قطع الأثاث.. بين العملية والفن والاستثمار

مدير معرض «أيام التصميم ـ دبي» يزور مراكز الفن في السعودية والخليج للقاء عشاق اقتناء قطع التصميم

تصاميم الأثاث محدودة الإصدار أصبحت من الاستثمارات الآمنة الواعدة على المستوى الإقليمي والدولي
TT

ما الذي يميز قطعة أثاث جميلة ومتفردة عن العمل الفني المعروض في متحف؟ قد يرى البعض أنه لا توجد مقارنة، فقطعة الأثاث جزء من أثاث المنزل، توجد معنا يوميا ولها وظيفة عملية محددة وهو أمر لا ينطبق على القطعة الفنية في المتحف أو الغاليري.

معارض التصميم الدولي تحاول أن تكسر ذلك الحاجز وأن ترسي مفهوما جديدا لقطع الأثاث المتفردة، يراها كنتاج عمل فني إبداعي يستحق الاحتفاء به وعرضه أيضا في الصالات الفنية والاستثمار فيها أيضا.

المفهوم المترسخ عالميا بدأ الدخول في المنطقة العربية ولعل أبرز أمثلته كانت في انعقاد معرض «أيام التصميم – دبي» العام الماضي والذي يعد أول معرض للتصاميم الفنية والمقتنيات محدودة الإصدار في الشرق الأوسط.

المعرض يعود مرة أخرى في 18 مارس (آذار) القادم بدورته الثانية وسبق التحضيرات محاولات لجذب اهتمام المشترين والمختصين والصالات الفنية في العالم العربي. سيريل زاميت مدير «أيام التصميم- دبي» والذي يقوم حاليا بجولة مكوكية بين العواصم العربية أخذ على عاتقه لقاء أهم الفنانين والمختصين وأصحاب الصالات الفنية وأيضا المقتنين في العالم العربي فبعد زيارة لبيروت حط زاميت الرحال في جدة أول من أمس حيث قام بعقد لقاء في مقر «أثر غاليري» المشاركة ضمن فعاليات المعرض ليتحدث عن رؤيته الخاصة بفنون التصميم وعن الفعاليات المختلفة للحدث المرتقب، ثم اتجه إلى الرياض لعقد اللقاء الثاني في «مساحة الآن الفنية». وسيطلع الحضور خلال هذين اللقاءين على مجموعة مختارة من القطع النادرة ومحدودة الإصدار الحديثة والمعاصرة التي سيشاهدها زوار معرض «أيام التصميم – دبي 2013».

وفي لقاء هاتفي مع «الشرق الأوسط» أشار زاميت إلى أن اللقاءات تعقد تحت اسم «قصص التصميم» واستطرد شارحا: «بدأنا في شهر سبتمبر (أيلول) الحديث إلى المتخصصين حول مفهوم معرض (أيام التصميم)، وعرض معلومات حول الصالات العالمية المشاركة فيه. إضافة إلى ذلك نقوم بدعوة متحدثين عالميين للمشاركة في اللقاءات عبر (سكايب)، فعلنا ذلك في بيروت وفي جدة والرياض أيضا». يختتم زاميت جولته في الخليج بزيارة الكويت ثم الدوحة.

يشير زاميت إلى أن «التأثير الذي أحدثه معرض (أيام التصميم) كان مفاجأة سارة لنا.. فقد كان لدينا توقع بأن يتعامل الجمهور مع المعرض على أنه معرض مفروشات تقليدي. أعتقد أن ما حدث عبر الدورة الأولى هو أننا نجحنا في كسر الصورة النمطية (الكليشيه) لمعارض الأثاث التي ارتبطت دائما في ذهن الجمهور بالديكور الداخلي، بالطبع يمكن لأي شخص أن يستخدم تلك القطع في وظيفتها العملية كقطعة مفروشات.. كرسي أو طاولة مثلا فتصميمها يسمح بذلك ولكنه سيراها أيضا كقطعة فنية خالصة تستحق أن تقتنى ويمكن الاستثمار فيها». المعروف أن التصاميم محدودة الإصدار قد أصبحت من الاستثمارات الآمنة الواعدة على المستوى الإقليمي والدولي.

يشير زاميت بفخر إلى زيادة المشاركة العربية في المعرض هذا العام إلى 9 صالات عرض من ضمن 29 صالة عالمية مشاركة، يراها مؤشرا على زيادة الاهتمام في المنطقة العربية بهذا النوع من المعرض. وهو أيضا ما يشغل وقته هذا الأسبوع إذ تلقى الكثير من الاستفسارات حول مشاركات قادمة، ويضيف: «يبذل المستثمرون في قطاع التصميم في المملكة العربية السعودية جهودا حثيثة لزيادة الوعي والطلب على قطع التصميم ذات الجودة والقيمة العالية، ويسعدنا في معرض (أيام التصميم – دبي 2013) التعاون مع أبرز مراكز الفن في جدة والرياض بهدف تعزيز المعرفة والطلب على فنون التصميم في المملكة. وقد أبدى عشاق اقتناء قطع التصميم على اختلافهم من ناشئين ومرموقين حرصا كبيرا على دعم فعاليات المعرض».

ومن أهم ما تتسم به الدورة المقبلة التركيز على التصاميم المستدامة وكذلك توسيع نطاق تصاميم «حسب الطلب» كما يقدم المعرض الفرصة للشباب والطلبة لحضور ورشات العمل واللقاءات الحوارية حول مفاهيم التصميم والاتجاهات العالمية فيه ويمكن للطلبة الجلوس إلى أشهر المصممين العالميين وعرض أفكارهم وتصميماتهم للاستفادة من الخبرة العالمية التي يحملها هؤلاء معهم.