امتلأت ساحة «سول» وسط العاصمة الإسبانية مدريد، والشوارع المؤدية إليها، ليلة الأحد/ الاثنين، للاحتفال بأعياد رأس السنة قبل موعدها بيوم، وهو ما يطلقون عليه «تناول حبات العنب قبل الموعد». وكانت حشود كبيرة من الناس ينتظرون دقات ساعة الساحة التي يطلق عليها اسم «ساعة سول» التي تعود إلى القرن التاسع عشر، كي تبدأ عملها التجريبي، ليلة الأحد، قبل دقاتها المنتظرة، يوم الاثنين، لتعلن الساعة الثانية عشرة ليلا، وعندها تناولوا اثنتي عشرة حبة عنب، حبة واحدة مع كل دقة من دقات الساعة، ضمن جو غنائي وموسيقي، وقد ارتدى بعضهم ملابس تنكرية أو ملابس «بابا نويل». وفي اليوم التالي، الاثنين، وهو اليوم الرسمي للاحتفالات، يعودون مرة أخرى إلى ساحة «سول» كي يشهدوا دقات ساعة سول مرة أخرى عند الساعة الثانية عشرة ليلا، ليعاودوا الاحتفال مرة أخرى بالطريقة نفسها، وتقوم عادة قنوات التلفزيون والإذاعات بالنقل الحي لدقات ساعة سول، كي يتناول الجميع حبات العنب التي أعدوها مع كل دقة.
وقد استعدت بلدية المدينة لهذا الحدث حيث قطعت الطرق المؤدية إلى الساحة، باستثناء الحالات الخاصة، ويمنع الباعة الجائلون من الوجود بهذه الساحة يومي 30 و31 ديسمبر (كانون الأول)، ويراقب الحفل العشرات من رجال الشرطة كما يحضر عادة فريق خاص للإسعاف الطبي. وأعدت البلدية نحو أكثر من مائة حاوية للنفايات، ومائة شخص لتنظيف الساحة بعد انتهاء الحفل، و34 ماكينة تنظيف، كما توزع نحو 30 ألف كأس من البلاستيك على المتجمهرين كي تمنعهم من استخدام كؤوس زجاجية.
من جهة أخرى يشارك، في اليوم الأخير من العام، نحو 40 ألف عداء، في سباق ركض الهواة الذي يطلق عليه «سباق سان سيلبيستري»، للمسافات الطويلة، الساعة الخامسة عصرا، ويليه في الساعة الثامنة مساء سباق المحترفين.