تونس: 93 قطعة أثرية منهوبة في معرض بمتحف قرطاج

مدير المعرض لـ«الشرق الأوسط»: تمثال «فينوس» إلهة الجمال استعمل كحوض استحمام

TT

حلي وخزف وقنينات بلورية وأوان فخارية تحمل زخارف ونقوشا آدمية، تعود إلى القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد، تؤثث المعرض الأثري بمتحف قرطاج والممتد إلى 31 مارس (آذار) المقبل. زخارف من الفخار تروي من خلال ما تحمله من زخارف أساطير وحضارات تعاقبت على تونس أو تحيل إلى مشاهد من الحياة اليومية الرومانية، ستعرض لمدة شهرين ونصف الشهر أمام الزائرين، ودخولهم مجاني، تحت شعار «تراث نهب.. تراث يسترجع».

ويتكون المعرض من 93 قطعة أثرية نفيسة استرجعتها السلطات التونسية من منازل عائلة «الطرابلسية» (نسبة إلى عائلة ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس التونسي الأسبق)، بعد أن زين البعض منهم بتلك القطع الأثرية التي لا تقدر بثمن بيوت استحمامهم وغرف جلوسهم واستقبالهم. المعرض، كما صرح عدنان الوحيشي المدير العام للمعهد الوطني للتراث، لـ«الشرق الأوسط»، جمع مجموعة من القطع الأثرية المختارة من بين مئات القطع التي تم استرجاعها من القصور والإقامات التي كانت لابن علي وأصهاره، وكانت موجودة بسيدي الظريف وسيدي بوسعيد وقرطاج (الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية) والحمامات (الواقعة على بعد 60 كم شمال شرقي تونس).

ولم يغفل الوحيشي عن الإشارة إلى أن الانتهاكات التي تعرض لها التراث التونسي تكاد لا تحصى سواء بالنسبة للقطع الأثرية المنقولة من تحف وأوان ولوحات فسيفسائية، أو كذلك بالنسبة للعقارات خاصة تلك المتعلقة بالفترة القرطاجية من أراض تم التفريط فيها رغم أنها تابعة للتراث العالمي والوطني. ويرى الوحيشي أن المعرض يتوج عملية استرجاع لممتلكات وطنية في المقام الأول، لكنه يعتبر عملية حجز واسترداد لقطع تم سلبها ونهبها من التراث الوطني أكثر من كونه تظاهرة علمية كلاسيكية.

ويتضمن هذا المعرض 93 قطعة أثرية وفنية مختارة من بين أكثر من ثلاثمائة قطعة تم حجزها بعد ثورة 14 يناير (كانون الثاني) 2011 وتم استرجعاها من القصور والإقامات العائلية الخاصة بابن علي وأصهاره، خاصة صخر الماطري وبلحسن الطرابلسي ومروان مبروك ومنصف الماطري، وذلك بمحاضر قضائية محررة في هذا الصدد. وجلبت أكثر من ثلاثين قطعة أثرية من قصر سيدي الظريف بسيدي بوسعيد، والذي يعود للرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي. وفي جولة تاريخية داخل المعرض تصادف الزائر شواهد القبور القرطاجية والرومانية التي، كما ذكر سمير عون الله مدير المعرض لـ«الشرق الأوسط»، استعملتها تلك العائلات لزخرفة غرف النوم. واعتبر أن التراث المسترجع لا ثمن له، وتكمن قيمته في الثروة والقيمة التاريخية التي يمثلها والتي لا تحدد بثمن. واعتبر عون الله أن عملية إعداد المعرض وإنجاز مدونة للقطع التي تم اختيارها وفق مقاييس علمية وجمالية أخذت الكثير من الوقت والجهد، ولم تكن المسألة هينة بالمرة.