بغداد تستقبل عام 2013 باستضافة أول معرض تشكيلي تركماني منذ سنوات

فنانون مشاركون لـ«الشرق الأوسط»: نعتز بأننا جزء من الخريطة الفنية العراقية

أول معرض تشكيلي تركماني في بغداد
TT

أول أيام سنة 2013 حمل معه افتتاح أول معرض فني واسع لفنانين تشكيليين من القومية التركمانية بعد قطيعة طويلة، نظمه نادي الإخاء التركماني ببغداد أمس، بالتعاون مع وزارة الثقافة العراقية، واحتوى على أكثر من 100 لوحة فنية لـ27 فنانا وفنانة، بعضهم لم يزر بغداد منذ أكثر من عشر سنوات.

المعرض حظي بمشاركة واسعة من قبل متذوقي الفن والمعنيين ووسائل الإعلام، وأعرب فيه فنانون تركمان عن فرحهم لزيارة بغداد من جديد، متحدين بذلك كل العقبات والتحديات التي تواجههم، كخطوة وصفوها بـ«المهمة» لمواصلة أواصر العلاقات المتينة التي تتوحد فيها الفنون والآداب في خريطة العراق الكبير.

الإعلامية نرمين المفتي، إحدى الحاضرات للمعرض قالت لـ«الشرق الأوسط»: «الفن التركماني له بصمة كبيرة وواضحة في الفن العراقي منذ بداية الخمسينات، فالراحل الكبير سنان سعيد - تركماني الأصل، وهو أحد الأربعة الذين شكلوا جماعة الفن الحديث في العراق، كذلك الفنان الكبير عطا صبري وجواد سليم الذي له جذور تركية، ونجم جيجان المقيم حاليا في أميركا، وهو أحد أهم النحاتين في العالم، وآخرون نعتز ونفخر بهم».

وأضافت: «ميزة الفن في العراق أنه لا يجير لصالح قومية أو طائفة ما، فجماله هو مزيج من خليط متعدد ونسيج متين لثقافات مهمة تعيش متجاورة ومختلطة منذ أقدم العصور».

وشكت المفتي من تغيب واضح لفنانين تركمان مهمين في العراق، في حين لهم حضورهم وأسماؤهم الكبيرة في الخارج، وعللت ذلك بوجود «تهميش مبرمج مورس ضد القومية التركمانية منذ أكثر من ثمانين عاما نتيجة الأطماع التي تعرضوا لها عبر تلك السنين»، كذلك أشارت إلى الغبن الكبير الذي لحق بالتركمان بعد إلغاء مديرية الفن التركماني في بغداد التابعة للحكومة، وإلغاء الجريدة الصادرة باسمها بعد أحداث عام 2003.

في حين طالبت الفنانة فاطمة البيرقدار إحدى المشاركات في المعرض، بضرورة وجود دعم ورعاية أكبر من لدن الجهات الرسمية الداعمة للثقافة والأدب في العاصمة العراقية بغداد، لما له من تأثير كبير على دعم وحضور الفن التركماني وإشاعته بين الأجيال الجديدة.

وقالت وهي تقف قرب لوحاتها الثلاث المعلقة على الجدار: «تحملت مصاعب الطريق كي أنضم لزملائي الذين طال غيابهم عن بغداد للاستمتاع بهذا العرس الكبير، الذي شارك به أهم الفنانين التركمان، بينهم أحمد هاني الصفار، وعماد جوبان، وشاهين أحمد، وسعاد عزت أرسلان، وآخرون».

وطالبت بإقامة تمثال لأحد رموز الفن التشكيلي التركماني في بغداد كجزء من تقديم الدعم والإسناد الحقيقي للطائفة، كونها جزءا مهما من الخارطة الفنية العراقية.

ومن جهته، عبر الدكتور جمال العتابي مدير عام دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة العراقية، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، عن فرحته بإقامة المعرض بعد غياب طويل، وأكد أنه سيكون فاتحة خير في الأيام المقبلة، عبر إسهام أكبر للفن التركماني بكل أشكاله وألوانه في العام الجديد 2013، وعبر افتتاح مشروع «بغداد عاصمة الثقافة العربية».

وأكد العتابي «أن المعرض ضم أعمالا جديدة ومتميزة، وتحمل أفكارا جريئة وناضجة، باستخدام الألوان بشكل جيد ومقتدر، وتناول موضوعات إنسانية جسدت واقع وأصالة الفن التشكيلي ونمط الحياة في كركوك بشكل واضح، وكذلك العلاقات العربية - التركمانية وما واجهها من ضغوط وتحديات».