احتفلت محافظة الأقصر بالحدث الأثري والفلكي الخاص بتعامد الشمس على معابد الكرنك الشهيرة في احتفالية سياحية وفنية شارك فيها أمس الدكتور عزت سعد محافظ الأقصر، والدكتور مسلم شلتوت عالم الفلك أستاذ بحوث الشمس بالمعهد القومي للعلوم الفلكية والجيوفيزيقية، وعدد من علماء الآثار والفلك والمصريات والعديد من السياح الذين يزورون الأقصر في هذه الفترة، ومسؤولي السياحة والثقافة والآثار والمرشدين السياحيين بمحافظة الأقصر.
أكد الدكتور عزت سعد محافظ الأقصر، أن رصد ظاهرة تعامد الشمس على معابد الكرنك يعد أحد أهم الأحداث التي تسعى المحافظة لاستغلاله في تنشيط السياحة وجذب مزيد من السياح وزيادة المناسبات على الأجندة السياحية المصرية والتعريف بالحضارة المصرية القديمة.
وقال الدكتور مسلم شلتوت عالم الفلك: «إن الشمس تعامدت على معابد الكرنك أمس (الجمعة) 21 ديسمبر (كانون الأول) من الساعة السادسة والنصف وحتى الساعة السابعة صباحا مع شروق الشمس وظهر تعامد الشمس على مجمع معابد الكرنك بأكملها بالأقصر».
وأضاف الدكتور شلتوت أن «الظاهرة أثبتت معرفة القدماء المصريين بأن الشمس تدور في مدار بيضاوي والشمس موجودة في إحدى البؤرتين مرة تكون بعيدة ومرة تكون قريبة، وفي هذا اليوم تكون في أقرب نقطة وهي تعني كبر حجم قرص الشمس الذي كانوا يسمونه (رع الكبير) ويوم 21 ديسمبر بداية التوقيت الشتوي وكانوا يسمونه (عيد ميلاد رع الكبير)، وقت إنشاء المعبد كان لا بد من تحقق شرطين وهما تعامد المعبد على سريان المياه في النيل وخروج الشمس منه في اتجاه الشرق مع انحراف المحور على الناحية الشمالية بقدر 114 درجة، وهو ما يعني أن الشمس في يوم 21 ديسمبر ومع بداية الانقلاب الشتوي خرجت من البوابة الشرقية وألقت بشعاعها على المحور الأساسي ودخلت قدس الأقداس الذي به تمثال آمون رع وشرفة الشمس وتمثال حتشبسوت، والانقلاب الشتوي غير مرتبط بمعبد الكرنك فقط ولكنه مرتبط بمعابد أخرى، وفي ديسمبر 2006 تم رصد دخول الشمس إلى قدس الأقداس في معبد الدير البحري (حتشبسوت) بالبر الغربي بالأقصر وأيضا نفس العملية تحدث في قصر قارون».