جون غاليانو يعود لعالم الموضة بمباركة اللوبي اليهودي

أوسكار دي لارونتا يقدم له فرصة العمر

جون غاليانو مع اثنتين من عارضاته
TT

استيقظ عالم الموضة أمس على خبر أثلج صدور الكثيرين، ألا وهو عودة المصمم جون غاليانو إلى عالم الموضة بعد غياب دام عامين. جون غاليانو الذي يعتبر واحدا من أهم المصممين المعاصرين سيعود للعمل في نيويورك مع صديقه المخضرم أوسكار دي لارونتا، الذي كان أشجع من غيره، ورأى أن عقاب مصمم عبقري لا يجب أن يطول للأبد وأنه يستحق فرصة ثانية.

جون غاليانو خرج من دار «ديور» مطرودا بعد 14 عاما من العطاءات والإبداعات التي ارتقت بالأزياء الرومانسية إلى مصاف الفن، في المقابل، كان ثمن هذه الإبداعات وما تتضمنه من الضغوطات، صحته النفسية. تراجيديا سقوطه من برجه العالي وقعت في شهر فبراير (شباط) من عام 2011، عندما كان يجلس في مقهى بالقرب من بيته، ولسبب ما، استفز أعصابه أشخاص كانوا يجلسون على طاولة مجاورة، ليفقد عقله لدقائق كانت كافية لتقضي على مستقبله في الدار الفرنسية المعروفة.. فقد وجه لهم شتائم معادية للسامية، سرعان ما انتشرت على شريط فيديو على «يوتيوب» والجرائد. وفي شهر مارس (آذار) من نفس العام، تم طرده بطريقة مهينة من دون منحه فرصة ثانية رغم اعتذاره وشرحه أنه كان تحت تأثير الكحول والأدوية بسبب ضغوطات العمل الكثيرة التي كان يرزح تحتها. وكأن طرده لم يكن عقابا كافيا، فقد أعلن حينها برنار آرنو، الرئيس التنفيذي لمجموعة «إل في إم إتش» المالكة للدار، أنه لن يعود للعمل مع أي دار تملكها المجموعة، مغلقا بذلك كل الاحتمالات لعودة المصمم للعمل. وبالفعل اتضحت قوة برنار آرنو فيما بعد، حين تسربت أخبار في العام الماضي أن اسمه كان مرشحا لوظيفة مصمم دار «إلسا سكياباريللي» التي يملكها حاليا الملياردير دييغو ديلا فالي. هذا الأخير كان يبحث عن مصمم مبدع ينعشها ويعيد لها الأمجاد التي أسستها المصممة الراحلة. وبالفعل كان جون غاليانو أفضل من يقوم بهذا الدور، إلا أن ديللا فالي سارع بالنفي وكأن مجرد ذكر اسم المصمم نقطة سوداء عليه تجنبها.

لهذا كله، فإن قرار أوسكار دي لارونتا كان شجاعا ونبيلا سيكسبه الكثير من الامتنان من قبل صناع الموضة العالمية. فجون غاليانو قد يكون غير مرغوب فيه من قبل فئة معينة، لكنه في هذه الأوساط فنان من الصعب أن يجود الزمان بمثله.

من جهته، صرح المصمم أوسكار دي لارونتا لمجلة «ويمنز وير دايلي» بأنه يعرف غاليانو منذ سنوات، وأضاف: «أنا من أشد المعجبين بقدراته.. ثم إنه قام بمجهود جبار ليعالج نفسه، وأنا سعيد بأن أمنحه فرصة العودة إلى عالم الموضة وإلى محيط يحبه وأثبت فيه جدارته».

تجدر الإشارة إلى أن غاليانو بعد طرده من «ديور» صمم فستان زفاف صديقته العارضة كايت موس، ثم اختفى تماما عن الأضواء في ظل أخبار بأنه دخل مصحة للعلاج من الإدمان على الكحول، وهو ما أكده مؤخرا لمجلة «ويمنز وير دايلي» بقوله: «كنت مدمنا على الكحول، وقد خضعت للعلاج من هذا الإدمان لمدة عامين. قبل ذلك نزلت إلى الحضيض. لقد قمت بأشياء وقلت أشياء جرحت الآخرين، خصوصا اليهود، وقد عبرت عن أسفي وحزني في العلن والسر لتسببي في أي ألم ولن أتوقف عن الاعتذار عن ذلك، وأنا مصر على أن أكفر عن أخطائي لكل من تسببت لهم في الألم». وأضاف: «تخونني الكلمات للتعبير عن مدى امتناني لأوسكار الذي دعاني لقضاء بعض الوقت في الاستوديو الخاص به، وهو مكان أعرفه جيدا وأشعر بالألفة فيه».

بعض الشائعات تقول إن المصمم المخضرم يمهد لجون غاليانو لكي يكون خليفته بعد التقاعد، الأمر الذي لم يتأكد إلى الآن، لأن العملية كلها قد تكون لجس نبض اللوبي اليهودي ومدى تقبله لعودة المصمم الذي أبدى في لحظة جنون رأيا معاديا لهم، علما أن منظمة «رابطة مكافحة التشهير» اليهودية، أعلنت دعمها لعودة غاليانو للعمل في الموضة.. فقد نشر تصريح على لسان مسؤول فيها جاء فيه: «نؤمن بأن الأشخاص يمكن أن يتغيروا، والسيد غاليانو أثبت أنه عمل كل جهده لكي يغير آراءه، وقضى وقتا طويلا في البحث والقراءة والتعرف على ما تعنيه معاداة السامية وما تسببه من أذى نفسي.. وطوال فترة علاجه التقى بعدد منا في مناسبات عديدة، وتقبل مسؤولية ما قام به بالكامل، ويفهم جيدا أن تعليقات من ذلك القبيل ليس لها مكان في مجتمعنا».