الأمطار تتجاوز معدلاتها الموسمية في السعودية

اختلفت حدتها من منطقة إلى أخرى

احد شوارع المنطقة الشرقية وقد غمرته مياه الأمطار.. وفي محافظة الغاط .. وفي مكة المكرمة
TT

اغتسلت المدن السعودية طيلة الأيام القليلة الماضية بزخات الأمطار، التي صدقت في موعدها هذا العام الميلادي، والتي يصفها خبراء الأرصاد الجوية بأنها الفترة المطيرة على شبه الجزيرة العربية، والممتدة من بداية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) وحتى أواخر شهر مارس (آذار) من كل عام.

وكانت مناطق مكة المكرمة والشرقية وأجزاء متفرقة من شمال البلاد بالإضافة للعاصمة الرياض ومنطقة القصيم في مقدمة مناطق المملكة التي شهدت كميات من الأمطار فوق المعدل السنوي، حيث تجاوزت 11 مليمترا.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» شاهر الحازمي، مدير إدارة التوقعات بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة السعودية أن موسم الأمطار بالسعودية يتزامن مع فترة تعد - بحساب خبراء المناخ - ضمن موسم الشتاء، حيث تتأثر خلاله مناطق المملكة بمنخفضات جوية قادمة من البحر المتوسط تتسبب في هطول الأمطار، والتي تبدأ بمدن الشمال لتتجه للغرب ومنها للوسط لتصل لشرق البلاد في مسيرتها الماطرة.

وأضاف الحازمي: «هذا الموسم تعرضت المملكة لعدد من الحالات الجوية وتسببت في سقوط أمطار مختلفة، اختلفت حدتها من منطقة إلى أخرى لكنها في الغالب كانت متوسطة إلى خفيفة في وتيرتها وتصحبها في بعض المناطق موجة من البرد القارس»، مشيرا إلى أنه ومن المتوقع أن يكون شهر يناير (كانون الثاني) هذا العام من أكثر شهور السنة برودة، وقد تنخفض فيه درجة الحرارة إلى مادون الصفر في بعض المناطق.

وللمطر في السعودية استقبال خاص يختلف عن استقباله في بقية مناطق العالم فمع أي توقعات بهطوله تبدأ المدن السعودية حالة من الاستنفار من قبل كثير من الجهات الحكومية، تحسبا لمخاطر متوقعة على خلفية الأمطار التي ربما تعيد للأذهان ما تعرضت له مدينة جدة (غرب السعودية) قبل نحو عامين، من سيول عارمة جراء أمطار لم تشهدها المدينة منذ ما يزيد على 30 عاما، ونتج عنها مقتل 132 شخصا وخسائر تقدر بالمليارات.

من جانب آخر رصدت دراسة صادرة عن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة تناولت مناخية فصل الشتاء على أجواء المملكة، حيث بينت أن نهاية شهر ديسمبر (كانون الأول) ومطلع شهر يناير، وحتى النصف الأول من شهر فبراير (شباط) سيكون من أبرد شهور فصل الشتاء هذا العام، وذلك على معظم مناطق المملكة خاصة الشمالية منها، حيث تستمر الشمس في حركتها الظاهرية لتأخذ مسارها السنوي نحو مدار الجدي (23 درجة جنوب خط الاستواء) حيث تكون عمودية عليه يوم 23 ديسمبر إيذانا ببدء فصل الشتاء.

ويعتبر هذا اليوم أقصر يوم في نصف الكرة الشمالي ونتيجة لذلك تتدنى درجات الحرارة إلى أقل قيم لها، ومع تدفق الرياح القطبية شديدة البرودة تسجل مناطق المملكة أدنى درجات حرارة، ومن خلال السجلات المناخية لدى الرئاسة يتبين أن أقل درجة حرارة صغرى سجلت تحت الصفر المئوي في حائل وبلغت عشر درجات مئوية تحت الصفر وتسعة تحت الصفر في القريات، وسبعة تحت الصفر في كل من القصيم وطريف جميعها في يناير 2008. في حين أن المدينة المنورة سجلت عام 1973، أقل درجات الحرارة انخفاضا بتسجيلها درجة مئوية واحدة، وفي أبها ونجران صفر مئوي، قد سجلت محافظة جدة أقل درجة حرارة في تاريخها 10 درجات مئوية، وذلك في 7 مارس عام 1991 علما أن معدل الصغرى لها في هذا الشهر 20 درجة مئوية.

يذكر أن ظاهرة تساقط الثلوج، التي تحصل بين فترة وأخرى خاصة خلال شهر يناير وبداية شهر فبراير وذلك على مناطق شمال المملكة خاصة الأطراف منها مثل مرتفعات تبوك (جبل اللوز) وطريف ما يقارب ارتفاعها 2800 قدم عن سطح البحر وذلك مع تدفق الكتلة القطبية وينخفض ارتفاع خط التجمد إلى أقل من 3000 قدم، وبالتالي تنخفض درجات الحرارة إلى أقل من (- 3 درجات).

وقد تساقطت الثلوج في أواخر شهر يناير 2008 على كل من تبوك، وطريف والقريات، وعرعر، وشمل هذا التساقط القيصومة، وهي حالة غير مسبوقة.