بيع فيلا العالم ماكس باليفسكي في لوس أنجليس بمبلغ 36 مليون دولار

صنفته مجلة «فوربس» ضمن 400 ثري في الولايات المتحدة

TT

ضاحية ماليبو في شمال غربي لوس أنجليس تطل على المحيط الهادي وتتمتع بمناظر خلابة جعلتها مقصد نجوم السينما في هوليوود للسكن رغم الأثمان الخيالية لبيوتها وفيلاتها الأنيقة. تم منذ أيام بيع «فيلا البحر الأبيض المتوسط» التي كان يملكها محب الخير والفن والمستثمر والعالم ماكس باليفسكي بعد وفاته منذ سنتين بمبلغ يفوق 36 مليون دولار. تحتوي هذه الدار المطلة على مائة متر من الشاطئ الخاص على سبع غرف للنوم وثمانية حمامات ومكتبين ومسرح وملعب للتنس وبركة للسباحة وتبلغ مساحتها الإجمالية نحو 1200 متر مربع.

لم يدر بخلد مكتشف ماليبو الرحالة الإسباني خوان كابريو عام 1542 أن قيمة عقاراتها الباذخة ستصل يوما ما إلى 50 وربما 100 مليون دولار، فمساحتها التي تصل إلى 34 كيلومترا كان يقطنها السكان الأصليون من الهنود الحمر من قبيلة شوماش وعدد سكانها الآن لا يتجاوز 13 ألف نسمة.

اختار باليفسكي ضاحية ماليبو لجمالها ورقيها وطقسها المعتدل وشمسها الساطعة مثل بلاد البحر الأبيض المتوسط رغم أن أسلوب الهندسة المعمارية للفيلا يشبه الأسلوب الإسباني - المكسيكي لكثير من أبنية ولاية كاليفورنيا.

ولد باليفسكي في شيكاغو ذات الطقس البارد عام 1924 بعد أن هاجر أبوه من روسيا البيضاء، وعمل في الجيش وسلاح الطيران الأميركي خلال الحرب العالمية الثانية كما درس العلوم والرياضيات وتخرج في جامعة ييل المرموقة في الإلكترونيات ثم حصل على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة شيكاغو عام 1948، وبعدها انتقل للتعليم في جامعة لوس أنجليس بكاليفورنيا وكان من رواد مصممي الكومبيوتر في أوائل الخمسينات خاصة حاسوب شركة «نورثرب» للطيران المرتبطة بعقود مع وزارة الدفاع. انتقل بعد ذلك إلى عالم السياسة وكان من كبار مناصري روبرت كيندي شقيق الرئيس الأميركي الراحل، وبعد أن كون ثروة لا يستهان بها أصبح يعمل كمستثمر مالي وأمد شركة «إنتل» الناشئة بالتمويل لصنع شرائح الكومبيوتر، وساعده تكوينه العلمي والمنطقي إلى عدد من الابتكارات وتمويل بعض الأفلام في هوليوود ثم تطور إلى تجميع التحف الخشبية اليابانية القديمة وبدأ يتبرع بقسم من أرباحه للمشاريع الخيرية بعد أن فاقت ثروته 240 مليون دولار عام 1988 وصنفته مجلة «فوربس» كواحد من 400 ثري في الولايات المتحدة. يعتقد أنه تزوج 6 مرات وطلق 5 مرات، وأشرفت أرملته الحالية على بيع الفيلا في ماليبو إثر انتظار جاوز السنتين.

بدأت أسعار العقارات الأميركية في الارتفاع تدريجيا منذ العام الماضي وزاد متوسط سعر البيوت في لوس أنجليس على 3 في المائة، أما في ضاحية ماليبو فقد وصلت الزيادة خلال عام واحد إلى 18 في المائة. ويقدر ثمن الفيلا القريبة من دار باليفسكي بمبلغ 50 مليون دولار ويملكها ابن رئيس دولة غينيا الاستوائية المستعمرة الإسبانية السابقة وهو الجنرال تيودورو أوبيانغ الذي يحكم البلد بعد انقلاب عسكري منذ عام 1979، والغريب أن ابن الجنرال من الدولة البترولية الصغيرة في غرب أفريقيا (ما بين الغابون والكاميرون) ترك عمله كوزير للزراعة في العاصمة المسماة مالابوا للانتقال إلى ماليبو حيث يقال إنه يعيش منغمسا في الملذات ويباهي بأن فيلته أجمل وأوسع من منازل جيرانه من نجوم السينما الذين يخفون أسماءهم وعناوينهم ويحبون العزلة والسرية والاستمتاع بهواء البحر النقي من دون إزعاج.