تونس: «يستمر العرس».. مهرجان دولي يبرز قصص الصحراء وعبقها

تأسس منذ 100 عام والدورة 45 انطلقت مساء السبت وتتواصل حتى غد

«ويستمر العرس»
TT

في ساحة «حنيش» الممتدة على مساحة 15 هكتارا وسط مدينة دوز (600 كيلومتر جنوب العاصمة التونسية) يحيي المهرجان الدولي للصحراء بدوز روح التقاليد الصحراوية الأصيلة التي تحفظ لوحات من الحياة اليومية للبدو الرحل، وذلك تحت شعار «ويستمر العرس».

لوحات العرس التقليدي بجحفة العروس وبنادق الفرسان والقافلة و «المرحول» والصيد بـ«السلوقي» وعراك فحول الإبل و«ماراتون» المهاري، كلها ستعيش على وقعها المنطقة الصحراوية التي تحتضن أقدم مهرجان في تونس؛ إذ يعود تاريخ أول دورة إلى سنة 1910، وكان يحمل اسم «عيد الجمل»، وكان يعنى أساسا بسباق أجمل المهاري وأسرعها.

مساء السبت الماضي انطلقت الدورة 45 للمهرجان الدولي للصحراء بدوز، وأعطى الإشارة الأولى للمهرجان الرئيس التونسي المنصف المرزوقي الذي قال إن المنطقة تزخر بالثروات الطبيعية والبشرية، وإن آفاق التنمية واسعة وهي في انتظار من يحملون أفكارا مجددة. وتضمن حفل الافتتاح لوحات استعراضية فلكلورية قدمتها فرق من تونس ومصر والجزائر وليبيا.

حول هذه الدورة الجديدة صرح الصادق بالطيب مدير المهرجان لـ«الشرق الأوسط» بأن الدورة بدأت يوم 22 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، وتتواصل إلى غاية يوم 25 من الشهر نفسه، وهي تتضمن إلى جانب الفقرات المميزة لحياة الصحراء التونسية، سهرات فنية تجمع بين المسرح والموسيقى، من بينها عرض مسرحية «ترياق» لفرقة بلدية دوز، وعرض الفنان البدوي التونسي رضا عبد اللطيف، وسهرة للشعر العربي بالتعاون مع جمعية «مربد» دوز وصباحات شعرية بمشاركة خمسين شاعرا من جميع جهات تونس، محورها «الشعر ورفقته».

وأضاف الطيب أن المهرجان سينظم ندوة إعلامية حول «الواحات الصحراوية وآفاق استثمارها السياحي والبيئي والفلاحي»، كما يقدم لزواره معرضا للفنان الفوتوغرافي عبد اللطيف العكرمي بعنوان «دوز.. المهرجان» يؤرخ لدورات سابقة، بالإضافة إلى معرض «الأعشاب الطبية الصحراوية» لمحمد بن عون. ولم ينس المهرجان، كما جاء على لسان مدير الدورة، أن يعرض على آلاف الزائرين الصناعات التقليدية المميزة لحياة الصحراء، ومعرضا لأجود التمور المعروفة باسم «دقلة النور».

ومن الأنشطة الجديدة للمهرجان، قال الصادق بالطيب إن الجمعية التونسية للإنترنت ستنصب خيمة كبيرة في قلب الصحراء ضمن مظاهرة ـتحمل عنوان «صحراء نت» سيبحر من خلالها الزائرون إلى الإنترنت، في إشارة إلى أن الصحراء ليست مغلقة عن التواصل مع بقية قارات العالم.

ويعتبر المهرجان الدولي للصحراء واجهة حقيقية للسياحة الصحراوية بعروضه التي تجمع تراث الصحراء، وهو مفتوح على كل الثقافات من خلال مئات الآلاف من الزائرين الذين يقبلون على المنطقة الدافئة خلال الأشهر الشتوية هربا من برد القارة الأوروبية.

وتفتح الدورة الجديدة أبوابها أمام مئات الآلاف من الضيوف القادمين من عدة بلدان، من بينها إيطاليا وفرنسا والمغرب ومالي وليبيا والجزائر واليابان، الذين أغواهم سحر الصحراء وهدوؤها الأبدي.

كما يتوافد ممثلو أكثر من 100 وسيلة إعلام عالمية على تغطية هذا الحدث الثقافي والسياحي. والترويج للسياحة الصحراوية بآلاف الصور التي تبقى راسخة في الذاكرة.