السياح في جزر توجيان الإندونيسية يشاهدون السلطعون لص جوز الهند والشعاب المرجانية

خلال رحلة تستمر 40 دقيقة بالزورق في مياه صافية وطبيعة خلابة

أشجار جوز الهند تنمو على حافة البحر الصخرية
TT

يوجد حول جزر توجيان الواقعة قبالة جزيرة سولاويزي بشمال إندونيسيا بعض من أفضل مناطق الغوص في العالم. ومن الممكن أن يكون الوصول إلى تلك المنطقة المجهولة نسبيا والخفيفة السكان والواقعة في خليج توميني مغامرة في حد ذاتها، ولكن الزوار يحصلون بعدها على مكافأة تتمثل بمياه صافية وطبيعة خلابة.

ويأتي الكثير من السياح من جاكرتا أو سورابايا بجزيرة جاوا إلى أحد أصغر مطار في لووك أو بالو. ومن هنا، يكون للمرء أن يختار استكمال الرحلة بالحافلة أو باستئجار سيارة بسائقها.

وتستغرق الرحلة من لووك إلى إمبانا ست ساعات بينما يحتاج المسافرون من بالو إلى 11 ساعة على الطريق. وتتواصل الرحلة بعد قضاء الليل في إمبانا، بجولة بالعبارة أو بسفينة خاصة مستأجرة إلى الجزر القريبة من خط الاستواء.

وكانت الجزر التي تشكلت نتيجة الثورانات البركانية كثيرة الأشجار يوما ما ولكن أشجار جوز الهند تنمو الآن على الكثير من الأراضي المتوفرة. وحيثما وجدت الغابات وجدت هذه الأشجار منتشرة باتجاه حافة البحر الصخرية، وهو ما يحد من عدد الشواطئ والفنادق المرتبطة بها.

ويضمن زوار جزر توجيان رؤية سلطعون (سرطان) جوز الهند - المعروف أيضا بالسرطان اللص أو لص جوز الهند - والحيود المرجانية الموجودة في مياه شديدة النقاء.

والسرطان اللص هو أكبر سرطان بري. وشأنها شأن سرطانات الناسك، تستخدم سرطانات جوز الهند الصغيرة الصدفات الفارغة من أجل الحماية ولكن البالغة تطور هيكلا خارجيا قويا على بطونها وتتوقف عن حمل الصدف.

السرطان الناضج قد يصل وزنه إلى 5 كيلوغرامات وتمكنه أرجله القوية من تسلق أشجار جوز الهند بسرعة.

ويشير المرشد السياحي جونتو إلى الجحور في الأرض حيث يعيش هذا الحيوان، محذرا السياح من وضع أيديهم بالقرب من المدخل حيث يظل سرطان جوز الهند بشكل عام تحت الأرض خلال النهار ليقلل من فقد المياه جراء الحرارة.

يشار إلى أن سرطان جوز الهند نوع محمي نظرا لانخفاض عدده في الكثير من المناطق أو قد أصبح منقرضا محليا نتيجة لفقده موطنه والإقبال على صيده بسبب لحمه الشهي.

وتصدر الشرطة تحذيرات عندما تجد الأفراد يبيعون الحيوان ولكن جونتو يكشف أن قوات القانون والنظام نادرا ما تظهر على جزر توجيان.

ويرجع السبب الرئيسي الآخر للقيام بزيارة إلى الجزر هي الغوص بين شعابها المرجانية. ويقدر خبير الغوص ايلسو مارتينز أن هناك ما يقرب من 120 كيلومترا من الحيود المرجانية هنا. لقد عاش هذا الإسباني في إندونيسيا لعامين وخلال تلك الفترة قضى ما يربو على 6 آلاف ساعة في الغوص.

ويمكن خلال رحلة تستمر 40 دقيقة بالزورق من بومبا المرور بنحو 25 حيدا بحريا داخل المنطقة. وترتفع بعض الشعاب حتى تقترب من سطح المياه في حالة الجزر مما يجعل من السهل استكشافها غوصا باستخدام جهاز الشنركل. ومن الصعب جدا حصر التنوع الهائل للأسماك الملونة والحياة المرجانية الموجودة هناك.

ولا يمثل الغواصون تهديدا للأسماك حيث إنه بالكاد تتم ملاحظتها. غير أن الأسماك الحجرية السامة توجد على رؤوس الشعاب فيتم تنبيه الغواصين إلى عدم لمس أي شيء على الشعاب.

ويمكن رؤية آثار الصيد بالتفجير بوضوح في بعض أجزاء الشعاب المرجانية حيث جرى إرباك مجموعات كبيرة من السمك فاختفت. ومن الممكن أن يستغرق الأمر عقودا حتى يتم علاج الضرر تماما وتعود الحياة إلى الشعاب. ويقول مارتينز إن تلك الممارسة لم تعد متفشية كما كانت ولكن مرد هذا أنه لم يعد هناك ما يكفي من الأسماك لاستخدام الديناميت وتحقيق العائد المناسب.

ويضيف: «لسوء الحظ، فإن الرأي الذي لا يزال سائدا بين الكثير من الأفراد هنا أن الإفراط في الصيد في منطقة الشعاب المرجانية يحقق عائدا ماديا أكبر من حمايتها».