اتهامات ضد فرقة فيينا للموسيقى الكلاسيكية بالعنصرية

الحكومة النمساوية تحركت بعد ضغط برلماني لوقف حدة التمييز ضد النساء في الفرقة

فرقة فيينا فيلهارمونيكا تواجه اتهامات بالتمييز ضد النساء والملونين (أ.ف.ب)
TT

في الأنشطة الفنية ليس هناك مجال لحصص! هكذا قال البروفيسور كليمنز هيسبيرقر مدير فرقة فيينا فيلهارمونيكا للموسيقى الكلاسيكية في معرض ردوده على انتقادات الصحافيين الحادة والمتزايدة التي تتهم الفرقة الأولى عالميا بالعنصرية ضد النساء على وجه الخصوص وغير البيض بوجه عام.

دون شك، تعتبر فيينا فيلهارمونيكا أضخم فرق الموسيقى الكلاسيكية وأكثرها ثراء كما يعتبر حفلها السنوي الذي ظلت تقيمه منذ عام 1939 لاستقبال مطلع العام الجديد الأشهر عالميا، وقد شاهده عبر الأثير يوم الثلاثاء الماضي الأول من يناير (كانون الثاني) 2013 أكثر من 60 مليون مشاهد في 81 دولة.

كالعادة وكما هو الحال منذ سنوات وما إن ينتهي حفل من حفلات الفرقة الضخمة، وكما تعلو ملاحظات الإعجاب بأداء الفرقة تعلو كذلك أصوات الاحتجاجات ضد عنصرية فيينا فيلهارمونيكا ومما يدعم تلك الاتهامات أن الأوركسترا التي لعبت حفل هذا العام تكونت من 126 عازفا من بينهم 6 عازفات فقط وإن كان العدد أفضل من العام الماضي حيث لم تضم الأوركسترا غير عازفتين فقط.

إضافة إلى ذلك خلت الأوركسترا تماما من أي عازف آسيوي على الرغم من أن ثلث طلاب جامعة الموسيقى بفيينا يأتون من شرق آسيا خاصة من اليابان مما يؤهلهم لعضوية الفرقة إذ تتمسك الفرقة بضرورة أن يكون جميع العازفين ممن درسوا أو نالوا تدريبات نمساوية لمزيد من التجانس.

وتأسست فيينا فيلهارمونيكا في عام 1842 وطيلة تاريخها ظلت رجالية بحتة. وعلى الرغم من التغييرات واندياح أنشطة الجندرة التي اعترت مختلف المجالات لم تضم الفرقة عازفة أنثى إلا في عام 1997 وكان ذلك حدثا كسر ذكوريتها وحظى حينها بصدى عالمي قوي إلا أنه وفيما يبدو ظل مجرد حركة رمزية لإسكات أصوات المنتقدين إذ لم تزد نسبة المساواة بصورة تجعل وجود عازفات أمرا ملحوظا.

من جانبها تحركت الحكومة النمساوية أخيرا بعد ضغط برلماني لوقف حدة تلك السياسية التي تتبعها الفرقة التي تعتبر هيئة مستقلة يتم اختيار معظم عازفيها من أمهر عازفي فرقة دار الأوبرا النمساوية. وفي محاولة لاستنكار تلك التفرقة بسبب النوع والجنس مما يمثل خرقا واضحا وصريحا للقانون النمساوي الذي يؤكد على ضرورة المساواة بين الجنسين والعمل على توزيع عادل للفرص وخلق توازن بين الرجال والنساء عمدت الحكومة العام قبل الماضي 2011 على اقتطاع مبلغ 2,29 مليون يورو من تمويل الفرقة إلا أن ذلك لم يجد شيئا إذ ما يزال المسؤولون عن الفرقة يؤمنون إيمانا قاطعا أن التوسع في ضم عازفات سوف يؤثر سلبا على مستوى الفرقة المتجولة دائما بدعوى ارتباط المرأة العازفة بأسرتها ناهيك عن ظروف ومتطلبات الحمل والولادة