«مدائن صالح» تشرع أبوابها للسياح الأجانب

أول موقع تاريخي في السعودية يتم تصنيفه رسميا من «اليونيسكو»

مدينة صالح بعد عمليات الترميم وإعادة التأهيل لبعض أجزائها («الشرق الأوسط»)
TT

«مدينة الحجر» أو «مدائن صالح»، موقع أثري في الشمال الغربي من السعودية، وتتبع محافظة العلا بمنطقة المدينة المنورة، وتحتل موقعا استراتيجيا على الطريق الذي يربط جنوب الجزيرة العربية ببلاد الرافدين وبلاد الشام ومصر. الموقع التاريخي ظل مغلقا طوال العقود الماضية أمام الزوار بناء على فتوى دينية تحرم شد الرحال إلى مدائن صالح.

ومن المنتظر أن تعقد منظمة «اليونيسكو» خلال الفترة المقبلة مؤتمرا صحافيا في المدينة المنورة، لتدشين عدة مواقع أثرية ومنها متاحف «مدائن صالح»، الأمر الذي سبقه مؤخرا إعلان الهيئة العامة للسياحة والآثار في السعودية عن افتتاح أبواب «مدائن صالح» لاستقبال السياح الأجانب والمواطنين الراغبين في زيارة المدينة التاريخية، التي يعتقد أنها منزل قوم النبي صالح عليه السلام.

وقامت هيئة السياحة والآثار بمشروع ضخم لتأهيل الموقع حيث تمت تهيئته وفق اشتراطات ومعايير منظمة اليونيسكو التي ضمته إلى قائمة التراث العالمي.

وضمن عمليات تأهيل الموقع عملت هيئة السياحة في السعودية خلال الفترة السابقة على الترميم الشامل للقلعة الإسلامية في الموقع، وإبراز جماليات البناء ودقة التصميم، إضافة إلى الانتهاء من ترميم مباني محطة سكة حديد الحجاز في المدائن وتأهيلها وتوظيفها ثقافيا، مثل إقامة مركز الزوار، ومتحف سكة الحديد، ومتحف طريق الحج الشامي بالقلعة الإسلامية، ومكتب الآثار، ومركز الأبحاث. وتؤكد الهيئة العامة للسياحة والآثار على أن تسجيل الموقع ضمن التراث العالمي يعكس مدى أهميته التاريخية، حيث تم تسجيل مدائن صالح في قائمة التراث العالمي اعترافا بقيمتها الثقافية والتاريخية والحضارية، في الوقت الذي تبعها تسجيل الدرعية التاريخية في القائمة، في حين يجري الإعداد حاليا لتسجيل «جدة التاريخية» ضمن القائمة. ويقال إن الحجر كانت تعرف بمدائن صالح أو قرى صالح الواقعة على بعد 22 كيلومترا شمال شرقي محافظة العلا، والتي تقع على طريق التجارة القديم الذي يربط جنوب شبه الجزيرة العربية والشام، حيث سكنها قوم ثمود الذين جاء القرآن بذكرهم بأنهم لبوا دعوة نبي الله صالح، ثم ارتدوا عن دينهم، وعقروا الناقة التي أرسلها الله لهم آية.