تقرير: 2012 أكثر الأعوام أمانا للسفر الجوي منذ 1945

تم تسجيل 23 حادثة جوية حول العالم نتجت عنها 475 حالة وفاة

لإحصاءات تشمل طائرات النقل التجاري، التي تبلغ سعتها أكثر من 14 راكباً (ا.ب.أ)
TT

عام 2012 كان أكثر الأعوام سلامة للطيران حيث تم تسجيل 11 حادثة جوية لطائرات تحمل مسافرين فقط وهو أقل عدد لحوادث الطيران تم تسجيلها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945.

وبين تقرير للطيران المدني أن هذا الرقم يعتبر نقلة نوعية في عالم الطيران المدني وتطورا كبيرا في معايير السلامة مقارنة مع العقود الماضية حيث كان المعدل العام لأعداد الحوادث يتراوح حول 16 حادثا في العام.

وجاء في التقرير الذي أصدرته شبكة السلامة الجوية التي تتخذ من بروكسل مقرا لها أنه تم تسجيل 23 حادثة جوية حول العالم نتجت عنها 475 حالة وفاة طيلة عام 2012 منها 11 حادثة فقط لخطوط جوية تحمل مسافرين.

وقالت المنظمة إن قطاع النقل الجوي التجاري شهد خلال العام الماضي 23 حادثا مميتا مقابل 36 حادثا أسفرت عن وفاة 524 شخصا في عام 2011.

واعتبرت المنظمة أن عام 2012 عام آمن للغاية للطيران المدني، وفق بياناتها التي أظهرت أن الرقم المسجل في 2012 أقل بكثير من متوسط معدل الحوادث المسجلة خلال 10 سنوات، والبالغ 34 حادثا، تسببت في 773 حالة وفاة، الأمر الذي يعني ارتفاع معدل سلامة الطيران. وذكرت أن هذه الإحصاءات تشمل طائرات النقل التجاري، التي تبلغ سعتها أكثر من 14 راكبا، ولا تتضمن حوادث الطائرات العسكرية ورجال الأعمال وحوادث الخطف، مشيرة إلى أن 2012 كان العام الآمن للنقل الجوي من حيث عدد الحوادث المسجلة.

ولفتت إلى أن عام 2012 شهد أطول فترة من دون حادث في تاريخ الطيران الحديث، وانتهت هذه الفترة التي بلغت 68 يوما، في 30 يناير (كانون الثاني) مع حادث تحطم طائرة من طراز «أنتونوف 28»، لخدمات الشحن في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وأنهى حادث طيران من طراز «بوينغ 737»، التابعة لشركة طيران «بوغا آير» في باكستان، في 20 أبريل (نيسان) الماضي، أطول فترة من دون وقوع حادث طائرة يسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص، والتي استمرت 632 يوما، منذ 28 يوليو (تموز) عام 2010. وأوضحت المنظمة، أن أسوأ حادث للنقل الجوي خلال العام الماضي حصل في الثالث من يونيو (حزيران) الماضي، عندما تحطمت طائرة ركاب تابعة لشركة «دان»، جراء ارتطامها بمبنى في لاغوس إحدى أكبر مدن نيجيريا، ما أسفر عن مقتل 153 على متن الطائرة و10 أشخاص على الأرض، مبينة أن أفريقيا لا تزال القارة الأقل أمنا من حيث حوادث تحطم الطائرات في قطاع النقل الجوي، إذ إنها تمثل 22 في المائة من مجموع الحوادث المميتة، في حين أن حصة القارة تبلغ نحو 3 في المائة من حركة الطائرات المغادرة عالميا.

وأظهرت البيانات السنوية للمنظمة أن طائرة الركاب الروسية من طراز «توبوليف - 204»، التي تديرها شركة «ريد وينغز»، التي تحطمت على طريق سريع قرب موسكو، كانت آخر الحوادث المميتة التي سجلت في 2012، وتسببت في مقتل خمسة أشخاص. وأشارت المنظمة، في إحصاءاتها المجمعة، إلى أن حوادث رحلات الطيران الداخلية المجدولة، بما في ذلك الطائرات العسكرية ورجال الأعمال، استحوذت على نحو تسعة حوادث العام الماضي، نجم عنها 363 حالة وفاة، مقابل 19 حادثا نجم عنها 367 وفاة في عام 2011، في حين لم تتسبب حوادث الطيران للرحلات الدولية المجدولة في أي خسائر في 2012.

