غرفة بأكملها للوحة «الفتاة ذات القرط اللؤلؤي» لفيرمير

في معرض متميز يقام في نيويورك العام المقبل

«الفتاة ذات القرط اللؤلؤي» لفيرمير
TT

تحتاج اللوحات التي قد حققت مكانة متفردة إلى أن تحظى بمعاملة النجوم. كان هذا هو ما أدركه كولين بايلي، كبير الأمناء في متحف «فريك كوليكشن» في زيارته الأخيرة إلى طوكيو، حينما شاهد الجماهير في أحد المعارض تتزاحم لإلقاء نظرة على لوحة فيرمير الرائعة «الفتاة ذات القرط اللؤلؤي».

كانت لوحة تلك الفتاة واسعة العينين التي تنظر للمتفرج، التي عادة ما يشار إليها باسم الموناليزا الهولندية، اللوحة الأكثر شهرة في معرض الصور الملكي «موريتشويس» في لاهاي على مدى أكثر من قرن. وقد أصبحت أكثر شهرة بعد أن أصبحت موضوعا لرواية كانت أكثر الروايات مبيعا في عام 1999، وفيلم تم إنتاجه بعد أربع سنوات بطولة سكارليت جوهانسون وكولين فيرث.

يقول بايلي: «حينما شاهدتها في طوكيو وجدت أنها قد منحت مساحة كبيرة. كان ذلك حينما أدركت أنه سيكون الوضع الأمثل بالنسبة لها أن توضع مستقلة بذاتها في الغرفة البيضاوية».

تعتبر لوحة «الفتاة ذات القرط اللؤلؤي» واحدة من اللوحات الـ15 التي تتجه إلى معرض «فريك» لـ«أعمال فيرمير ورمبرانت وهالس: روائع اللوحات الهولندية من (موريتشويس)» المزمع افتتاحه يوم 22 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. ويعتبر المعرض نسخة من عرض أجزاء ذات أهمية خاصة من ذلك المتحف، الذي تم إغلاقه لمدة عامين للتجديدات. في البداية، كان بايلي قد خطط لتعليق لوحة «الفتاة ذات القرط اللؤلؤي» في نقطة مركزية في الغرفة البيضاوية، جنبا إلى جنب مع بقية أعمال المعرض، الذي تألف وقتها من 10 لوحات.

قال: «لكني خشيت من أن يوجه قدر مبالغ فيه من الاهتمام إلى لوحة فيرمير، بحيث لا تحظى بقية اللوحات الأخرى بالاهتمام الذي تستحقه». لقد قرر تعليق لوحة فيرمير مستقلة بذاتها واستخدام صالة عرض «فريكس إيست غاليري» في عرض بقية لوحات المعرض.

سوف يتم نقل اللوحات التي كانت موجودة في صالة عرض «إيست غاليري» - وهي لوحات لعظماء أمثال ديفيد وغويا ورينولدز وفان دايك، إلى جانب «مصارعة الثيران» لمانيه - إلى غرف أخرى، مثلما تم في وقت سابق من هذا العام لأجل صالة عرض «رينوار، الانطباعية، الموضة ولوحة بطول كامل» (Renoir: Impressionism, Fashion and Full Length Painting).

وسوف يكون بمقدور بايلي إضافة خمس لوحات، من بينها لوحتان إضافيتان لرمبرانت: «بورتريه رجل عجوز» من عام 1667؛ «أغنية مديح سمعان» (Simeon’s Song of Praise) من عام 1631؛ وإضافتان، واحدة تجسد الصورة العارية لـ«سوزانا» من عام 1636. والأخرى صورة لرجل يرتدي بيريه مكسوا بالريش، من عام 1635. علاوة على ذلك، فسوف تنضم للمعرض لوحات «صانع الدانتيل» (The Old Lacemaker) من عام 1655، لنيكولاس مايس، و«لوحة ساكنة للعبث» (Vanitas Still Life) وهي صورة من عام 1630 لجمجمة للفنان بيتر كلايسز، إلى جانب «صورة زيتية لخمس ثمار مشمش» (Still Life With Five Apricots) من 1704.

