أبوظبي تبدأ تطوير متحف «اللوفر» بنسخته الإماراتية على مساحة 64 ألف متر مربع

مقتنيات يعود بعضها لنهاية الألفية الثالثة قبل الميلاد من 12 متحفا فرنسيا عريقا

تصميم متحف «اللوفر أبوظبي» للمعماري جان نوفيل
TT

بدأت حكومة أبوظبي الخطوات العملية لإنجاز نسخة متحف «اللوفر» على إحدى جزر الإمارة، والذي يعتبر واحدا من المؤسسات الثقافية البارزة عالميا، حيث يجري تطويره في قلب المنطقة الثقافية في أبوظبي، حيث أعلن مؤخرا عن إرساء عقد لتطوير المتحف إلى ائتلاف يضم شركات عربية وأوروبية، بتكلفة تزيد على نصف مليار دولار أميركي، فيما تؤكد هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة أن متحف «اللوفر أبوظبي» سيشكل «صرحا عمرانيا بارزا، إلا أن تميز المتحف لن يقتصر على نموذجه العمراني المتفرد وإنما يمتد إلى مقتنيات نادرة قد تحول أنظار المهتمين بالآثار إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي وتحديدا إلى متحف اللوفر بنسخته الإماراتية».

مبارك المهيري، مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، قال إن البدء بمرحلة التنفيذ الرئيسية لمتحف «اللوفر أبوظبي» يشكل خطوة مهمة ضمن العديد من الخطوات التي يتم تنفيذها حتى الآن بما في ذلك البرنامج الثقافي وعملية اقتناء المجموعة الفنية الخاصة بالمتحف، مضيفا «إننا على ثقة بأن متحف (اللوفر أبوظبي) سيحظى بتقدير عالمي نظرا لتصميمه المبتكر والأعمال الفنية الحصرية التي ستعرضها صالاته المختلفة».

ومن المخطط أن يقام المتحف على مساحة 64 ألف متر مربع، وسيضم مجموعة من الأجنحة والصالات، وسيغطى المبنى بقبة مسطحة قطرها 180 مترا، كما سيضم المشروع الذي وضع تصميمه المعماري الفائز بجائزة «بريتزكر» العالمية جان نوفيل، صالات عرض فنية بمساحة 9 آلاف متر مربع من ضمنها صالات العرض الدائمة بمساحة 6 آلاف متر مربع، والتي ستعرض المجموعة الفنية الدائمة للمتحف. كما سيضم صالة مخصصة للمعارض المؤقتة بمساحة ألفي متر مربع، وقد استعان المتحف في تصميمه بالوكالة الفرنسية للمتاحف ومتحف اللوفر الشهير الذي يعود تأسيسه إلى عام 1793.

وسيعرض متحف «اللوفر أبوظبي» مجموعة من الأعمال الفنية من 12 متحفا فرنسيا عريقا، منها متحف اللوفر، ومتحف أورساي، ومركز بومبيدو. ويؤكد القائمون على المتحف أن العمل لا يزال مستمرا لتطوير مجموعة الأعمال الدائمة، كما يجري استكمال التحضيرات للافتتاح المرتقب، حيث اختيرت الأعمال المقتناة بعناية واهتمام شديدين بحيث تتكامل مع الرواية السردية العالمية التي يجسدها المتحف، ولتمثيل مختلف حضارات العالم والمحطات الفنية المهمة عبر التاريخ.

ومن ضمن المقتنيات التي يحفل بها المتحف عمل بعنوان «أميرة بختارية واقفة» تعود لنهاية الألفية الثالثة قبل الميلاد، وهي أقدم تمثيل تصويري معروف لامرأة محجبة، بالإضافة إلى عمل آخر بعنوان «أرضية ونافورة» يعود إلى فترة مبكرة من العهد العثماني، ولوحة للفنان بول غوغان تحمل عنوان «مصارعة أولاد بريتون» رسمها في عام 1888، كما تم اقتناء مجموعة فوتوغرافية من بينها أقدم صورة فوتوغرافية معروفة لامرأة منتقبة تحمل عنوان «عيوشة» للفنان جوزيف جيرو دو برونغي.

