دبي تشهد واحدا من أنجح مهرجانات التسوق في تاريخها

آلاف الزوار وأكثر من 150 فعالية وتخفيضات تصل إلى 75%

TT

لم تكد دبي تسدل الستار على بهجة الاحتفال الكبير بليلة رأس السنة وأضواء الألعاب النارية التي ملأت سماءها ألوانا حتى عاد الاحتفال من جديد بانطلاق مهرجان دبي للتسوق أضخم مهرجان من نوعه في المنطقة وأضاءت الألعاب النارية مياه خور دبي بتشكيلات فنية ملأت المكان فرحا وسط حضور لافت من السياح الخليجيين والعرب وحجوزات فندقية رفعت نسبة الإشغال إلى 10 في المائة، هي مثابرة تثير الإعجاب تلك التي تعيشها دبي على الرغم من رياح الأزمات التي عصفت بها فهي تصر على ألا تطفئ نار الاحتفالات على مدار العام.

الانطلاقة كانت من حيث كانت بداية إمارة دبي كإمارة متفردة في محيطها، من شريان دبي النابض خور دبي الذي يجسد التاريخ العريق لهذه الإمارة الفتية، بدءا من منطقة الشندغة التاريخية ومرورا بشارع السيف وحديقة الخور وانتهاء بفستيفال بروميناد ضمن مزيج احتفالي بين الماضي والحاضر والمستقبل، من خلال فعاليات متنوعة على جنبات الخور، تلألأت خلالها سماء دبي بالألعاب النارية والليزر، حيث شهدت حديقة الخور الحفل الرسمي الخاص بافتتاح الدورة الثامنة عشرة لمهرجان دبي للتسوق الذي يعتبر الجاذب الرئيسي لزوار الإمارة بدءا من عشرات الفعاليات الترفيهية والعروض الترويجية التي تملأ مراكز التسوق والوجهات الرئيسية في الإمارة وليس انتهاء بسحوبات المهرجان الكبرى، وعلى مدى 32 يوما ولغاية 3 فبراير (شباط) 2013 ستكون دبي جنة حقيقية لعشاق التسوق في أوقات التخفيضات، فالعروض الترويجية ستكون متاحة في 70 مركز تسوق وأكثر من 6000 محل تجاري مشارك تصل في أحيان كثيرة إلى 75 في المائة، وهي فرصة ينتظرها أصحاب المحال التجارية بالدرجة نفسها التي ينتظرها المتسوقون، كل ذلك في أجواء مناخية رائعة تشهدها دبي تجعل التنقل سيرا على الأقدام بين المرافق السياحية متعة حقيقية.

وتؤكد ليلى محمد سهيل، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري: «الدورة الثامنة للمهرجان تحمل في جعبتها الكثير من الفعاليات التي ستحول دبي على مدار 32 يوما إلى إمارة مفعمة بالحيوية وتشيع أجواء الفرح في كل شارع فيها، مع ما تتضمنه من فعاليات ترفيهية وثقافية ورياضية وغيرها من عروض ترويجية وجوائز يومية، والكثير من الخيارات الأخرى التي تجعل من زيارة دبي ذكرى لا تنسى وتجسد بحق شعار الحملة التسويقية لهذه الدورة (دبي أروع في مهرجانها)»، مضيفة: «زيارة دبي خلال فترة المهرجان تعتبر بحد ذاتها مكسبا لأن دبي ستكون أروع في مهرجانها».

ويشرح إبراهيم صالح، المنسق العام للمهرجانات في مؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري أبرز فعاليات مهرجان دبي للتسوق «قمنا خلال الدورة الثامنة عشرة للمهرجان باستقطاب فعاليات كبيرة ترقى لتطلعات زوارنا، حيث سنقدم للجمهور فعاليات جديدة مثل: مسرحية (عارض الغجر)، وكرنفال دبي الدولي للكوميديا، والحفل الموسيقى لعمر خيرت، وسيرك أورفي، وعالم التذكارات، وواحة الشاي، ومسرحية ريتشارد الثاني، والحفل الغنائي لفرقة سلاش، ومسرحية رسائل حب، وأيضا عروض الأزياء. إلى جانب الفعاليات الرئيسية الأخرى مثل: الألعاب النارية، وواحة السجاد والفنون، ومخيم حياة البادية، ومعرض بيغ بويز تويز، وفطور المهرجان الصحي، وغيرها من الفعاليات الأخرى».

وفي سبيل إنجاح المهرجان أطلقت دبي حملة ترويجية عالمية تحت عنوان «دبي أروع في مهرجانها» انتشرت في وسائل الإعلام المحلية والعالمية.

وكم هم محظوظون سكان دبي فلم يمضِ يومان فقط على إطلاق دبي لأعلى ألعاب نارية في العالم احتفالا بالعام الجديد حتى أضيئت سماء دبي أول من أمس في أول أيام مهرجان دبي للتسوق 2013 بألوان البهجة والمرح معلنة انطلاقة الدورة الثامنة عشرة لهذا المهرجان الأكبر والأهم على مستوى المنطقة والعالم على ضفاف الخور بدءا من منطقة الشندغة التاريخية «قرية التراث والغوص» مرورا بشارع السيف، ومن ثم حديقة الخور، وانتهاء بفستيفال بروميناد.

