مارك جايكوبس يعترف: طبيبي النفسي سبب رفضي العمل مع «ديور»

المصمم النيويوركي يتحدث بعد سنة من الصمت

المصمم العالمي مارك جايكوبس
TT

كان من المفترض أن يكون هو مصمم دار «ديور» عوض البلجيكي راف سيمونز، أو هذا على الأقل ما تداولته أوساط الموضة لعدة أشهر، وربما تمنته. فقد كان المرشح الأقوى وبالفعل أجريت مفاوضات كثيرة بينه وبين برنار أرنو، الرئيس التنفيذي لمجموعة «إل في إم آش» المالكة لـ«ديور» للوصول إلى حل. بعد أن فشلت المفاوضات منذ أكثر من عام، قيل إن المصمم النيويوركي كان يرغب في أن ينقل فريق دار «لوي فويتون» الذي عمل معه لأكثر من عقد إلى بيته الجديد، الأمر الذي رفضه السيد أرنو. فـ«لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهبا لمجموعة «إل في إم آش»، وبالتالي فهي لا تريد أن يتزعزع استقرارها. وهكذا انهارت المفاوضات، وظل جايكوبس في مملكته، فيما تسلم راف سيمونز مقاليد «ديور» كخليفة لجون غاليانو، المغضوب عليه بعد ظهوره في تسجيل وهو يتفوه بشتائم ضد السامية.

لكن بعد مرور سنة تقريبا على هذه القصة، خرج جايكوبس مؤخرا ليعلن أن السبب الحقيقي لرفضه الوظيفة يعود إلى نصيحة تلقاها من طبيبه النفساني. وقال: «لقد سألني ما إذا كانت هذه النقلة ستحسن مستوى حياتي، وكان جوابي قاطعا بالنفي، إذ كيف يمكن أن أقدم عرضين آخرين بالإضافة إلى ما أقدمه حاليا؟ ثم بعد غاليانو وما قدمه من إبداعات، هل سيكون لي الوقت الكافي لكي أعيش حياتي وأستمتع بها؟».

تجدر الإشارة إلى أن مارك يقدم لـ«لوي فويتون» 4 تشكيلات مهمة في السنة، الأولى للربيع والصيف، والثانية للخريف والشتاء، الثالثة يُطلق عليها الـ«كروز»، وهي مخصصة للرحلات والمنتجات الصيفية، والرابعة يطلق عليها «بري فول»، وهي للرحلات والمنتجعات الشتوية، هذا عدا عن خطه الخاص «مارك جايكوبس»، وخطه الأصغر «مارك باي مارك جايكوبس». وفي حال انتقل إلى «ديور» كانت ستضاف إلى مهماته تشكيلتين للـ«هوت كوتير». تجدر الإشارة إلى أنه بالنظر إلى ما قدمه جون غاليانو في هذا المجال من أزياء أقرب إلى التحف الفنية؛ فالمتوقع دائما أن المقارنة ستكون قاسية.

في نفس المقابلة التي أجراها مع مجلة «ويمنز وير دايلي» أشار المصمم إلى الضغوطات النفسية والخارجية، وكيف يمكن أن تؤثر على نفسيته، وعلى رأسها الانتقادات الجارحة التي يمكن أن يتبرع بها بعض الصحافيين. وقال إنه لا يحترم كل الصحافيين «لأن بعضهم ينتقد لمجرد الانتقاد وجرح مشاعر الآخرين، وهؤلاء يتصيدون في الماء العكر، وبالتالي لا أشعر أن كل انتقاداتهم في محلها. أنا لا أرفض الانتقاد الإيجابي، لكني لا أتقبل الجهل.. فأنا بشر مثلي مثل غيري وأشعر بالألم عندما يهاجمني أحد من دون سبب أو لسوء فهم».

المصمم هنا يلمح لانتقادات شديدة تلقاها في السابق بسبب تأخر عرضه لأكثر من ساعة، مما أثار عليه حفيظة الحضور، وإشاعات بأنه يتعاطى المخدرات وغيرها، كما يلمح للعبء الذي يتحمله المصمم، من دون أن يذكر اسم جون غاليانو. فهذا الأخير اعترف في محاكمته بأنه قال ما قاله بسبب مسؤولياته الكثيرة وضغوط العمل التي جعلته يدمن على الأدوية المسكنة ويلجأ للكحول لكي يخفف من هذه الضغوطات، إلى أن كان ما كان وسقط من عليائه. ولا شك أن هذا أكثر مصير يتخوف منه أي مصمم، كما جعل كثير منهم يتخوفون من الانضواء تحت أجنحة مجموعة كبيرة. صحيح أن هذه المجموعات تقدم الدعم المالي الكبير، وتساعد على التسويق عالميا وتحقيق الأرباح العالية، إلا أنها أيضا تطلب الكثير، ليكون مصير المصمم في أيديها أشبه بمصير الدكتور فاوستوس، الذي أبرم عقدا مع الشيطان.