اللبنانيون يواكبون العاصفة الثلجية بالنكات والفكاهة

منها ظهور نادر لدب قطبي في الجبل اللبناني.. وسمكة قرش تصطدم بسيارة برمائية

TT

الطقس عاصف. درجات الحرارة على الساحل اللبناني تلامس الثماني درجات، وفي الجبال «تتمايل» على حدود الصفر درجة. الطرق والشوارع الرئيسية في المدن تغمرها السيول بسبب انسداد مجاري التصريف، وفيضان الأنهر. الثلوج تكلل الجبال. التيار الكهربائي مقطوع عن غالبية المناطق اللبنانية. الجهات الرسمية المعنية بمتابعة العاصفة تصدر بيانات للتنبيه والتحذير من المخاطر أو الإشارة إلى مهمات أنجزتها من إنقاذ مواطنين، وفتح طرق، و.. إلخ.

.. وسط هذه الأجواء «العاصفة» يبتكر اللبناني النكات وبعض التعبيرات الفكاهية والصور المركبة للتعبير عن مشاهداته، أو غضبه مما يصفه بـ«الإهمال الرسمي». التعليقات لم تقتصر على شأن من دون آخر. فحضرت السياسة كما الأمن والطائفية، وزادت من سرعة تناقلها، مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهواتف الخلوية.

*** محيط مطار بيروت الدولي شهد في غير مناسبة مظاهر غضب واحتجاج ينفذها غالبا مناصرو حزب الله فيعمدون إلى قطع الطرق بالإطارات المشتعلة لغير سبب «سياسي»، مما يثير استياء عاما لا يقتصر على المسافرين والعائدين إلى الوطن. بناء عليه، تناقل اللبنانيون أو ابتكروا بعض النكات في هذا الإطار منها: «جماعة حزب الله تهدد بقطع طريق المطار إذا ضربت العاصفة الضاحية الجنوبية لبيروت (معقل الحزب)».

وفي إطار قطع الطرق بالعوائق والإطارات احتجاجا على بعض القضايا المعيشية، أُفيد أن «عناصر غير منضبطة من أسماك المرور تقطع أوتوستراد بيروت - الجنوب احتجاجا على عدم صلاحية العيش في المنطقة»، وفي هذا إشارة إلى الاحتجاج أولا والبرك المائية المتشكلة وسط الأوتوسترادات.

نبقى في السياسة، فلبنان المعروف بأنه بلد التعددية الطائفية (18 طائفة)، توزع فيه المناصب الرسمية وفق حصة لكل طائفة. العاصفة وحدت المناطق اللبنانية والطوائف، وكان لا بد من تعليقات في هذا الإطار، منها: «أحلى شيء بالبلد أنها كلها طايفة (غارقة بالمياه) مش كذا طائفة».

العاصفة الثلجية هي الأولى هذا العام التي تلامس بردائها الثلجي الأبيض مناطق ترتفع عن سطح البحر 300 متر. فعادة يقتصر تساقط الثلوج على القرى الجبلية التي تناهز الألف متر وما فوق. قاطنو المدن، استشعروا برودة الطقس، وانخفاض درجات الحرارة، فابتكروا بعض النكات المعبرة عما يعايشونه، ومنها أن «قطيعا من الدببة القطبية وصل إلى مدرج المطار، ومعلومات حصرية تفيد بأنه سيقضي فصل الشتاء في بيروت، لأن الصقيع أشد من صقيع القطب». كما «تم العثور على دب قطبي في منطقة الجبل»، وبطبيعة الحال ليس في لبنان دببا قطبية، إنما في الجبال ثلوج منهمرة بكثافة هذا الموسم.

مشاهد الفيضانات والسيول عرضتها محطات التلفزة والصفحات الأولى للصحف الصادرة في بيروت، وغابت مع كثافة الأمطار معالم الطرق. «الجميل في لبنان أنك في الصيف تذهب أنت إلى البحر.. وفي الشتاء يأتي البحر إليك»، هذا ما ورد في رسالة تناقلتها الهواتف، إلى جانب نكات أخرى، من مثل: «تحرير محضر ضبط سرعة بحق سمكة قرش على أوتوستراد صيدا –بيروت»، و«سمكة قرش تصطدم بسيارة برمائية». ونبقى في السياق عينه، ومن الرسائل المضحكة المتناقلة: «سألت سمكة أحد المواطنين عن الطريق الأسرع للوصول إلى العاصمة اللبنانية»، وكذلك «حادث سير مؤسف سجل على طريق بيروت - صيدا يودي بحياة ثلاث أسماك»، ورسالة أخرى وردت كالتالي: «استبدال شرطي سير بمدرب سباحة بعد غمر المياه شوارع بيروت».

في بيروت، يختلط الأمن بالسياسة والقضايا المعيشية. وفي الآونة الأخيرة حضر الهاجس الأمني رئيسا في نشرات الأخبار والمتابعات. ومع العاصفة واجتياح السيول عددا من المؤسسات التجارية، أشرك اللبنانيون بنكاتهم الأمن، بالسيول، فورد ما يلي على بعض مواقع التواصل الاجتماعي: «عدد من أسماك القرش سطت على أحد المصارف في بيروت، والقوى الأمنية اعتقلت بعض الطحالب على علاقة بالحادث». وفي الأخبار الأمنية أيضا أن «مجموعة من الضفادع تختطف سمكة سلطان إبراهيم، وتشترط إطلاق سراح قنديل البحر»، وفي هذا إشارة إلى عمليات الخطف مقابل فدية مالية التي شهدها لبنان أخيرا.

المعنيون بقوانين السير في لبنان، يناقشون حاليا قانونا جديدا وعصريا للسير، ومع العاصفة، لا بد من قانون يلحظ السيارات البرمائية، وعليه ورد التنبيه التالي: «نتمنى على جميع سائقي الـ (جت سكي) الانتباه للغطاسين المتوجهين إلى أعمالهم سباحة إلى أن يصدر وزير الداخلية قانون السير الجديد للآليات البرمائية».

..كثير وكثير من النكات حضرت إذن على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهواتف الذكية.

العاصفة مستمرة. النكات والابتكارات متواصلة هي الأخرى. ولكن لا بد من وداع: «تسبحون على خير».