بوتين يمنح الجنسية الروسية لديبارديو في تحد لحكومة باريس

وبريجيت باردو تهدد بالهجرة إلى موسكو لإنقاذ فيلين من الموت

جيرار ديبارديو (رويترز)
TT

السبب المعلن هو تقدير موسكو لإبداع الممثل الفرنسي جيرار ديبارديو في أداء دور الراهب الروسي راسبوتين في فيلم تلفزيوني، أما توقيت منح الجنسية الروسية له فيشير إلى نوايا أخرى لا علاقة للفن بها، بل لأسرار العلاقات بين الدول، وقد يكون مفتاحها «فتش عن سوريا».

وفي حين وجه ديبارديو رسالة حب طويلة إلى بلد بوشكين، فقد اختلفت ردود الفعل في باريس على هذا الخبر الذي بدأ تمردا فرديا على قانون اشتراكي جديد للضرائب على الدخول العالية في فرنسا، وانتهى قضية دبلوماسية شائكة و«فضيحة» إعلامية يدلي بدلوه فيها من يشاء. وسخر لوران جوفران، مدير تحرير مجلة «النوفيل أوبزرفاتور»، من وصف الممثل الفرنسي لروسيا، في رسالته، بأنها ديمقراطية كبيرة، فقد اعتبرت صحيفة «لوفيغارو» أنه «صفعة صغيرة» من موسكو لباريس، ومضى معلق الصحيفة فابريس نوديه لانغلوا أبعد من ذلك حين وصف منح الجنسية الروسية لديبارديو بأنه «رفسة قدم وجهها الرئيس بوتين لأنف الرئيس هولاند». أما الأوساط الحاكمة في باريس فقد أبدت تحفظا في التعليق على قرار بوتين، ويبدو أنها اختارت التهدئة بدل المزايدة السياسية.

وجاء في رسالة الفنان التي بعث بها إلى وسائل الإعلام في موسكو «أنا أعشق بلدكم روسيا، برجاله وتاريخه وكتابه، وأحب أن أصور فيها أفلاما مع ممثلين من أمثال فلاديمير ماشلوف. أنا أحب ثقافتكم وذكاءكم». ومضى الممثل الفرنسي الشعبي الذي تجاوزت ثروته المائة مليون يورو قائلا في رسالته إن والده كان شيوعيا في زمانه ويستمع إلى راديو موسكو، وهو شخصيا يعرف أماكن ساحرة في الريف الروسي ويتمنى أن يقيم هناك، كاشفا أنه تحدث إلى الرئيس الفرنسي هولاند عن هذا الأمر، وقال له إن روسيا ديمقراطية كبيرة وليست بلدا ينعت فيه رئيس الوزراء مواطنا بأنه رث. وختم الممثل رسالته بكلمة الشكر باللغة الروسية «سباسيبو».

ديبارديو، أسوة بعشرات الأثرياء الفرنسيين وذوي الدخول العالية، أراد أن ينتقل للعيش في بلجيكا القريبة، للاستفادة من تسامحها الضريبي النسبي. لكن سؤالا وجهه صحافي صغير لرئيس الوزراء الفرنسي جان مارك أيرولت أشعل غضب الممثل ذي الشعبية الواسعة وزاد من رغبته في ترك فرنسا، موطنه الأم الذي يزعم أنه تعرض فيه للشتيمة عندما رد رئيس الوزراء على سؤال الصحافي، في مقابلة تلفزيونية، واصفا هجرة ديبارديو بأنها «يرثى لها».

ورغم تشدد قانون الهجرة في روسيا التي يفترض في من يطلب جنسيتها أن يكون مقيما فيها ويعرف لغتها، فقد نشر الموقع الرسمي للكريملين، أول من أمس، مرسوما جمهوريا بالرد إيجابيا على «طلب التجنيس الذي تقدم به جيرار إكزافييه ديبارديو المولود في فرنسا عام 1948». وجاء المرسوم مستندا إلى نص قانوني يجيز منح الجنسية، بشكل استثنائي، للأشخاص «المستحقين بشكل خاص». وأوضح ديمتري بسكوف، المتحدث باسم بوتين، أن الجنسية منحت للممثل الفرنسي لمساهمته في الثقافة والسينما في روسيا، وذلك بعد طلب تقدم به للسفارة الروسية في باريس، مؤخرا.

وفي ما يخص الضرائب، فقد أصبح في مقدور المواطن الروسي جيرار ديبارديو الاستفادة من القانون الساري هناك على الجميع والقاضي بنسبة موحدة للضريبة على الدخل تبلغ 13 في المائة، بخلاف النسبة المقررة على الدخول العالية في فرنسا والتي تبلغ 75 في المائة.

ولم تكد قضية ديبارديو تشبع جدلا حتى أشعلتها، من جديد، الممثلة المعتزلة بريجيت باردو، التي هددت، أمس، بأن تحذو حذو زميلها وتهجر فرنسا إلى روسيا ما دام المسؤولون في باريس من «التخاذل بحيث يقدمون على إعدام أنثتي فيل».

وكانت المؤسسة التي تشرف عليها باردو للعناية بالحيوانات قد تقدمت، قبل أسبوعين، بطلب إلى محافظ منطقة الرون، إلى الوسط الشرقي من فرنسا، لتبني أنثتي فيل تقرر إعدامهما بسبب إصابتهما المحتملة بالسل. وجاء الطلب على شكل رسالة مفتوحة تسلمها المحافظ عشية عيد الميلاد، لإنقاذ الحيوانين من المصير الذي ينتظرهما وتسليمهما إلى مؤسستها. ولا تنوي باردو، حسبما جاء في الطلب، التخفيف عن الفيلتين «بيبي» و«نيبال» من خلال ما يسمى بـ «الموت الرحيم»، بل العناية بهما في أجواء مناسبة، داخل حديقة معزولة، حيث يمكن تقديم العلاج لهما من دون الخشية من انتقال عدوى المرض إلى حيوانات أخرى.

الممثلة التي كرست شهرتها وأموالها للدفاع عن الحيوانات ضد المذابح وسوء المعاملة التي تتعرض لها في مناطق عديدة من العالم، كانت قد ناشدت الرئيس التشادي إدريس ديبي التدخل لحماية الفيلة بعد أن كشفت منظمة إنسانية عن مقتل 40 فيلا في تشاد للحصول على العاج، خلال الصيف الماضي. ثم عادت باردو وشكرت الرئيس التشادي لأنه أمر بتدخل القوات المسلحة لمواجهة الصيادين غير الشرعيين.