعت الضجة الشركة إلى كتابة تعليق مطول على مدونتها «لتوضيح» التغييرات وقال رئيسها التنفيذي كيفين سيستروم إن الشركة ليس لديها خطط حالية لإدخال الصور الخاصة بالمستخدمين في الإعلانات.

ورفضت «إنستاجرام» التعليق بخلاف ما نشرته على مدونتها والذي فشل في تهدئة منتقدين ومن بينهم «ناشيونال جيوجرافيك» التي علقت المشاركات الجديدة على «إنستاجرام».

وتبدو مشكلة الحفاظ على خصوصية المشتركين على مواقع التواصل الاجتماعي من أكثر القضايا إثارة للجدل وقد تعرضت شركة «فيس بوك» لغضب مماثل من مشتركيها بسبب قيامها بتغيير نظام الخصوصية لديها. ونقل تقرير نشر محطة «سي إن إن» أن شركة «فيس بوك» قامت بإجراء استطلاع للرأي في شهر يونيو (حزيران) الماضي شمل مستخدمي موقعها الشهير، الذين يبلغ عددهم 900 مليون مستخدم على مستوى العالم، حول التغيرات المقترحة لنظام الخصوصية المطبق.

وجاء في التقرير أن الشركة تعتبر نتائج هذا الاستطلاع بمثابة «استشارة»، لتبعد بذلك أي مسؤولية لتطبيق أي نتائج «غير مرضية»، على حد تعبير عدد من المراقبين.

وذكرت الـ«سي إن إن» أن موقع «فيس بوك» وافق في وقت سابق العام الماضي على اتفاق مدته 20 عاما، يخضع خلالها لمراجعة مدى التزامه بخصوصية حسابات مشتركيه، في تسوية لقضية طويلة رفعتها لجنة التجارة الاتحادية الأميركية، متهمة الموقع بتضليل أعضائه، بشأن كيفية استخدام بياناتهم الخاصة.