ملتقى الحوار العربي ـ التركي ينطلق من إسطنبول لـ«تعميق فهم الآخر»

الرئيس التركي أشاد به.. ومؤسسوه يؤكدون عدم ارتباطهم بأية جهة

إرشاد هورموزلو كبير مستشاري رئيس الجمهورية التركية لشؤون الشرق الأوسط
TT

أطلق إعلاميون ومثقفون وناشطون أتراكا وعربا، من إسطنبول، هيكلا حواريا حمل اسم «ملتقى الحوار العربي التركي» يهدف إلى تشجيع الحوار بين الطرفين و«تعميق فهم الآخر». ورغم أن الملتقى حرص في بيانه على التأكيد على أنه لا يتبع أية جهة رسمية أو غير رسمية في الجانبين، فإن الرئيس التركي عبد الله غل سارع إلى الترحيب به، آملا أن «يلقى آذانا مصغية». وقال مفتتحا قمة البوسفور الثالثة للتعاون الدولي التي عقدت في إسطنبول مؤخرا: «أتمنى أن تلقى دعوة المحبة والصداقة التي أطلقها رواد فكر من الجانبين التركي والعربي في ملتقى الحوار العربي - التركي الذي عقد مؤخرا بشكل تطوعي وشخصي آذانا مصغية من الكل».

ويقول إرشاد هورموزلو، كبير مستشاري رئيس الجمهورية التركية لشؤون الشرق الأوسط، الذي انتخب مؤخرا أمينا عاما لملتقى الحوار العربي - التركي الذي عقد جلسته التأسيسية في قصر «يلدز» بمدينة إسطنبول، «إن ما ينقصنا فعلا هو الحوار». ويضيف هورموزلو أن «العالم كله يتطلع لأن يكون واحة سلام واستقرار وأن الحوار بين الشعوب يجب أن يتطلع لرسم مستقبل أفضل لحياة الشعوب وتطلعاتها بدلا من أن نبقى أسرى إرهاصات الماضي ونظرات الشك والريبة».

وكان الملتقى قد أصدر بيانا دعا فيه إلى «خلق جو الحوار المنظم والهادف بين العرب والأتراك». وأكد الأمين العام لملتقى الحوار العربي - التركي أن النداء الذي أصدره الاجتماع التأسيسي يشير إلى أن هذا الملتقى وجميع المنخرطين فيه لا يعبرون عن وجهة نظر رسمية أو حكومية، كما أن مؤسسيه غير معنيين بتوجهات المشاركين السياسية والأيديولوجية، وإنما يركزون على أهمية الحوار الهادف للتقريب بين العرب والأتراك في أطر حضارية متكاملة.

وعن الدافع إلى تأسيس هذا الملتقى، قال لـ«الشرق الأوسط»: «هذا التوجه هو توجه جماعي سبق وأن تحدثنا بشأنه مع كثير من الأخوة في تركيا والبلاد العربية، وقد رأيت شخصيا أن كثيرين من أصدقائي في المنطقة يؤمنون بهذه الفكرة بشكل إيجابي ولديهم نفس التطلعات. ولكن كان من الضروري تحويل الموضوع من فكرة وجيهة إلى عمل منظم. من هذا المنطلق تمت الدعوة إلى عقد اجتماع تأسيسي مصغر لقسم من الأخوة الذين تباحثوا في إيجاد طريق يوصلهم إلى اتخاذ القرار الصائب. عقد الاجتماع الأول في إسطنبول بدعوة شخصية مني ولم أحدد من سيحضر الاجتماع بل أجمعت الآراء على هؤلاء المؤسسين، الذين قد يتركون مواقعهم لآخرين يودون أن يواصلوا السير في هذا المنحى».

وأشار هورموزلو إلى أن هذا الملتقى سيتوسع وسيضم أطيافا أخرى. وقال: «شخصيا أتمنى أن يبلغ عدد المنتسبين المتطوعين للملتقى المئات، بل الآلاف لكي يقرروا الطريق الصحيح لتحقيق هذه الأهداف». ودعا البرلمانيين والصحافيين وأساتذة الجامعات ومراكز الأبحاث والصحافيين والأدباء والمفكرين لعقد لقاءات دورية بين مجموعاتهم بشكل خاص، كما دعا المنظمات الفكرية وحتى السياسيين والمؤسسات الرسمية لتبني واحتضان هذه الفكرة.

ويدعو الملتقى إلى مشروع حوار سنوي للمظلة الكبرى يحضره المهتمون بصفاتهم الشخصية من أجل تعزيز الحوار العربي - التركي في جميع المجالات وبخاصة الثقافية والعلمية والتعليمية والاقتصادية من أجل تبادل الخبرات والاستفادة من الدروس، كما يدعو إلى «تعميق الفهم الإيجابي المشترك بين العرب والأتراك في إطار تحرك حضاري مستنير يدعو إلى الألفة والمودة والتعاون ونبذ الدعوات التحريضية التاريخية والمعاصرة التي تبحث عن المختلف المعطل أو تضخيمه وبدلا من ذلك التطلع إلى آفاق رحبة من المودة والألفة والتعاون».

وعما قد يقال من أن ذلك ممارسة لما يقال عنه من استنساخ لتجربة تركية، أليس كذلك؟، قال: «بل هو التناغم والتعاون، ففي تركيا هناك كثير مما يجب أن نتعلمه من إيجابيات التجربة العربية، والتواصل بين الشعوب يقودنا إلى العثور على الأصلح. كما قلنا فهذا التحرك لا ينبع عن فكرة أيديولوجية إطلاقا، بل يدعو إلى الاستفادة من تجارب الآخرين. مثالا على ذلك، لماذا نحرم من العطاء الزاخر والهائل للفكر العربي والأدب العربي في تركيا؟ هناك كثير مما يمكن أن نتعلمه من بعضنا البعض ونجعله نبراسا لعيشنا المشترك». وتمنى أن «ينخرط الكثيرون سواء من تركيا أو من البلدان العربية في هذا الملتقى ونرحب باتصال أي شخص يرى هذه الفكرة جديرة بالتحقيق دون النظر إلى اتجاهه السياسي أو الأيديولوجي».

ويوضح أمين عام الملتقى أنه تلقى خلال هذه الفترة القصيرة مقترحات من الأردن والبحرين ومصر للتوسع في هذه الفكرة، وقال: «إننا نفكر في إصدار كتاب خاص من منظمة فكرية رائدة يحتوي على بحوث ودراسات تغني هذه الفكرة. لقد سرني أن مجموعة السفراء العرب في أنقرة قد تباحثوا هذا الأمر في حفل عشاء خاص وقد قدمت إليهم بخالص رجائي لأن يبلغوا هذا الأمر إلى بلدانهم ونشطائهم ومفكريهم لكي نبحر جميعا في هذا الاتجاه. نحن ننتظر التواصل الإيجابي من كل إخوتنا وأخواتنا في البلدان العربية قاطبة ودون استثناء».

يذكر أن الذين حضروا الاجتماع الأول من الدول العربية هم محمد الرميحي من الكويت، وهيا آل خليفة من البحرين، وصالح القلاب من الأردن، وعمرو الشوبكي من مصر، وعبد الرحمن الراشد من السعودية، وعبد الإله السعدون من السعودية، وياسر عبد ربه من فلسطين. ومن تركيا كان هناك أمر الله إيشلر النائب في البرلمان التركي، والدكتور خالد أرن مدير عام مركز الأبحاث والثقافة والفنون لمنظمة التعاون الإسلامي وإرشاد هورموزلو.