وبدأت الأمسية الاحتفالية من الساعة الرابعة عصرا بالكثير من العروض الترفيهية على امتداد الخور وحتى منتصف الليل، وتضمنت فعاليات الفرق الشعبية، وفعاليات حديقة الخور، وعروض المهرجين، وواحة الشاي، والكثير من الفعاليات التي تدخل البهجة إلى قلوب الحاضرين مع الأضواء التي تتلألأ على مياه الخور الذي تنتشر على أطرافه المقاهي والمطاعم مع حركة مئات العائلات من مختلف الجنسيات.

ومن على ضفاف الخور أيضا، وتحديدا من حديقة خور دبي، استمتع الجمهور بعرض فني عالمي يجسد الحداثة التي وصلت إليها دبي، تضمن العرض مجسمات ضخمة انسابت على مياه الخور الرائقة، رافقتها عروض حية استخدمت فيها التقنيات البصرية الحديثة وعروض أكروباتية رائعة قام بها لاعبو الأكروبات الاستعراضيون باستخدام بالونات ضخمة معلقة في الهواء أو على سطح الماء، أعقب ذلك انطلاق الألعاب النارية المبهرة لتضيء سماء الخور.

ويعتبر شارع الرقة في دبي من أقدم حواضر المدينة الحديثة دائما وأحد أهم الوجهات التي يرتادها ضيوف مهرجان دبي للتسوق حيث يعكس جميع أوجه الاحتفالات، ويتزين الشارع هذا العام بالأضواء وملامح الترفيه المختلفة وسوف يستضيف الشارع العروض المتجولة من جنسيات عدة.

ويستضيف شارع السيف فعالية «واحة الشاي» وتنقسم منطقة الشاي إلى 6 دول هي المغرب ومصر والمملكة المتحدة واليابان والهند وسريلانكا تضم كل دولة شخصا يقوم بتعليم الناس كيفية إعداد الشاي بطريقة بلاده، كما يعرض عليهم الطرق المحلية التقليدية المستخدمة في صناعة الشاي وأهم ملامح سوق تجارة الشاي هناك.

أما عالم التذكارات في شارع السيف فهو عبارة عن محلات للتذكارات تمثل 9 دول هي الولايات المتحدة الأميركية والإمارات والمملكة المتحدة والبرازيل وفرنسا والصين والهند وتركيا وأفريقيا بشكل عام، يمثل كل محل بديكوراته ومعروضاته من الهدايا بلدا محددا، مثلا محل الولايات المتحدة الأميركية يضم معروضات وديكورا يعبر عنها مثل تمثال الحرية باعتباره أبرز المعالم، ويمكن للجمهور التقاط صور تذكارية مع هذه الديكورات والمعالم.

العشرات من الفعاليات التي يصعب عدها ستحفل بها دبي هذه الأيام منها مسرحية «ع أرض الغجر» للرحابنة في برج بارك بالقرب من برج خليفة ومخيم حياة البادية في فيستيفال بروميناد وفطور دبي الكبير في حديقة الخور والذي يعتبر من أهم الفعاليات ضمن مهرجان دبي للتسوق حيث سيتم خلاله تقديم 5000 وجبة طعام للمشاركين في هذه الفعالية مصحوبة بالكثير من الخدمات التثقيفية والترفيهية والألعاب المرحة.

المهرجان فرصة لحضور مسرح الظلام على مسرح دبي الاجتماعي ومركز الفنون في مول الإمارات حيث يشعر المتابع لذلك العرض بالإثارة حيث ينقله العرض إلى عالم ساحر وعجيب، وغير واقعي حيث الحركة وتصاميم الرقص والضوء والموسيقى، أيضا هناك كرنفال دبي الدولي للكوميديا في دبي فيستيفال سيتي مول مقدمو هذه العروض من المنطقة ومن كل أنحاء العالم منهم ماز جبراني وبدر صالح ومايكل وينسلو الذي شارك في عرض مشهور بعنوان «بوليس أكاديمي» وعمرو قطامش من برنامج «آرابس غت تالت»، كما يشارك أيضا الفنان الكوميدي اللبناني عوميد جاليلي وآخرون.

إلى جانب كل ذلك يستضيف مهرجان دبي للتسوق هذا العام عازف الجيتار الأسطورة سلاش، والمطرب المعروف مايلز كيندي ويعتبر سلاش أحد أبطال موسيقى الروك المعروفين عالميا، وهو بريطاني يعيش في أميركا، حقق مبيعات تجاوزت مائة مليون نسخة مع فريق «جانز أند روزس»، وصنفته مجلة «التايم» الأميركية ضمن أفضل عشرة عازفين للجيتار الكهربائي في العالم.