وقال رئيس «شبكة سلامة الطيران»، هروو رنتر، إن «انخفاض عدد الحوادث المسجلة ليس مفاجئا»، مضيفا «منذ عام 1997، ظهر أن متوسط عدد الحوادث في انخفاض مستمر، في ظل جهود السلامة التي تدفعها منظمات مثل منظمة الطيران المدني الدولي، والاتحاد الدولي للنقل الجوي وغيرهما».

يشار إلى أن عام 2011 سجل حالة وفاة واحدة لكل 7.1 مليون مسافر، وهو أدنى معدل إصابات بتاريخ القطاع منذ الحرب العالمية الثانية، يليه عام 2004 حين سجل وفاة واحدة لكل 6.4 مليون مسافر. وعلى صعيد الحوادث، كان هناك حادث طيران واحد لكل ثلاثة ملايين رحلة بمختلف أنحاء العالم في 2011، أي أفضل بنحو 49 في المائة مقارنة بعام 2010، وثلاث مرات من عام 2001 بالنسبة للطائرات الغربية الصنع، ما يعني أن هذا أفضل معدل تسجله الصناعة منذ أن بدأ الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، إحصاء حوادث الطيران منذ عام 1940، لكن هذا المعدل يرتفع إلى حادثين لكل مليون رحلة إذا تم احتساب الطائرات الروسية الصنع.

وأعلنت منظمة السياحة العالمية أن مليار سائح قد سافروا في مختلف أنحاء العالم في عام 2012، فيما يمثل رقما قياسيا جديدا للسياحة الدولية. بمعنى أن صناعة النقل الجوي تنمو وتتطور على الرغم من واقع الاقتصاد العالمي الذي لا يزال يعاني من تبعات الأزمة المالية التي تفجرت منذ منتصف عام 2008.

وتتولى منظمة النقل الجوي الدولية (إياتا) العناية بشؤون النقل الجوي بين شركات الطيران المنضوية تحتها وهي أكثر من 90 في المائة من شركات الطيران الدولية الكبيرة. وتأسست «إياتا» في 19 أبريل 1945 لمواجهة المشكلات التي قد تنجم عن التوسع السريع لخدمات الطيران المدني في أعقاب الحرب العالمية الثانية. كما تتولى «إياتا» مهمة تنسيق العمليات المختلفة لشركات الطيران في العالم، بهدف تنشيط وتدعيم حركة النقل الجوي في العالم، وتحقيق أعلى مستوى ممكن للتشغيل الاقتصادي، مع الكفاءة وتأمين سلامة الركاب، ودراسة كل المشكلات المتعلقة بذلك.

وقبل عامين أعلنت المفوضية الأوروبية ببروكسل استعدادها لإرسال بعثات مساعدة تقنية، لمساعدة شركات الطيران المدني في دول مختلفة على تحسين معايير السلامة، تمهيدا لرفع القيود المفروضة عليها، وذلك بالتعاون مع المنظمة الدولية للطيران المدني.

وقال الجهاز التنفيذي للاتحاد، إنه على استعداد لتخفيف القيود المفروضة على بعض شركات الطيران المدني في حال لمس تحسنا لدى هذه الشركات من ناحية السلامة والأمان، وقالت مصادر المفوضية في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن بعثة المساعدة التقنية الأوروبية ستتوجه إلى بعض الدول قبيل الإعلان عن التعديل الجديد للقائمة السوداء، التي تضم الشركات المحظورة في الاتحاد الأوروبي، وهي اللائحة السوداء التي تتضمن الشركات الممنوعة من استعمال المطارات والأجواء الأوروبية لأسباب تتعلق بالسلامة. وأشارت المفوضية، التي تجري تحديث دوري للائحة السوداء كل ثلاثة أشهر، أن الاتحاد الأوروبي لا يمكنه التهاون في مسألة السلامة والأمن، و«عندما نستنتج مشكلة في نظم المراقبة ونقصا في إجراءات السلامة، فلا بد لنا من منع شركات الطيران من استخدام أجوائنا ومطاراتنا، حرصا على سلامة المواطنين الأوروبيين».