ديفيد كاميرون: الموضة ليست مجرد إكسسوار في سياستنا الاقتصادية

رئيس الوزراء البريطاني استقبل 200 ضيف مع انطلاق الدورة الثانية لموسم الموضة الرجالية بلندن

ديفيد كاميرون مع المصممين توم فورد، وجوناثان سوندرز، ولو دالتون، وريتشارد جيمس، وديلان جونز، ورئيسة تحرير مجلة «جي.كيو»، ناتالي ماسيني، وباتريك غرانت
TT

«أعترف لكم أني لا أعرف الكثير عن الموضة، لكني قمت بمجهود كبير هذا المساء لأكون معكم»، هذا ما قاله وزير الوزراء البريطاني مساء يوم الاثنين حين استقبل 200 ضيف من صناع الموضة من مصممين وأصحاب محلات ووسائل إعلام في بيته، 10 داونينغ ستريت، بمناسبة انطلاق الدورة الثانية لموسم الموضة الرجالية بلندن.

كان مظهره منطلقا لم تقيده ربطة عنق أو جاكيت «توكسيدو» وفي الوقت ذاته كان مضمونا، اقتصر على قميص من ماركة «تشارلز ثيرويت» لا يحتاج إلى كي، يقدر سعره بـ80 جنيها إسترلينيا، وبذلة سوداء من ريتشارد جيمس، يقدر سعره بنحو 400 جنيه إسترليني في العادي، وحذاء من أوليفر سويني ويقدر سعره ما بين 250 و280 جنيها إسترلينيا.

واعترف رئيس الوزراء بأن علاقته بالموضة محدودة تقتصر على عيشه مع امرأة تتنفس الموضة وتعيشها، هي زوجته سامنثا، مصممة الإكسسوارات في دار «سميثسون» البريطانية. وأضاف أنها هي التي تختار كل ما يلبسه تحاشيا لأي جرائم يمكن أن يرتكبها في حق الموضة. فهي لا تتركه يتجول في المحلات بحريته لاختيار أزيائه بنفسه، «بل تزج بي مباشرة في غرفة تغيير الملابس وتحضر لي الأزياء لكي أجرب ما إذا كانت على المقاس أم لا، كما يقدم الطعام إلى المساجين».

ولم ينسَ أن يتفكه على نفسه وأخطائه السابقة قائلا: «لا أنكر أني أعرف القليل عن الموضة ولم تتصدر صوري أخبارها سوى مرتين. الأولى عندما ظهرت بجوارب مع حذاء أسود في إجازة، وأنا أتأسف لكم على ذلك، والثانية عندما حضرت مأدبة في (غيلدهول) وفتحت أزرار قميصي لسبب لا أعرفه وخارج عن إرادتي، وكانت الصورة محرجة للغاية». وأضاف ضاحكا: «لكل هذا أتساءل: لماذا أنا بينكم هنا باستثناء أني في بيتي؟»، مستطردا: «السبب الثاني أن الموضة شريان مهم في الاقتصاد البريطاني»، مشيرا إلى أن 20 مليار جنيه إسترليني ليس بالرقم الذي يمكن الاستهانة به، وبالتالي فهي بأهمية قطاع صناعة السيارات والبترول والغاز، خصوصا وأن بريطانيا تمتلك منذ زمن طويل كل البنيات التحتية لبناء صناعة قوية، فإلى جانب المعاهد والجامعات المتخصصة المشهود لها عالميا بالأهمية والإبداع، فهي أيضا تتمتع بمواهب تتخاطفها بيوت الأزياء العالمية في باريس وميلانو بمجرد تخرجها، لكن ما تحتاج إليه الآن هو تصنيع هذه الموضة وتكثيف إنتاجها محليا بتكاليف أقل لتشجيع الناس على الاستثمار فيها. وهذا ا أشار إليه ديفيد كاميرون قائلا: «بالطبع لن ننكر أن الكثير من الإنتاج سيبقى في الشرق الأقصى، لكننا نمتلك الحرفية والقدرات، كما أن نسبة الضرائب هنا منخفضة، وبالتالي يمكننا أن نفعل أكثر.. أريد أن أرى بريطانيا صناعية، وهذا ما أعتقد أن الموضة قادرة على لعب دور كبير فيه».

تجدر الإشارة إلى أن الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالعالم منذ عام 2008 لم تؤثر كثيرا في قطاع المنتجات الفخمة خاصة، وذلك أن الطبقات الثرية لم تتوقف عن الشراء، بل العكس زاد حماسها لكل ما هو مميز وفريد ويمكن أن يتحول إلى استثمار بعيد المدى، بيد أن الموضة السريعة والجاهزة التي تخاطب الطبقات المتوسطة هي التي تأثرت بشكل سلبي، ومع ظهور دول نامية مثل إندونيسيا، وماليزيا، والصين، والهند، والبرازيل، توسعت رقعة الطبقات المتوسطة المتعطشة للموضة وتقبل عليها بنهم ترحب به كل عواصم الموضة والمحلات الشعبية. وهذا ما أكده ديفيد كاميرون بقوله إن «هذه الطبقة سترغب في شراء ماركات جيدة وموضة متميزة بالابتكار، وهو ما يتوفر في بريطانيا.. نحن في سباق مع هذه الدول، بعضها سينجح وبعضها سيغرق، وأنا عازم أن أجعل بريطانيا تسبح.. فالموضة بالنسبة لهذه الحكومة ليست مجرد إكسسوار في القطاع الصناعي، بل هي في صلب رؤيتنا وسياستنا الاقتصادية».

حضر الحفل ما لا يقل عن 200 ضيف، من بينهم المصمم تومي هيلفيغر، وجيريمي هاكيت، وجوناثان سوندرز، وتوم فورد، إلى جانب ناتالي ماسيني، مؤسسة موقع «نيت أبورتيه» والرئيسة التنفيذية الحالية لأسبوع الموضة. وشهد الأسبوع الذي سينتهي اليوم الأربعاء 60 عرض أزياء لماركات شابة وأخرى عالمية.