4 ملايين عالم عربي مغترب يحتاجون للبيئة المحفزة لخدمة العالم العربي

ممثلون عنهم عقدوا مؤتمر «عندما تتكامل العقول» برعاية الجامعة العربية

TT

أكد المشاركون في مؤتمر العلماء العرب المغتربين «عندما تتكامل العقول العربية»، الذي استضافته جامعة الدول العربية بالقاهرة مؤخرا ضرورة الاستفادة من خبرات العقول العربية المهاجرة، خاصة بعد ثورات الربيع العربي، لدعم جهود التنمية المستدامة وبناء مجتمع واقتصاد المعرفة.

عقد المؤتمر على مدار يومي 19و20 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بتنظيم من جامعة الدول العربية، بالتعاون مع جمعية تقدم العلوم والتكنولوجيا في العالم العربي بأميركا SASTA، وبمشاركة عشرات العلماء العرب، الذين أوصوا بوضع آليات فعالة لإقامة الشبكات والمشاركات مع العلماء العرب في الخارج للاستفادة من خبراتهم وقدراتهم وعلاقاتهم، ووضع منهجية لإطلاق مبادرات إقليمية جماعية ومنسقة للنهوض بالعلوم والتكنولوجيا في العالم العربي وإبراز صورة العلوم العربية في العالم.

ناقش المشاركون ضمن محاور المؤتمر عددا من المجالات أبرزها العلوم الطبية والصحية، ومصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مع التأكيد على ضمان جودة التعليم والبحث العلمي، وحقوق الملكية الفكرية في العالم العربي. وقدم المؤتمر مبادرات محددة وبرامج علمية قابلة للتنفيذ تجمع بين الخبرات والموارد القائمة في العالم العربي وما لدى الجماعات العلمية العربية في الخارج لمواجهة التحديات المشتركة واستغلال الفرص الفريدة المتاحة في المنطقة من أجل الابتكار والتطور العلمي والتنمية الاقتصادية.

من جانبه، أشار الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى ضرورة التواصل مع العقول العربية المهاجرة في مختلف فروع العلوم والتكنولوجيا. موضحا أنه ووفقا للإحصائيات فإن 34 في المائة من الأطباء في بريطانيا ينتمون إلى الجاليات العربية. ويكشف الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر أن هناك 600 عالم مصري من التخصصات النادرة مقيمين في الغرب، وأن عدد العقول المهاجرة من مصر وحدها وصل إلى 854 ألف عالم وخبير، أما من جميع البلدان العربية فالأعداد تتجاوز 4 ملايين عالم من خيرة الكفاءات العلمية.

وقال الدكتور وائل الدليمي، رئيس جمعية التقدم العلمي والتكنولوجي بأميركا SASTA، أن العلماء العرب في الخارج ينظرون بعين الألم والحسرة لعالمنا العربي، مقارنة بدول أخرى مثل الهند والصين وكوريا الجنوبية، التي استطاعت الاستفادة من أبنائها المهاجرين، علما بأن نسبة المغتربين العرب أضعاف نسب المغتربين من هذه الدول.

وأوضح رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، الدكتور عبد الله النجار، أن العلماء العرب في الداخل والخارج لبنة واحدة، ولكنهم يحتاجون إلى البيئة المحفزة للتعاون المشترك، فالباحث والعالم العربي الذي تفوق في الغرب هو ابن المجتمع العربي، ولكن البيئة المحفزة والموالية على كل المستويات، هي التي دعمته لإنتاج أفكاره الابتكارية وتحويلها لمنتجات تلبي احتياجات الاقتصاد والمجتمع. وأشار إلى أن الاقتصاد يجب أن يكون محور البحث العلمي والابتكار التكنولوجي، وأن تطوير البحث العلمي يتطلب تطوير التعليم وأعمال الجودة، مؤكدا أن هجرة العقول العربية للخارج كبدت الاقتصاد العربي أكثر من 200 مليار دولار.

كان من بين المشاركين بالمؤتمر الدكتور محمود صقر رئيس صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية المصري، والدكتور هلال الأشول أستاذ مساعد العلوم بالمعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا، والدكتور أيمن الهواري أستاذ الطاقة النووية بجامعة «نورث كارولينا» الأميركية، والدكتور خالد الكركي أستاذ الهندسة الكهربائية بجامعة «تكساس» A&M القطرية، والدكتور شاكر موسى أستاذ علم الأدوية بكلية Albany للصيدلة والعلوم الصحية، والدكتور موفق الجاسم الباحث الرئيسي بمجموعة البحث بالمختبر الوطني للطاقة في جولدن بولاية كلورادو الأميركية.