برج العرب بدبي يحتضن مقتنيات نفيسة يعود بعضها لخمسة قرون

منها سيف مذهب قيمته الأولية مليون دولار

TT

سيتوجب عليك أن تمشي بحذر وتراقب خطواتك عندما تدخل إلى معرض خصص للمقتنيات النادرة في برج العرب بدبي، ذلك خشية أن لا تصدم أيا من المعروضات النفيسة والنادرة والتاريخية التي لا تقدر بثمن أو أن قيمتها لا تقل عن مليون دولار أميركي، التي امتلأ بها المكان.

المكان مذهل بكل ما تحمله الكلمة من معنى ويحملك إلى حقبة نابليون بونابرت ثم يطير بك إلى فجر الدولة العثمانية ليصل بك إلى مطلع القرن الماضي بمجموعة واسعة من المجوهرات والأزياء الراقية والقطع النادرة يدوية الصنع، حيث تفخر إحدى الشركات بعرض نسخة من القرآن الكريم تعود إلى أربعة قرون من الزمن كتبت حروفها بماء الذهب، فيما يعرض سيف في زاوية أخرى صنعه أسد الله الأصفهاني قبل خمسة قرون (500 عام) في عز قوة الدولة العثمانية، كما أن هناك ساعة لا يوجد منها أي نسخة ثانية في العالم لم يترك صانعها نوعا من الأحجار الكريمة والماس إلا وأدخلها عليها لتستحق قيمة تقريبية تجاوزت المليون ونصف مليون دولار أميركي بعمر يزيد عن القرن.

وافتتح معرض «العلامات العالمية الفاخرة» وهو إحدى فعاليات مهرجان دبي للتسوق 2013 بحضور حشد واسع من كبار الشخصيات إلى جانب الكثير من الباحثين عن مقتنيات نادرة جديدة يضيفونها إلى مجموعاتهم النفيسة من المقتنيات، حيث نظم المعرض في فندق برج العرب ليعرض مجموعة واسعة من المجوهرات والأزياء الراقية وقطع نادرة يدوية الصنع، والمفروشات ذات التصاميم الفاخرة، والطيران الخاص، والسفر الفاخر، ويأتي هذا المعرض ضمن الفعاليات الفريدة من نوعها التي يحتضنها المهرجان في دورته الحالية، وذلك كونها أيضا فريدة من نوعها لتعزيز الأعمال وزيادة المبيعات من خلال التواصل مع جمهور المهرجان المتنوع الجنسيات والأعمار، علما بأن زيارة هذا المعرض تتم عبر دعوات خاصة فقط.

ومن الصعب أن تصف إحدى المعروضات بأنها الأكثر تميزا كي لا تظلم القطعة الأخرى لشدة ما تحمله من قيمة أثرية وتاريخية ومعنوية، لكن نسخة من القرآن الكريم تعود إلى 400 عام، أبهرت الحاضرين فحروفها مكتوبة بماء الذهب الخالص، أما صفحاتها فهي مصنوعة من مزيج من جلد الغزال وورق المعجون المجفف لحفظ الأحرف من الزوال، فيما تبدو هذه النسخة محتفظة بشكلها وكأنها طبعت الآن والفضل في ذلك كما يقول راتب أغا صاحب ورئيس شركة «أغا غروب» لـ«الشرق الأوسط» إن النسخة كانت محفوظة في علبة بذات العمر مصنوعة من ذات المواد التي صنعت منها أوراق النسخة وهي التي كانت السبب في الحفاظ على النسخة من العوامل المؤثرة طيلة كل تلك السنين، أما القيمة التقديرية لهذه النسخة التاريخية للمصحف الشريف فهي «بلا سعر لكنه سيدخل المزاد العلني وهناك من عرض امتلاكه بـ300 ألف دولار».

كما يعرض السيف الذي جذب انتباه كل من حضر، فهو يعود إلى 500 عام وهو من صنع أسد الله الأصفهاني الذي اشتهر بهذه الصناعة في عصر يعود إلى فترة القوة والنهضة في الإمبراطورية العثمانية، حيث صمم السيف على الطريقة الدمشقية وصنع غمده من الذهب 22 قيراطا، فيما يبلغ وزن الذهب الذي استخدم في صناعة هذه التحفة كيلوغراما كاملا، أما نصل السيف فهو مصنوع من الجواهر النادرة والقوية والخفيفة الوزن في آن معا ودمغ عليه ما يعرف بختم «اللبوة» الذي اشتهر به الأصفهاني في صناعته للسيوف، أما مقبض السيف فمصنوع من عاج الفيل، ومن المقرر أن يدخل هذا السيف المزاد بسعر أولي كحد أدنى مليون دولار أميركي مع توقعات بأن يصل سعره إلى أكثر من ذلك بكثير.

في المعرض أيضا ساعة هي الوحيدة في العالم وتعود إلى مطلع القرن الماضي وهي مطلية بحجر الزفير الطبيعي اسمها «أنانوف» مصنوعة من البلاتين الذي يغطيه عدد كبير من الماسات الصغيرة فيما يقدر ثمنها الأولي بمليون ونصف المليون دولار.