من المرجح أن يقدم معرض «فريك» تذاكر محددة بوقت معين للمعرض، سارية حتى 19 يناير (كانون الثاني) 2014.

خلفيات درامية للوحات عظيمة:

ربما يكون الجانب الخفي في عمل فني أكثر إثارة للاهتمام «وإلهاما» مما هو معروض في الواجهة. ربما تكون هناك كتابات شخصية من فنان تكشف جانبا من تاريخه، أو اسكتش يلقي نظرة على منهج فنان، أو ملصق يعود لقرون مضت من تاجر أو شركة مزادات يسهم في تتبع ماضي العمل الفني. يروي معهد «ستيرلينغ وفرانسي كلارك» في ويليامزتاون بولاية ماساتشوستس، بعضا من هذه العناصر في معرض «خلفيات درامية: الجانب الآخر من الفن» المقرر افتتاحه يوم 22 ديسمبر (كانون الأول).

يضم المعرض عناصر فنية تعود إلى خمسة قرون مضت - لوحات وأعمالا فنية على الورق ومنحوتات وأعمالا من الفضة والصيني - من مجموعة كلارك، جميعها معروضة على قواعد، بحيث يتسنى للزائرين مشاهدتها من جميع الزوايا.

علاوة على ذلك، فسوف يسلط المعرض الضوء على هدية منحت لمعرض «كلارك» في عام 2010، ولكنها لم تعرض حتى الآن. إنها «محطة السكة الحديدية» (The Terminal)، وهي عبارة عن صورة فوتوغرافية التقطها ألفريد ستيغليتز في عام 1892 لمشهد شتوي أمام مكتب البريد القديم بالقرب من سيتي هول في مانهاتن، حيث ينتهي خط ترام «ثيرد أفينيو». تجسد الصورة الفوتوغرافية سائق ترام يرتدي معطفا طويلا واقيا من المطر وقبعة، ويسقي جياده أمام فندق أستور هاوس. «إنها صورة حية من الشارع»، هذا ما قاله جاي كلارك، أمين الصور المطبوعة واللوحات والصور الفوتوغرافية بالمعهد.

وصلت سيدة إلى متحف كلارك قادمة من منزلها في كمبردج بولاية ماساتشوستس، في أحد أيام صيف 2010، وبحوزتها صورة «محطة السكة الحديدية» وسألت السيدة، وتدعى بينلوب تايسون آدمز: «هل هذا العمل مثلما أظنه؟»، لم يكن العمل يجسد فقط ما شكت فيه، لكنه كان حفرا فوتوغرافيا، لم يطبع منه سوى أقل من 100 نسخة.

وبإدراكها أن ما امتلكته كان يحمل أهمية تاريخية، قالت آدمز إنها ترغب في التبرع به إلى مؤسسة يمكن أن يحدث اختلافا فيها، وأن يكون في مكان يمكن أن يستخدم فيه في التعليم. قامت أسرة كلارك بوضع علامة على هذين المربعين.

كان زوج آدمز، جون باركلي آدمز، قد ورث الصورة الفوتوغرافية عن والدته، دابني مون آدمز، التي كانت طبيبة الأمراض الجلدية المعالجة لستيغليتز، والتي منحها ستيغليتز الصورة هدية. في الخلفية، اكتشفت كلارك بطاقة تعريف من صالة عرض «مكان أميركي» المقامة في نيويورك لستيغليتز. وفي الواجهة، يوجد حفر بالغرافيت نصه: «مع خالص التقدير لمعروفها العظيم تجاهي، لدكتور مون آدمز.. ألفريد ستيغليتز». الأمر النادر أيضا أن الصورة توجد في إطارها الفولاذي الأصلي المطلي باللون الأبيض.

تقول كلارك: «ليست لها خلفية درامية رائعة فحسب، لكنها تظهر أيضا الخلفية البسيطة للسائق في مواجهة المشاهد». أبواب مغلقة وأخرى مفتوحة.

* خدمة «نيويورك تايمز»