رغم المتاعب.. لم يؤثر 2012 كثيرا على شعبية العائلات الملكية في أوروبا

حسب استطلاعات الرأي.. العائلة البريطانية حظيت بـ«عامها الأفضل منذ فترة طويلة»

الملكة إليزابيث مع أفراد عائلتها
TT

2012 كان عاما حافلا على كل الأصعدة في أوروبا، فهو عام شهد تفاعلات أزمة اقتصادية حادة كما شهد احتفالات عالمية تابعتها شاشات العالم، لكنه أيضا كان عاما رحيما بالعائلات المالكة في القارة العجوز، ومثال ذلك العائلة الملكية البريطانية التي شهدت صعودا في أسهمها في العامين الأخيرين مثل فيهما زواج الأمير ويليام وكاثرين ميدلتون العامل الأساسي في رفع أسهم العائلة التي عانت كثيرا في السابق من انخفاض شعبيتها لدى الشعب.

ورغم أن العام شهد بعض الفضائح التي مست العائلة بشكل محرج مثل فضيحة نشر صور فاضحة للأمير هاري في لاس فيغاس، وأيضا نشر صور محرجة لكاثرين زوجة الأمير ويليام وهي بملابس السباحة في فرنسا، فإن ذلك لم يغير كثيرا في شعبية أفراد العائلة.

وحسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية، فإنه لا يبدو أن العائلات الملكية في مناطق أخرى من أوروبا في طريقها للتخلي عن عروشها، على الرغم من الأنباء السيئة التي تتراوح بين جدل بشأن رحلات السفاري الخاصة بملك إسبانيا، وإشاعات بشأن سوء سلوك عاهل السويد.

ومع كل عنوان سيئ، يبرز آخر جيد، لتبقى العائلات الملكية في قلوب شعوبها، فقد أظهر رد الفعل الإيجابي إزاء نبأ حمل كيت زوجة الأمير ويليام، أن هناك أماني طيبة كثيرة للعائلة الملكية.

ومن بين الأمور البارزة الأخرى، إعادة تقديم ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية (86 عاما) لنفسها كفتاة جيمس بوند، من خلال «قفزة بالمنطاد» في الملعب الأولمبي، التي ساهمت أيضا في تزايد الشعبية. وكانت هذه هي قفزة النشاط الوحيدة في عام احتفلت فيه الملكة بحدثين مهمين؛ وهما: الذكرى السنوية الستين لجلوسها على العرش، وذكرى زواجها الخامسة والستين من الأمير فيليب.

في الواقع، من هذا المنظور، ربما كانت أسوأ انتكاسة للملكة هي وفاة الكلب «مونتي»، من فصيلة «كورجي» الذي ظهر معها في فيديو جيمس بوند الذي عرض في افتتاح الألعاب الأولمبية.

بيد أن هذا تجاهل الأمير هاري، الثالث في ترتيب العرش، الذي أثار غضب جدته بعد نشر صور عارية له مع فتيات في غرفة بفندق في لاس فيغاس، التي أثارت فضولا عالميا على الإنترنت، إلا أن الصحف تجنبتها على نطاق واسع.

وبعد أسابيع، ظهرت فضيحة أخرى، وهي نشر مجلة مشاهير فرنسية صورا لكيت التقطت لها خلسة وهي بملابس السباحة خلال عطلة خاصة مع الأمير ويليام في فرنسا مما تسبب في موجة من الانتقادات.

وأقام ويليام، الذي ذكر بحلقة «أسوأ تجاوزات للصحافة ولمصوري باباراتزي» خلال حياة والدته الأميرة ديانا، دعوى قضائية على الفور ضد مجلة «كلوز» الفرنسية. وأوقفت هذه الدعوى بصورة فعالة تداول الصور أكثر من هذا، بعد أن فقد أحد رؤساء التحرير اختار نشر الصور في آيرلندا وظيفته.

ويثبت هذا على الأقل أنه على الرغم من مرور العائلة الملكية في بريطانيا أحيانا بأوضاع صعبة، فإنها لا تزال تتمتع بولاء شعبها. ناهيك بكل هذا، فبعد أقل من عامين على زواج كيت الملكي، أصبحت دوقة كامبريدج النجمة الحقيقية في العائلة الملكية، وأكثر أفرادها جذبا لعدسات المصورين.

وقال بيتر يورك، الكاتب المتخصص في الشؤون الملكية، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن «كيت أصبح مرغوبا فيها بصورة كبيرة، لكنها مشهورة تحسن التصرف». ويعتقد يورك أن العائلة الملكية، كما تؤكد استطلاعات الرأي، حظيت بـ«عامها الأفضل منذ فترة طويلة»، على الرغم من حماقات هاري. وقال يورك، استنادا لرد الفعل العام، إن الرأي العام سامح هاري على «مستوى عال من المرح»، وأضاف أن البريطانيين «يعتقدون أنه لطيف مثل جرو مرح».

ويضيف يورك أن تخفيض اللهجة لا يعني أن حدوث سقطة في المعايير الملكية أصبح مقبولا على الصعيد العام، أو أن الفضائح الملكية لا تماثل الفضائح التي يتورط فيها العامة.

وقال يورك إن «هذا يتوقف على المتورط. الملكة دائما ما تحظى بالتبجيل ولا تعامل أبدا مثل الناس العاديين. كل أفراد العائلة الملكية ملتزمون بالأدوار التي خصصها الشعب لهم، ويجب أن لا يتجاوزوا تلك الأدوار». ويبدو أن تلك القواعد أصبحت مطاطة أحيانا في عائلات ملكية أخرى.

ففي إسبانيا، واجه الملك خوان كارلوس «عامه الكارثي» في 2012 بفضائح وإشاعات حامت حول العائلة الملكية.

ونشر الصحافي بيلار إير كتابا ذكر فيه أن العاهل الإسباني لديه مجموعة كبيرة من العلاقات الغرامية خارج إطار الزواج، قائلا إن الملك والملكة صوفيا منقطعة بينهما الحياة الزوجية الطبيعية منذ عقود.

وفي أكبر صفعة على الإطلاق، وجد أن الملك خرج في رحلة باهظة لصيد أفيال في بتسوانا، ويقال إنه كان بصحبة صديقته، في الوقت الذي كان يغرق فيه رعاياه في أزمة اقتصادية عميقة. وأثارت الرحلة غضبا، دفع الملك إلى أن يقدم في نهاية المطاف اعتذارا غير مسبوق، متعهدا بأن «هذا لن يتكرر مجددا».

وحظيت العائلة الملكية السويدية بدعم في فبراير (شباط) الماضي بميلاد الأميرة استل، ابنة ولية العهد الأميرة فيكتوريا والأمير دانيل، إلا أنه في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، هبت رياح فضيحة بسبب نشر سيرة ذاتية غير مصرح بها للملك كارل جوستاف في عام 2010.