وبدأ «اللوفر أبوظبي» مشاركة مجموعته النادرة مع الجمهور من خلال معرض «حوار الفنون: اللوفر أبوظبي» في مايو (أيار) 2009، حيث تم عرض أول مجموعة لمقتنيات المتحف والتي ضمت حينها 19 عملا فنيا، وشملت تلك الأعمال نسخة قرآن كريم مملوكية تعود إلى القرن الرابع عشر الميلادي، و«مشبك دومانيانو» الذي يعود إلى القرن الخامس الميلادي، ولوحة «العذراء والطفل» للفنان بليني، ولوحة «تكوين بالأزرق والأحمر والأصفر والأسود» للفنان بيت موندريان تعود لعام 1922.

ويعتبر المشروع واحدا من المؤسسات الثقافية الرائدة التي يجرى تطويرها في قلب المنطقة الثقافية في أبوظبي والتي تضم أيضا متحف زايد الوطني الذي سيتم افتتاحه عام 2016، ومتحف «جوجنهايم أبوظبي»، وسيتم افتتاحه في 2017.

وقالت شركة التطوير والاستثمار السياحي، المنفذة للمشروع، إنها أرست عقد الأعمال الرئيسية لتطوير «اللوفر أبوظبي» على ائتلاف تقوده شركة «أرابتك» بعد مناقصة تنافسية شارك بها عدد من كبرى شركات المقاولات، وتبلغ قيمة العقد 4.2 مليار درهم (654 مليون دولار)، وتتم إقامة المشروع في جزيرة السعديات بأبوظبي، ومن المقرر افتتاحه عام 2015.

وستباشر «أرابتك» وشركاؤها أعمال التطوير بشكل فوري، والتي ستتضمن تنفيذ المبنى الخارجي وإنجازه في الربع الأول من عام 2014، ثم يبدأ العمل على المرحلة النهائية التي تتضمن الأعمال البحرية وإزالة المنصات الأرضية المؤقتة، ليفتتح المتحف أبوابه لاستقبال الضيوف في عام 2015.

* قائمة المقتنيات التي أعلن عنها المتحف سابقا

* تمثال بوذيستفا من قندهار.. ويكشف التمثال الذي يعود إلى القرنين الثاني والثالث للميلاد عن تأثيرات الثقافة الهلنستية على فنون هذه المناطق.

* «طبق من شمال غربي إيران» يعود إلى النصف الثاني من القرن الـ13. يشكل هذا الطبق مثالا رائعا لإنتاج الأعمال المعدنية المرصعة في بداية الفترة المنغولية الإلخانية.

* لوحة بعنوان «العذراء والطفل» للفنان بليني (البندقية.. 1430 - 1516).

* «قصة إمبراطور الصين: إبحار الإمبراطور».. عبارة عن نسيج مزدان بالرسوم والصور يسلط الضوء على الروابط بين الثقافات، ويقدم مثالا عن الانطباع الذي تولد لدى إحدى الحضارات عن حضارة أخرى.

* لوحة «البوهيمي» للفنان إدوارد مانيه (باريس.. 1832 - 1883). تجسد هذه اللوحة الاهتمام الفرنسي بالطريقة الإسبانية بدءا من نهاية ثلاثينات القرن التاسع عشر خلال الفترة بين نهاية الكلاسيكية الجديدة وميلاد الرومانسية.

* لوحة بعنوان «لعبة البيزك» للفنان غوستاف كايلبوت (1848 - 1894).. ويعد كابيلوت إحدى الشخصيات الرئيسية في تاريخ الانطباعية.

* لوحة بعنوان «القارئ المسخّر» للفنان رينيه مارغريت (1891 - 1967).. تشكل هذه اللوحة نموذجا مثاليا لعالم السريالية الغامض الشبيه بالأحلام.