لقي النجم السينمائي الفرنسي جيرار دوبارديو، الذي حصل السبت على جواز سفر روسي بقرار من الرئيس فلاديمير بوتين، استقبالا حافلا الأحد في منطقة موردوفيا شرق موسكو حيث عرض عليه تسلم وزارة الثقافة وتملك منزل.
ولدى نزوله من الطائرة في مطار سارانسك، عاصمة موردوفيا (640 كلم شرق موسكو) التي يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة، استقبل دوبارديو بحفاوة شديدة من قبل حاكم المنطقة وباستعراض راقص لنساء بالملابس التقليدية على أرض المطار.
وقالت صحافية في قناة التلفزيون الإخبارية «روسيا 24» إن «جيرار دوبارديو استقبل كبطل» في سارانسك، مشيرة إلى أن النجم الفرنسي جاء إلى المدينة لحضور احتفالات عيد الميلاد الذي تحتفل به الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية في 7 يناير (كانون الثاني).
وعلى الأثر قام دوبارديو الذي كان يرتدي معطفا وقميصا مفتوحا بعرض جواز سفره الروسي الجديد أمام جمهور المصورين الغفير الذي كان في انتظاره في المطار تحت الثلوج المتساقطة. وقال دوبارديو، وفقا لوكالة إنترفاكس: «أشعر بسعادة كبيرة والمكان هنا جميل جدا».
وكان الرئيس فلاديمير بوتين منح الجنسية الروسية لجيرار دوبارديو بعد أن أعلن الأخير أنه يريد مغادرة فرنسا والتخلي عن جواز سفره الفرنسي للهروب من الضرائب التي اعتبرها باهظة.
وعلى الأثر أشاد النجم بهذه البادرة في رسالة أعرب فيها عن غرامه بروسيا وإعجابه بالرئيس بوتين. كما أشاد بالديمقراطية في هذا البلد الأمر الذي عرضه لسيل من الانتقادات في روسيا والخارج.
وقال الصحافي الروسي ماتفي غانابولسكي لإذاعة صدى موسكو «لن ننسى ولن نغفر له أبدا هذه الجملة (إنها ديمقراطية عظيمة)». كما انهالت الصحف الأوروبية بالسخرية على النجم الفرنسي البالغ الـ64 من العمر حيث وصفته صحيفة «الموندو» الإسبانية بـ«صديق الطغاة».
ورد الممثل في تصريح للتلفزيون الروسي قائلا: «إنني مواطن أنتمي للعالم وأنا محظوظ بحصولي على جواز سفر روسي وأعتقد أن هناك الكثير من الناس الذين يحبون روسيا. من يتحدث بالشر عن الرئيس بوتين لم يخرج أبدا من بلده، ويعيش في تخلف منذ وقت طويل».
من جانبها اعتبرت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية نجاة ولد بلقاسم أنه كان على فلاديمير بوتين اتخاذ «بادرة عفو» عن أعضاء فرقة «بوسي رايوتس» النسائية الروسية «القابعات في معسكرات العمل لأنهن أنشدن أغنية».
وأكد الكرملين الأحد أن دوبارديو حصل على جواز سفر روسي مساء السبت خلال «لقاء قصير» مع فلاديمير بوتين في المقر الرئاسي في سوتشي على ضفاف البحر الأسود.
وعرض التلفزيون الروسي لقطات للقاء ودي للغاية بين دوبارديو وبوتين تعانقا خلاله بحرارة. وسأل النجم، الذي كان يرتدي قميصا أبيض تحت سترة داكنة بشكل غير مهندم، الرئيس مازحا عما إذا كان شاهد فيلمه الأخير وهو إنتاج فرنسي روسي مشترك يؤدي فيه شخصية راسبوتين. وقال له «هل شاهدت فيلمي؟ لقد أرسلته لك» في جو بسيط يخلو من الكلفة.
بدوره سأله الرئيس الروسي الذي كان يرتدي أيضا قميصا من دون ربطة عنق «جيرار، هل أنت راض عن عملي؟» ليرد دوبارديو «إنني حقا راض تماما عن كل شيء» مشيدا بالممثلين الروس الذين اشتركوا معه في الفيلم.
وفي موردوفيا عرض حاكم المنطقة فلاديمير فولكوف على المواطن الروسي دوبارديو الاختيار بين شقة أو مكان يشيد عليه منزلا له وسط غابة وعلى مقربة من نهر حسب وكالة «إيتارتاس».
ونقلت وكالة ريا نوفوستي عن مسؤول محلي أن الحاكم عرض أيضا على دوبارديو أن يصبح وزير ثقافة موردوفيا وقال: «إذا شاء دوبارديو يمكن أن نعرض عليه هذا المنصب». وخلال هذه الزيارة لموردوفيا التي شهدت تدفق الكثير من الصحافيين الروس طلب دوبارديو من ممثلي وسائل الإعلام الفرنسية مغادرة القاعة حسب التلفزيون الروسي. ولا تشتهر موردوفيا بمواقعها السياحية بقدر ما تشتهر بوجود نحو عشرين معسكر اعتقال بنيت في العهد الستاليني. وتمضي واحدة من أعضاء فرقة بوسي رايوتس المحكوم عليهما بالسجن لمدة عامين لأنهما أنشدتا صلاة تتضمن دعاء على بوتين في فبراير (شباط) الماضي، فترة العقوبة في موردوفيا. ولم تحدد وسائل الإعلام الروسية، التي غطت بشكل واسع زيارة دوبارديو، المدة التي سيمضيها الفنان الفرنسي في روسيا.
ومن المقرر أن يمثل دوبارديو اليوم الثلاثاء أمام محكمة باريسية بسبب ضبطه يقود سيارته وهو ثمل في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. ودوبارديو مشهور جدا في روسيا حيث يظهر بانتظام في دعايات مختلفة وخاصة لبنك سوفياتسكي أو لنوع من صلصة الكاتشاب.