29 فيلما في ملتقى للأفلام الوثائقية بالسليمانية

بمشاركة أعمال فنية منتجة في أجزاء كردستان الأربعة

TT

تستعد مدينة السليمانية بإقليم كردستان لاستضافة الملتقى السينمائي الثاني للأفلام الوثائقية تحت رعاية المديرية العامة للإعلام والنشر بوزارة ثقافة حكومة الإقليم، وسيتسابق فيه 29 فيلما وثائقيا كرديا.

وحول أهمية هذا الملتقى ودوره في تشجيع الطاقات السينمائية الكردية، خصوصا بعد النهضة السينمائية التي شهدتها كردستان في السنوات الأخيرة من إنتاج أفلام متميزة نالت الكثير من جوائز المهرجانات العالمية، قال مدير عام دائرة الإعلام والنشر بالوزارة هلكورد عبد الوهاب لـ«الشرق الأوسط»: «يمثل هذا الملتقى السينمائي (ملتقى الفانوس الثاني) حاجتنا إلى تعريف العالم بالمعاناة والمآسي التي حلت بشعبنا وأمتنا، فالشعب الكردي عانى كثيرا من ظلم المستشرقين وغيرهم ممن كتبوا التاريخ الكردي، وكان هناك إغفال لجوانب كثيرة من الواقع الكردي، ليس في كردستان العراق فحسب، بل معاناة الشعب الكردي في بقية أجزاء كردستان الأخرى (تركيا وإيران وسوريا)، وهناك نظرة وفكرة خاطئة عن كردستان، حيث هناك من ينظر إليها كما لو أنها مثل أفغانستان أو باكستان أو غيرهما من البلدان التي تنشط فيها القوى الإرهابية والظلامية، ولكن الواقع أن كردستان العراق خصوصا تشهد نهضة تنموية كبيرة، من كافة النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. حاولنا في وزارة الثقافة أن نعمل من أجل إبراز هذه الجوانب وتعريف العالم بواقعنا، وكذلك بما حصل لنا في الماضي، لذلك فكرنا بتنظيم ملتقى خاص للأفلام الوثائقية لكي نوثق الأحداث الكردية ونعرضها على العالم».

وأضاف: «أما على الصعيد المحلي فإن هناك اليوم أكثر من عشرين محطة تلفزيونية مرخصة من وزارتنا، وهناك أكثر من عشر قنوات فضائية تعرض أفلاما وثائقية، وتصرف أموالا طائلة على شراء تلك الأفلام، ولذلك سنحاول من خلال هذا الملتقى الذي نأمل أن نجعله تقليدا سنويا أن نغطي الحاجة المحلية أيضا من الأفلام المطلوبة». وقال عبد الوهاب إن الملتقى تلقى 56 فيلما من المخرجين والمؤسسات اختير منها 29 فيلما، وأضاف: «رصدنا جوائز قيمة بحدود 32 مليون دينار لتقديمها للمشاركين كحوافز مادية».

وأضاف عبد الوهاب أن لجنة التحكيم تتألف من عدد من الاختصاصات السينمائية، موضحا: «كان يفترض أن يشاركنا أربعة من المتخصصين بالفن السينمائي من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، ووجهنا إليهم الدعوة، لكن الفرنسيين والبريطانيين اعتذروا بسبب احتفالات عيد الميلاد المجيد، وستحضر خبيرة في المونتاج من ألمانيا للمشاركة في اللجنة المذكورة». وعن أسلوب التحكيم قال مدير عام الملتقى: «سنعتمد صيغة المهرجانات العالمية، حيث أعددنا قاعة خاصة للعروض أمام لجنة التحكيم، وسيقوم الأعضاء بإعطاء تقييماتهم حسب درجات وداخل مظاريف مغلقة، وبعد الانتهاء سيتم الفرز واحتساب الدرجات لتعيين الفيلم الفائز».

وختم تصريحه بالقول: «في هذه السنة حاولنا أن نستقطب النتاجات الفنية من أجزاء كردستان الأخرى، بعد أن كان العام الماضي مقتصرا على إقليم كردستان، وكان الهدف هو التعريف بوقائع وأوضاع وأحداث تلك الأجزاء أيضا وتوثيقها وعرضها على العالم، لأن المعاناة الكردية مع البلدان التي تحكمها هي نفس المعاناة، ويفترض أن توثق بأفلام ليراها العالم».

وكانت الهيئة المنظمة للملتقى قد دعت السينمائيين والمخرجين الكرد إلى المشاركة بنتاجاتهم السينمائية في الملتقى الثاني الذي تنطلق أعماله يوم الاثنين 24 من ديسمبر (كانون الأول) الجاري بمدينة السليمانية، وأعلنت قبولها لمشاركة جميع الأفلام الكردية المنتجة في أجزاء كردستان الأربعة (العراق وتركيا وإيران وسوريا) وفقا لشروط محددة، من أهمها «أن لا يقل عرض الفيلم عن 50 دقيقة، وأن تكون ناطقة باللغة الكردية مع كتابة الترجمة بالإنجليزية أو الكردية في حال وجود حوارات بلغات أخرى، وأن لا تكون الأفلام المعروضة تشجع على العنف أو تروج للعصبية، وأن يكون قد تم إنتاجه خلال العامين الماضيين، وأن لا يكون قد عرض في مهرجانات أخرى، وأن يكون المشارك أو منتج الفيلم حاصلا على الترخيص القانوني بتقديمه وعرضه بالملتقى، كما يفضل لوجود أعضاء أجانب بلجنة التحكيم أن تكون هناك ترجمات باللغة الإنجليزية تحت الأفلام المعروضة».

وحول اللجان المنبثقة عن الملتقى، أكد المسؤولون أن هناك لجنة إدارة الملتقى وتتألف من 75 عضوا، ولجنة عليا من ستة أعضاء برئاسة مدير عام الإعلام والنشر بالوزارة، ولجنة تقييم الأفلام المكونة من 4 أعضاء لاختيار الأفلام المرشحة للمشاركة، ولجنة للحكام تتكون من 10 أعضاء، أربعة منهم خبراء دوليون يختارون الأفلام الفائزة، وهناك أيضا اللجنة الإعلامية المؤلفة من عشرين عضوا، يتولون إصدار جريدة يومية بعنوان «لقاء الفانوس» لتغطية أعمال ونشاطات الملتقى.

وحددت الهيئة المنظمة عدة جوائز سيتم منحها للفائزين في المجالات السينمائية المختلفة، منها «أفضل إنتاج للأفلام المشاركة من أجزاء كردستان الأخرى عدا إقليم كردستان، وجائزة أفضل إنتاج للأفلام المنتجة في الإقليم، وجائزة أفضل تصوير سينمائي، وأفضل إخراج، وأفضل مؤثرات صوتية، وأفضل مونتاج»، وحددت الهيئة عدد الأفلام المشاركة بخمسة وعشرين فيلما، منها 10 أفلام لأجزاء كردستان الأخرى، و15 فيلما لإقليم كردستان.