مليون و200 ألف يورو لختم صيني صغير في مزاد باريسي

لم تفلح الاعتراضات في وقف المزاد على الأثر الإمبراطوري المنهوب

الختم الصيني
TT

بعد أن كان مقدرا له أن يباع بمبلغ لا يتجاوز الربع مليون يورو، حقق ختم إمبراطوري مليونا و12 ألف يورو في مزاد علني جرى في باريس مساء أول من أمس. وذهب الختم النادر إلى زبون كان يزايد عبر الهاتف، رغم اعتراضات جمعية أوروبية تعنى بحماية الفن الصيني، على اعتبار أن الختم يعود للممتلكات التي نهبت من القصر الصيفي في بكين خلال القرن التاسع عشر.

ولا تزيد أبعاد الختم الصغير عن سنتمترين ارتفاعا و4.5 سنتمترات طولا، وهو منحوت من حجر اليشب «الجاد» وبلون أخضر قاتم وكان يعود لجامع تحف فرنسي توارثه عن أجداده وبقي في دائرة العائلة من أواخر القرن التاسع عشر، حسبما جاء في دليل المزاد.

وأصدرت جمعية الحفاظ على الفن الصيني في أوروبا بيانا نددت فيه ببيع الختم في مزاد علني وطالبت بإعادته إلى وطنه الأصلي، باعتباره يعود إلى السلالة الخامسة. وتشير المصادر التاريخية إلى أن اللورد إلغن، المفوض السامي البريطاني، كان قد أمر في خريف 1860، بهدم القصر الإمبراطوري الصيفي في بكين وتخريب حدائقه البديعة أثناء ما سمي بـ«حرب الأفيون الثانية». ومن ثم نهبت القوات البريطانية والفرنسية القصر الذي سكنه الإمبراطوران يونغزهينغ (1722 - 1736) وكيانغلونغ (1736 - 1796) – وكلاهما من سلالة «تشينغ» (المانشو) – وأحرقته، الأمر الذي ما زال الصينيون يعتبرونه مهينا وباعثا على السخط، حتى اليوم. ولقد تقدمت السلطات الصينية بطلبات متتالية لاستعادة الختم، كما أوصت بمقاطعة المزاد وكل عمليات المتاجرة بكنوز مسروقة من القصر الصيفي القديم لأباطرتها، ودعت مالكيها الأجانب لإعادتها إلى موطنها الأصلي. يذكر أن دار «بونهامز» البريطانية سحبت قطعا فنية منهوبة من القصر الصيفي في بكين، كانت مهيأة للبيع في لندن. وأعربت الدار عن أسفها لما كان يمكن أن يشكله المزاد من مشاعر سلبية في الصين.