«إنستاغرام» يخسر أكثر من نصف عدد المستخدمين

بعد إلغاء دعم عرض الصور في «تويتر».. والمستخدمون العرب يرفضون تغييرات القوانين ويحذفون حساباتهم

TT

بعدما أوقف تطبيق «إنستاغرام» Instagram المشهور دعمه لعرض الصور على موقع «تويتر» في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، واستبدل به عرض رابط يأخذ المستخدم نحو موقع «إنستاغرام»، وألحقه بتغييرات على قوانين الاستخدام وإجبار مستخدميه على السماح للشركة باستخدام صور المستخدم وبيعها للشركات المعلنة لأغراض ترويجية من دون إذن المستخدم أو حصوله على تعويض مالي، عانت الخدمة من تراجع حاد في أعداد مستخدميها، ونقد لاذع انعكس سلبا في جميع أنحاء العالم الرقمي. وطرحت «تويتر» خيارات لتحرير الصور وتغيير ألوانها من داخل تطبيقها في الهواتف الجوالة بعد يوم واحد من إعلان «إنستاغرام» عن وقف خدمة عرض الصور.

وأكدت الشركة أن أي محتوى لم يحذف قبل 16 يناير (كانون الثاني) 2013 سيكون عرضة للاستخدام الترويجي، حتى لو حذفها المستخدم من حسابه بعد التاريخ المذكور، أي إن المحتوى أصبح ملكا للشركة، وما يحتويه من بيانات مدمجة (مثل إحداثيات الموقع الجغرافي GPS لحظة التقاط الصورة، أو نوع الهاتف الجوال المستخدم، مثلا)، على خلاف «فيس بوك» الذي لن يستخدم المحتوى الذي حذفه المستخدم.

يذكر أن شبكة «فيس بوك» الاجتماعية كانت قد اشترت شركة «إنستاغرام» في أبريل (نيسان) من العام الماضي لقاء مليار دولار أميركي.

وعلى الرغم من أن الشبكات الاجتماعية وخدمة «إنستاغرام» مجانية ولا تنتج أي محتوى على الإطلاق، فإن المستخدم هو من ينتج المحتوى مستخدما البنية التحتية التي تقدمها تلك الشركات، أي إن المستخدم في نظر تلك الشركات مجرد سلعة تنتج محتوى يمكن استخدامها كما تشاء الشركات، أو يستطيع المستخدم ترك تلك الشبكات أو الخدمات، الأمر غير العملي في هذه المرحلة نظرا لأن غالبية أصدقاء المستخدم موجودون داخل ذلك العالم الرقمي ويتفاعلون باستخدام ذلك التطبيق. ردة الفعل العالمية كانت تسجيل انخفاض حاد في عدد المستخدمين يوميا للخدمة بنسبة 54.68% من 17 ديسمبر (كانون الأول) 2012 وحتى 14 يناير (كانون الثاني) 2013 (من 16.35 مليون هبوطا إلى 7.41 مليون مستخدم يوميا)، وفقا لأداة «آب ستاتس» AppStats الإحصائية الخاصة بتطبيقات «فيس بوك». وأتت أول ردة فعل في اليوم نفسه لإعلان التغيير في قوانين الاستخدام في 18 ديسمبر حيث انخفض عدد المستخدمين يوميا إلى 5.2 مليون، الرقم الذي يعني انخفاضا بنسبة 68.20%. وسحبت الشركة التغييرات في اليوم التالي، وعادت أرقام الاستخدام تزداد، ولكن ليس بالشكل المتوقع.

وعلى الصعيد العربي، قابلت «الشرق الأوسط»، فيصل السيف مؤسس شركة «تيك بيلز» TechPillsللإنتاج الرقمي وصاحب قناة «برنامج تيك بيلز» (http://www.youtube.com/user/TechPillsShow) على موقع «يوتيوب» التي تقدم عروض فيديو تقنية باللغة العربية، الذي قال إن «إنستاغرام» قد خسرت الكثير مع المجتمع العربي، ليس من ناحية المستخدمين، ولكن من ناحية الثقة؛ إذ وفقا لملاحظات متابعي القناة، فقد حذف كثيرون منهم حساباتهم في «إنستاغرام»، وسط انتقادات لاذعة للخدمة. ويرى فيصل السيف أن طبيعة استخدام «إنستاغرام» غير شخصية، فهو تطبيق ترفيهي لمشاركة صورة طبق جميل أو منظر مبهر، مثلا، والطبيعة الاجتماعية للمستخدمين في المملكة العربية السعودية تجعلهم لا يشاركون صورهم الشخصية أو صور عائلاتهم، الأمر الذي يعني أن أثر قوانين «إنستاغرام» الجديدة لن يكون مباشرا عليهم، ولكنهم يرفضون تلك التغييرات من حيث المبدأ. وأكد أن ثقة المستخدم مكسب لأي شركة. وتأثرت «إنستاغرام» عالميا بتصريحاتها رغم التراجع المتأخر عنها.