هولاند منح وزيرة الثقافه رخصة استثنائية للسفر في إجازة مع شريك حياتها

بعد أن طالب أعضاء الحكومة بالعمل طوال أيام السنة

وزراء حكومة هولاند في قصر الإليزيه لحضور أول اجتماع لهم. وكان الرئيس قد حظر عليهم التغيب في إجازات بعيدة خلال عطلة رأس السنة وأعياد الميلاد، إلا أن استثناء خاصا منح لوزيرة الثقافة (إ.ب.أ)
TT

«أتوقع من كل منكم أن يكون حاضرا ويقظا طوال 365 يوما من أيام السنة». هذا ما طالب به الرئيس الفرنسي أعضاء الحكومة في أحد اجتماعات مجلس الوزراء. وكانت تعليماته واضحة وهو يرجوهم البقاء في محيط باريس خلال عطلة الميلاد ورأس السنة وعدم قضاء إجازة خارج البلاد. وضرب فرنسوا هولاند المثل وذهب يتفقد الأسواق عشية العيد بدل أن يأخذ شريكة حياته إلى رحلة تحت شمس أسوان، في مصر، على عادة معلمه الراحل الرئيس ميتران، أو إلى واحة في الصحراء المغربية سيرا على خطى صديقه الرئيس الأسبق شيراك. وقد التزم الوزراء بالتوصية، إلا أوريلي فيليبيتي، وزيرة الثقافة الفرنسية، التي سافرت بصحبة صديق لها إلى جزيرة موريس الفرنسية الواقعة جنوب المحيط الهندي.

حاول مكتب الوزيرة تكذيب الخبر الذي نشره الموقع الإلكتروني لمجلة «فواسي» الشعبية، لكن الصور المختلسة المرفقة بالخبر دحضت الإنكار. ورغم أن فيليبيتي تقدمت بشكوى قضائية ضد «فواسي» بتهمة اختراق حياتها الخاصة، فقد رأى كثيرون أن نشر الخبر لا يندرج ضمن مجال الحياة الشخصية لأن الهدف منه كان الإشارة إلى عدم التزام وزيرة في الحكومة بتعليمات الرئيس، وهو أمر يهم الرأي العام.

لم يكن أمام وزيرة الثقافة سوى الاعتراف، أخيرا، بأنها سافرت في إجازة بعيدة أثناء عطلة الأعياد. وأضافت فيليبيتي في تصريح لموقع إخباري تابع لإذاعة «أوروبا 1»: «لقد أعطاني الرئيس الإذن بالسفر». لماذا هذه المعاملة الاستثنائية؟ قالت الوزيرة إن الرحلة كانت «هدية فاجأها بها شريك حياتها، وهي حالما عرفت مضمون المفاجأة اتصلت بهولاند وحصلت على موافقته»، ثم إنها لم تخرج على التعليمات «ما دام هاتفها لم يكن مغلقا، بل كانت على اتصال مستمر مع مكتبها» للتأكد من حسن سير العمل.

مساعدو الوزيرة لم يعرفوا بأنها خارج باريس، ولهذا قاموا بتكذيب خبر المجلة. وأوضحت فيليبيتي بأنها تعتبر رحلتها مسألة تتعلق بحياتها الخاصة ولم تجد من الضروري أن تبلغ مكتبها بالأمر. وقد أكد «الإليزيه» لاحقا أن الوزيرة حصلت على رخصة «بشكل استثنائي» للسفر بعيدا خلال عطلة عيد الميلاد و«لأسباب خاصة». وأضاف متحدث في الرئاسة بأن المهمات اليومية لوزيرة الثقافة لا تتضمن طوارئ مثل تلك التي يواجهها وزير الداخلية، مثلا.

يذكر أن الرئيس هولاند كان قد تلقى انتقادات من خصومه السياسيين لأنه ذهب في إجازة على شاطئ البحر، جنوب فرنسا، مع شريكة حياته فاليري تريرفيلر، بعد فترة وجيزة من دخوله «الإليزيه»، رغم أن الأوضاع الداخلية والدولية، في حينه، كانت تحتاج إلى الوجود في الموقع. وكما حدث مع وزيرة الثقافة وشريكها، تمكن «البابارازي» من اختلاس صور للثنائي الرئاسي وهما بثياب البحر، الأمر الذي دفع فاليري تريرفيلر إلى مقاضاة المجلات التي نشرت الصور، باستثناء «باري ماتش» التي ما زالت تكتب فيها مقالات ثقافية.